الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ281 الى صــ 290
(374)
مسلمو إسبانيا يستنجدون بسلطان المماليك قايتباي وبسلطان العثمانيين بايزيد الثاني.
العام الهجري: 890العام الميلادي: 1485تفاصيل الحدث:
تطورت الأحداث في شبه الجزيرة الأيبرية (الأندلس) في مطلع العصور الحديثة، فأصبح اهتمام الأسبان ينحصر في توحيد أراضيهم، وانتزاع ماتبقى للمسلمين بها خصوصا بعد ما خضعت لسلطة واحدة بعد زواج إيزابيلا ملكة قشتالة وفرديناند ملك أراغوان، فاندفعت الممالك الأسبانية المتحدة قبيل سقوط غرناطة في تصفية الوجود الإسلامي في كل أسبانيا، حتى يفرغوا أنفسهم ويركزوا اهتمامهم على المملكة الإسلامية الوحيدة غرناطة، التي كانت رمز للمملكة الإسلامية الذاهبة، وفرضت أسبانيا أقسى الإجراءات التعسفية على المسلمين في محاولة لتنصيرهم وتضييق الخناق عليهم حتى يرحلوا عن شبه الجزيرة الأيبرية، نتيجة لذلك لجأ المسلمون - المورسكيون - إلى القيام بثورات وانتفاضات في أغلب المدن الأسبانية والتي يوجد بها أقلية مسلمة وخاصة غرناطة وبلنسية وأخمدت تلك الثورات بدون رحمة ولاشفقة من قبل السلطات الأسبانية التي اتخذت وسيلة لتعميق الكره والحقد للمسلمين، ومن جهة أخرى كان من الطبيعي أن يرنوا المورسكيون بأنظارهم إلى ملوك المسلمين في المشرق والمغرب لإنقاذهم وتكررت دعوات وفودهم ورسائلهم إليهم للعمل على إنقاذهم مما يعانوه من ظلم، وخاصة من قبل رجال الكنيسة ودواوين التحقيق (محاكم التفتيش) التي عاثت في الأرض فسادا وأحلت لنفسها كل أنواع العقوبات وتسليطها عليهم وكانت أخبار الأندلس قد وصلت إلى المشرق فارتج لها العالم الإسلامي، وبعث الملك الأشرف قايتباي بوفود إلى البابا وملوك النصرانية يذكرهم بأن النصارى الذين هم تحت حمايته يتمتعون بالحرية، في حين أن أبناء دينه في المدن الأسبانية يعانون أشد أنواع الظلم، وقد هدد باتباع سياسة التنكيل والقصاص تجاه رعايا المسيحيين، إذا لم يكف ملك قشتالة وأراغون عن هذا الاعتداء وترحيل المسلمين عن أراضيهم وعدم التعرض لهم ورد ما أخذ من أراضيهم ولم يستجيب البابا والملكان الكاثوليكيان لهذا التهديد من قبل الملك الأشرف ومارسوا خطتهم في تصفية الوجود الإسلامي في الأندلس، وجددت رسائل الاستنجاد لدى السلطان العثماني بايزيد الثاني، فوصلته رسالة نهم يذكرون فيها آلامهم ومعاناتهم ويسألونه الخلاص، وكان السلطان بايزيد يعاني من العوائق التي تمنعه من إرسال المجاهدين، بالإضافة إلى مشكلة النزاع على العرش مع أخيه الأمير جم، وما أثار ذلك من مشاكل مع البابوية في روما وبعض الدول الأوروبية ومع ذلك قام السلطان بايزيد بتقديم المساعدة وتهادن مع السلطان المملوكي الأشرف لتوحيد الجهود من أجل مساعدة غرناطة ووقعا اتفاقا بموجبه يرسل السلطان بايزيد أسطولا على سواحل صقلية باعتبارها تابعة لمملكة أسبانيا، وأن يجهز السلطان المملوكي حملات أخرى من ناحية أفريقيا وبالفعل أرسل السلطان بايزيد أسطولا عثمانيا تحول إلى الشواطئ الأسبانية، وقد أعطى قيادته إلى كمال رايس الذي أدخل الفزع والخوف والرعب في الأساطيل النصرانية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، كما شجع السلطان بايزيد المجاهدين في البحر بإبداء اهتمامه وعطفه عليهم، وكان المجاهدون العثمانيون قد بدأوا في التحرك لنجدة إخوانهم المسلمين، وفي نفس الوقت كانوا يغنمون الكثير من الغنائم السهلة الحصول من النصارى، كذلك وصل عدد كبير من هؤلاء المجاهدين المسلمين أثناء تشييد الأسطول العثماني، ودخلوا في خدمته بعد ذلك أخذ العثمانيون يستخدمون قوتهم البحرية الجديدة في غرب البحر المتوسط بتشجيع من هؤلاء المجاهدين وهذا الذي كان في وسع السلطان بايزيد الثاني فعله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
أمراء بني نصر يتناوشون على عرش الملك.
