عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-11-2025, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,825
الدولة : Egypt
افتراضي كنوز السنن المهجورة..

كنوز السنن المهجورة..


  • في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتزدحم فيه الملهيات، يغفل بعض المسلمين عن بعض السنن النبوية، وهي تلك الأعمال التعبدية اليسيرة التي تُزكي القلوب، وتغرس الطمأنينة، وتحفظ المسلم، وتقرّبه إلى الله -تعالى-.
  • فالسنّة النبوية أقوال وأفعال تُروى ومنهج حياة، وضعه النبي - صلى الله عليه وسلم - بوحيٍ من ربه، ليكون للأمة نورًا وهدايةً، قال -تعالى-: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(النحل:64)، وقد حثنا ربنا -جل وعلا- على الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب: 21)، وجعل الاقتداء به برهانا على المحبة الصادقة؛ فقال -جل شأنه-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران:31).
  • والسنن النبوية المهجورة هي ما نُسي أو قلّ العمل بها، سواء من السنن القولية أو الفعلية، وقد رغّب النبي - صلى الله عليه وسلم - في إحيائها، فقال: « مَن أحيا سنَّةً من سنَّتي، فعملَ بِها النَّاسُ، كانَ لَهُ مثلُ أجرِ من عَمِلَ بِها، لا يَنقصُ مِن أجورِهِم شيئًا، ومن ابتدعَ بدعةً؛ فعمِلَ بِها، كانَ عليهِ أوزارُ مَن عملَ بِها، لا ينقُصُ مِن أوزارِ من عملَ بِها شيئًا...»، وإحياء السنن في زمن الغفلة عبادة عظيمة، تدل على صدق الإيمان وحبّ الاتباع.
  • ومن أمثلة السنن المهجورة: الاستغفار للوالدين؛ وذلك لقول رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ»، ومنها: قضاء الصلاة النافلة؛ وذلك لما رواه البخاري ومسلم أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُمَا؛ فَقَالَ: «إِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ فَشَغَلُونِي عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ؛ فَهُمَا هَاتَانِ»، ومنها: سجود الشكر؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا أتاه أمر يَسُرُّه خرّ ساجدًا»، ومنها: إعلام الرجل أخاه أنه يحبه؛ لقول النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أحب الرجل أخاه، فليخْبره أَنه يحِبه»، ومنها: النوم على طهارة؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من بات طاهرا، بات في شعاره ملكٌ، فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان؛ فإنه بات طاهرًا»، ومنها: ترك الطعام حتى تذهب حرارته وعدم النفخ فيه، والبدء باليمين في لبس الملابس والانتعال؛ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا لبس قميصا بدأ بميامنه»، ومنها: الدعاء عند سماع صوت الديك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملَكًا..»، ومنها: الابتداء بركعتين في المسجد للقادم من السفر؛ فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد؛ فركع فيه ركعتين»، ومنها: الاستعاذة عند رؤية القمر؛ فقد ورد عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أنه نظرَ إلى القَمَرِ، فقالَ: «يا عائشةُ، استَعيذي باللَّهِ مِن شرِّ هذا؛ فإنَّ هذا هوَ الغاسِقُ إذا وقبَ»، ومنها: نفض الفراش قبل النوم؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره...».
  • ولا شك أن في إحياء السنن النبوية، نفعًا للفرد المسلم، وإحياءً لروح القدوة في الأمة، في زمنٍ تغلب فيه الماديات؛ فالتبسم، وإفشاء السلام، والرفق، والتواضع، وغيرها من الأخلاق الفاضلة والأقوال المأثورة، سنن من شأنها أن تبني مجتمعًا متراحمًا متوازنًا، وتغرس فيه الأخلاق النبوية في الحياة اليومية، كما تجدد الإيمان، وتعيد للروح توازنها؛ لتظل السنّة سفينة النجاة ومنار الهداية، لكل من أراد السلوك إلى الله -تعالى- على بصيرةٍ، واتباعٍ لخير الأنام - صلى الله عليه وسلم -.





اعداد: سالم الناشي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]