من أخْطاءِ المُصلِّينَ (3)
تركي بن إبراهيم الخنيزان
نَستكمِلُ حديثَنَا عن أخْطاءِ بعضِ المُصلِّينَ:
فمن تلك الأخْطاءِ: انتِظارُ المَسبوقِ للإمامِ إنْ كان ساجدًا أو جالسًا حتَّى يقومَ، والمشروعُ الدخولُ معَه فِي أيِّ رُكنٍ؛ لعمومِ قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري].
ومنَ الأخْطاءِ الَّتي تُبطِلُ الصلاةَ: عدمُ السجودِ علَى الأعْضاءِ السبعةِ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ- وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ» [متفق عليه]، فبعضُهم إذا سجَدَ رفَعَ قدمَيْه قليلًا عنِ الأرضِ، أو وضَعَ إحْداهُمَا علَى الأُخْرى، وبعضُهم لا يُمكِّنُ أنفَه أو جبهتَهُ منَ الأرضِ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ.
ومنَ الأخْطاءِ فِي السجودِ: أنْ يُلصِقَ ذِراعَيْه بالأرضِ، وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ، حيثُ قالَ: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ» [متفق عليه]. والمقصودُ بالاعتدالِ: التوسُّطُ بينَ الانفِراشِ، وبينَ القبضِ والتقوُّسِ. كما يُسَنُّ التجافِي والتباعُدُ فِي السجودِ، وصفتُهُ: أنْ يرفَعَ مِرفَقيْه، ويُباعِدَ عضُدَيْه عن جنبَيْه، ويرفَعَ بَطنَه عن فَخِذَيْه، وفَخِذَيْه عن ساقَيْه، يفعَلُ ذلكَ قدرَ استطاعتِه، وبلا مبالغةٍ، وبمَا لا يكونُ معَه أذيَّةٌ لمَن بجانِبِه.
ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ مُتابَعةِ الإمامِ فِي أفعالِ الصلاةِ، كمَن يُسابِقُ الإمامَ، أو يوافِقُه، أو يتأخَّرُ عنه، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا» [متفق عليه]، وقالَ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ» [ رواه البخاري].
جعَلَنَا اللهُ منَ السالِكينَ لدُروبِ العلمِ النافِعِ، المُستَضيئينَ بنورِهِ، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.