العام الهجري: 890العام الميلادي: 1485تفاصيل الحدث:
قام الأمير يوسف أبو الحجاج بن أبي الحسن علي بن سعد أمير المرية بمنازعة عمه أبي عبدالله الزغل ملك غرناطة، فقام القتال بينهما وقتل أمير المرية، ثم نازعه ابن أخيه الآخر أبو عبدالله محمد الحادي عشر الصغير العائد من الأسر يريد استعادة ملكه الذي كان فيه قبل أن يؤسر فأعلن نفسه ملكا على غرناطة وقام بنصرته أهل ربض البيازين وهو حي غرناطة الشعبي وأهله عرفوا بالاضطراب الدائم كما أمده ملك قشتالة بقوة تمكنه من التغلب على عمه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الفتنة بين أمراء بني نصر في الأندلس.
العام الهجري: 891العام الميلادي: 1486تفاصيل الحدث:
بعد القتال الذي دار بين أمراء بني نصر على الملك، بقيت هذه الفتنة بينهم إلى أن تم الاتفاق على أن تنقسم المملكة قسمين، القسم الأول وهو غرناطة ومالقة يكون تحت ملك أبي عبدالله محمد المعروف بالزغل، والقسم الثاني وهو القسم الشرقي يكون تحت ملك ابن أخيه أبي عبدالله محمد المعروف بالصغير، ولكن هذا الأخير لا يلبث أن ينقض هذا الاتفاق ويظهر فجأة في ساحة البيازين بغرناطة وأذاع عقده للصلح مع الأسبان وأنهم أمدوه بالرجال والعتاد، فقام أبو عبدالله محمد الزغل بمغادرة غرناطة ومالقة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
استيلاء الإسبان على حصن لوشة وبلش.
العام الهجري: 891العام الميلادي: 1486تفاصيل الحدث:
قام الأسبان بمحاصرة حصون مدينة لوشة مما اضطر الأمير أبا عبدالله محمد الصغير إلى تسليمها إليهم ومغادرة أهلها إلى غرناطة، ثم أخذ الأسبان بعد ذلك بالاستيلاء على الحصون الواقعة حول غرناطة وكانت تستسلم لهم دون قتال، ثم قام الأسبان كذلك بمحاصرة حصن بلش وكان حصنا لمدينة مالقة فقام الأمير محمد الزغل بجمع بعض قواته لقتالهم تاركا القسم الثاني لقتال محمد الصغير وأهل البيازين الذين انضموا له، لكن الزغل لم يتمكن من إنقاذ مدينة بلش فسقطت بيد الأسبان وسار الزغل إلى مدينة وادي آشي ممتنعا بقواته فيها، وبعد هذا الاستيلاء انقسم ما تبقى من غرناطة إلى قسمين الأول ويحوي غرناطة وأعمالها اختص به أبو عبدالله محمد الصغير، الثاني يضم وادي آش وأعماله اختص به عمه أبو عبدالله محمد الزغل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
أول هزيمة عثمانية أمام مماليك السلطان قايتباي.
العام الهجري: 891العام الميلادي: 1486تفاصيل الحدث:
حدثت معارك بين العثمانيين والمماليك على الحدود الشامية إلا أنها لم تحتدم إلى حد التهديد بحدوث حرب شاملة بينهما، وإن كانت قد أسهمت في أن يخيم شعور بعدم الثقة بينهما الأمر الذي أدى إلى تعثر مفاوضات الصلح سنة 896هـ ومع أن السلطان المملوكي "قايتباي" قد ساورته مخاوف من احتمال قيام حرب واسعة بينه وبين العثمانيين سواء لإدراكه ما كان عليه العثمانيون من قوة أو لانشغال جزء هام من قواته في مواجهة البرتغاليين، إلا أن السلطان العثماني "بايزيد الثاني" قد بدد له هذه المخاوف حيث قام بإرسال رسول من قبله إلى السلطان المملوكي سنة 896هـ ومعه مفاتيح القلاع التي استولى عليها العثمانيون على الحدود وقد لقى هذا الأمر ترحيبا لدى السلطان المملوكي فقام بإطلاق سراح الأسرى العثمانيين، وأسهمت سياسة بايزيد السلمية في عقد صلح بين العثمانيين والمماليك في نفس السنة وظل هذا الصلح ساريا حتى نهاية عهد السلطان بايزيد الثاني عام 917هـ وأكد هذا الحدث على حرص السلطان بايزيد في سياسة السلام مع المسلمين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
استيلاء الإسبان على مالقة وقتلهم النساء والأطفال.
العام الهجري: 892الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1487تفاصيل الحدث:
استطاع الأسبان دخول مدينة مالقة والاستيلاء عليها تماما فدخلوها دخول الفاتحين، فعاثوا فيها الفساد بين قتل للنساء والأطفال ونهب للأموال، مع أن الملك فرديناند بذل لأهلها الأمان وأمنهم على أنفسهم وأموالهم، ولكنه نقض كل ذلك وأمر بأن كل من بقي حيا بعد قتل من قتل، أنهم رقيق يفدون أنفسهم ولا يسمح لأحد بالمغادرة إلا بفدية يؤديها عن نفسه، أما أبو عبدالله محمد الزغل الذي استسلم تاركا مدينة مالقة للأسبان فهرب إلى الجزائر ونزل تلمسان باقيا فيها بقية حياته.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(جديد مضاف) غلو أسعار القمح والشعير بدمشق.
العام الهجري: 892الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1487تفاصيل الحدث:
غلا سعر القمح والشعير، وبرز مرسوم الحواط بالمناداة بدمشق، بأن لا يبيع حاضر لجلاب قمحا ولا شعيرا، فتخبطت دمشق؛ وزادت الأسعار وصغر قطع الخبز، وطلبه الناس، وبيعت غرارة القمح بأربعمائة وعشرين، والشعير بمائة وسبعين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
زحف الأسبان على غرناطة وبدأ حصارها.
العام الهجري: 893العام الميلادي: 1487تفاصيل الحدث:
طلب الأسبان من أبي عبدالله محمد الصغير أن يضعوا قوات لهم في الحمراء فرفض الصغير هذا الطلب ومنعهم من دخول غرناطة، فقام ملك قشتالة فرديناند بالزحف بقواته على أطراف غرناطة الشرقية واستولى في طريقه على بعض المدن ومنها المنكب والبيرة وبلش وغيرها من القواعد الشمالية مكملا مسيرته إلى غرناطة التي بدأ يحاصرها واستمر الحصار إلى عام 895هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
نهاية دولة الحفصيين بالمغرب.
العام الهجري: 893العام الميلادي: 1487تفاصيل الحدث:
توفي الأمير أبو عمرو عثمان بن محمد الحفصي وقام خلفا عنه حفيده أبو زكريا يحيى بن مسعود بن محمد، وكان عثمان هذا آخر الحفصيين الكبار والذي بوفاته تعتبر الدولة الحفصية قد انتهت وذلك أن سكان جزيرة جربة رفضوا الاعتراف بالأمير الجديد يحيى وبسيادة الحفصيين عليهم، فشكلوا جمهورية مستقلة فحذت مدينة طرابلس حذوهم وقاموا هم أيضا بالتخلص من الحفصيين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
هزيمة العثمانيين الثانية أمام مماليك السلطان قايتباي.
العام الهجري: 893العام الميلادي: 1487تفاصيل الحدث:
كانت الهزيمة الأولى للعثمانيين أمام المماليك في سنة 891هـ حيث كانت الجيوش المملوكية بقيادة الأمير أزبك الذي استطاع أيضا أن يأسر القائد العثماني أحمد بك بن هرسك، ولكن السلطان العثماني بايزيد الثاني أراد الثأر فجهز جيوشا برية وبحرية وانضم للماليك زعيم الآق قوينلو ثم أراد السلطان المملوكي قايتباي أن يصلح الأمر فأطلق سراح الأسارى العثمانيين ومنهم أحمد هرسك ولكن هذا لم يجد نفعا ونجح الأمير أزبك في الوصول إلى أذنة ومن معه من القوات الموالية فحاصرها ثلاثة أشهر ثم دخلها عنوة وأسر وغنم واحتفلت القاهرة بهذا النصر أسبوعا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا