عرض مشاركة واحدة
  #367  
قديم 11-11-2025, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,075
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ211 الى صــ 220
(367)







وفاة الخليفة العباسي المستكفي بالله سليمان وتولي أخيه القائم بأمر الله حمزة.
العام الهجري: 855الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1451تفاصيل الحدث:
توفي الخليفة العباسي المستكفي بالله أبو الربيع سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بالقاهرة في يوم الجمعة ثاني المحرم، ونزل السلطان الملك الظاهر جقمق للصلاة عليه بمصلاة المؤمني، ومشى في جنازته إلى أن شهد دفنه، وربما أراد حمل نعشه في طريقه، ومات المستكفي وهو في عشر الستين، بعد أن أقام في الخلافة تسع سنين ونحو عشرة أشهر، وتولى الخلافة بعده أخوه أبو البقاء حمزة بغير عهد منه، ولقب بالقائم بأمر الله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة السلطان العثماني مراد الثاني بن محمد جلبي وتولي ابنه محمد المعروف بالفاتح.
العام الهجري: 855الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1451تفاصيل الحدث:
كان السلطان مراد بن محمد بن بايزيد بن عثمان قد تنازل عن السلطة لولده محمد لكنه اضطر للعودة إلى الساحة السياسية بل إلى ساحة القتال أكثر من مرة ثم عاد مرة أخرى إلى أدرنة إلى أن توفي فيها في هذه السنة من الخامس من محرم، عن عمر يناهز الخمسين بعد أن قضى أياما كثيرة مجاهدا كأنه سياج الإسلام، وبوفاته أصبح ابنه محمد متوليا للسلطة تماما بكل زمامهاوكان عمره يومها يقارب الاثنين وعشرين سنة، ومحمد هذا هو المعروف بالفاتح لأنه هو الذي فتح القسطنطينية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة بدر الدين العيني.
العام الهجري: 855الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
بدر الدين أبو الثناء وقيل أبو محمد محمود ابن القاضي شهاب الدين أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابي الحنفي، قاضي قضاة الديار المصرية، وعالمها ومؤرخها، توفي في ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة، ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها تجاه داره بالقرب من جامع الأزهر، ومولده بعينتاب في سنة اثنتين وستين وسبعمائة؛ ونشأ بها، وتفقه بوالده بعد حفظه القرآن الكريم، ثم رحل إلى حلب ثم القاهرة، إلى أن تولى فيها النظر في الأحباس ثم القضاء، كان مقربا جدا من السلطان الأشرف برسباي، كان فقيها أصوليا، نحويا، لغويا، وأفتى ودرس سنين، وصنف التصانيف المفيدة النافعة، وكتب التاريخ، ومن أشهر مصنفاته عمدة القاري في شرح صحيح البخاري، أما في التاريخ فاشتهر بكتابه الكبير عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، وله مصطلح الحديث ورجاله، وله شرح الهداية في الفقه الحنفي وله شرح الكنز في الفقه الحنفي أيضا وله شرح سنن أبي داود وله أكثر من كتاب في سير بعض السلاطين المماليك الشراكسة الذين عاصرهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
السلطان العثماني محمد الفاتح يستعد لحصار القسطنطينية.
العام الهجري: 856العام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
منذ أن تولى محمد الفاتح السلطنة مشى على ما كان عليه أبوه من الجهاد والغزو، فأول ما بدأ به أن أرجع زوجة أبيه الأميرة الصربية النصرانية مارا إلى أبيها، ثم بنى قلعة على مضيق البوسفور على الشاطئ الأوربي مقابل القلعة التي بناها السلطان بايزيد على الشاطئ الآسيوي، كل ذلك ليحكم قبضته على المضيق ويمنع من وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من مملكة طرابزون الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرق الأناضول، ورأى قسطنطين أن محمد الفاتح عازم على دخول مدينته فعرض دفع الجزية فرفض السلطان محمد ذلك، فاستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول النصرانية فأرسل له البابا ثلاثين سفينة حربية لكنها هربت من القرن الذهبي، ثم طلب من الروس المساعدة لكنهم لم يكونوا وقتها أصحاب قوة، ثم إن الجنويين الذين كانوا في غلطة الواقعة في نقطة التقاء مضيق البوسفور مع القرن الذهبي، تظاهروا أنهم حياديون، ولكنهم أرسلوا بدعم بقيادة جوستينان بقوة بحرية كبيرة التي اصطدمت مع السفن البحرية العثمانية وتمكنت من هزمها والدخول إلى القرن الذهبي ورفعت السلاسل في وجه السفن العثمانية، كل هذه الأمور كانت إرهاصات لفتح القسطنطينية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الملك الكامل ملك الحصن.
العام الهجري: 856الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
توفي الملك الكامل خليل بن الملك الأشرف أحمد بن الملك العادل سليمان، صاحب حصن كيفا من ديار بكر، ملك الحصن بعد قتل أبيه الملك الأشرف في سنة ست وثلاثين وثمانمائة, وتوفي هو قتيلا بيد ولده في شهر ربيع الأول. وتولى ولده الملك من بعده، ولقب بالملك الناصر، ودام في مملكة الحصن إلى شهر رمضان من نفس السنة, فوثب عليه ابن عمه الملك حسن وقتله، وسلطن أخاه أحمد، ولقبه بلقب أبيه المقتول، الملك الكامل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان الظاهر جقمق نفسه من السلطنة وتسلطن ابنه المنصور عثمان ثم وفاة السلطان جقمق.
العام الهجري: 857الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
بدأ المرض بالسلطان في آخر السنة الماضية ومازال يزداد به حتى قوي عليه جدا في أوخر شهر محرم من هذه السنة، ثم لما كان يوم الأربعاء العشرون من المحرم، تكلم السلطان مع بعض خواصه في خلع نفسه من السلطنة، وسلطنة ولده المقام الفخري عثمان في حياته، فروجع في ذلك فلم يقبل، ورسم بإحضار الخليفة والقضاة والأمراء من الغد بالدهيشة، فلما كان الغد، وهو يوم الخميس حادي عشرون محرم حضر الخليفة والقضاة وجميع الأمراء، وفي ظن الناس أنه يعهد لولده عثمان بالملك من بعده كما هي عادة الملوك، فلما حضر الخليفة والقضاة عنده بعد صلاة الصبح، خلع نفسه من السلطنة، وقال للخليفة والقضاة الأمر لكم، انظروا فيمن تسلطنوه، أو معنى ذلك، لعلمه أنهم لا يعدلون عن ولده عثمان، فإنه كان أهلا للسلطنة بلا مدافعة، فلما سمع الخليفة كلام السلطان، لم يعدل عن المقام الفخري عثمان، لما كان اشتمل عليه عثمان المذكور من العلم والفضل، وإدراكه سن الشبيبة، وبايعه بالسلطنة، وتسلطن في يوم الخميس ولقب بالملك المنصور، وعمره يومئذ نحو الثماني عشرة سنة تخمينا، واستمر الملك الظاهر مريضا ملازما للفراش، وابنه الملك المنصور يأخذ ويعطي في مملكته، ويعزل ويولي، والملك الظاهر في شغل بمرضه، وما به من الألم في زيادة، إلى أن مات في قاعة الدهيشة الجوانية بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر وقرىء حوله القرآن العزيز، إلى أن أصبح، وجهز وغسل وكفن من غير عجلة ولا اضطراب، حتى انتهى أمره وحمل على نعشه، وأخرج به، وأمام نعشه ولده السلطان الملك المنصور عثمان ماشيا وجميع أعيان المملكة إلى أن صلي عليه بمصلاة باب القلعة من قلعة الجبل، وصلى عليه الخليفة القائم بأمر الله أبو البقاء حمزة، وخلفه السلطان المنصور عثمان والقضاة وجميع الأمراء والعساكر، ثم حمل بعد انقضاء الصلاة عليه وأنزل من القلعة، حتى دفن بتربة أخيه الأمير جاركس القاسمي المصارع، ولم يشهد ولده الملك المنصور دفنه، وكانت مدة سلطنته أربع عشرة سنة وعشرة شهور ويومين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان المنصور عثمان بن جقمق وتسلطن الأشرف إينال العلائي.
العام الهجري: 857الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
لما تسلطن المنصور عثمان أساء تدبير أمور الدولة فأخذ يعزل ويولي ويعطي ويمنع دون رشد ولا تدبير ولا توقير لكبير أو قديم، حتى أوغر صدور الأشرفية والمؤيدية عليه وانتظم الصلح بين الطائفتين سرا تحالفوا واتفقوا على الركوب في يوم بعينه، كل ذلك والمنصور ومماليك أبيه وحواشيه في غفلة عن ذلك، وأكبر همهم في تفرقة الإقطاعات والوظائف، وفي ظنهم أن دولتهم تدوم، وأن الملك قد صار بيدهم، هذا مع عدم التفاتهم لتقريب العقلاء، ومشاورة ذوي التدبير وأرباب التجارب ممن مارس تغيير الدول والحروب والوقائع، وقد صار الناس عند الأمير الكبير إينال، ولبسوا السلاح، وأجمعوا على قتالهم، وأهل شهر ربيع الأول يوم الاثنين، وفيه كان ابتداء الوقعة بين السلطان الملك المنصور عثمان وبين الأتابك إينال العلائي، وذلك أنه قدم الأمراء جميعا إلى الرميلة يريدون طلوع القلعة، فتكاثرت المماليك عليهم واحتاطوا بهم، وأخذوهم غصبا بأجمعهم، وعادوا بهم إلى بيت الأمير الكبير إينال العلائي، ولما اجتمع القوم في بيت الأمير الكبير، وعظم جمعهم، أتاهم الأمراء والخاصكية والأعيان من كل فج، حتى بقوا في جمع موفور، فأعلنوا عند ذلك بالخروج عن طاعة الملك المنصور، والدخول في طاعة الأمير الكبير إينال، والأمير الكبير يمتنع من ذلك بلسانه، فلم يلتفتوا لتمنعه، وأخفوا في لبس السلاح، فلبسوا في الحال عن آخرهم، وطلبوا الخليفة القائم بأمر الله حمزة، فحضر قبل تمام لبسهم السلاح، ولما حضر الخليفة أظهر الميل الكلي للأتابك إينال، وأظهر كوامن كانت عنده من الملك المنصور وحواشيه وقام مع الأمراء في خلع المنصور أتم قيام، ولما تكامل لبس المماليك والأمراء السلاح طلبوا من الأمير الكبير الركوب معهم والتوجه إلى بيت قوصون تجاه باب السلسلة، فامتنع تمنعا ليس بذاك، ثم أجابهم في الحال؛ وركب هو والأمراء وحولهم العساكر محدقة بهم إلى أن أوصلوهم إلى بيت قوصون المذكور، وأما الملك المنصور لما بلغه ما وقع من القوم في بيت الأمير الكبير تحقق من عنده من الأمراء والأعيان ركوب الأمير الكبير وخروجه عن الطاعة، فأمروا في الحال يشبك القرمي والي القاهرة أن ينادي بطلوع المماليك السلطانية لأخذ النفقة، وأن النفقة لكل واحد مائة دينار؛ فنزل يشبك من القلعة والمنادي بين يديه ينادي بذلك، إلى أن وصل إلى الرميلة تجاه باب السلسلة، فأخذته الدبابيس من المماليك، فتمزقوا، وذهب القرمي إلى حال سبيله، ثم أمر الملك المنصور لأمرائه وحواشيه بلبس السلاح، فلبسوا بأجمعهم، ولبس هو أيضا؛ كل ذلك وآراؤهم مفلوكة، وكلمتهم غير منضبطة، وابتدأ القوم في القتال من يوم الاثنين المذكور، واشتد الحرب، وجرح من الطائفتين جماعة، وصار أمر الأمير الكبير في نمو بمن يأتيه من المماليك السلطانية، ومضى نهار الاثنين بعد قتال كبير وقع فيه، وبات الفريقان في ليلة الثلاثاء على أهبة القتال، وأصبحا يوم الثلاثاء على ما هم عليه من القتال والرمي بالمدافع والنفوط والسهام من الجهتين، والجراحات فاشية في الفريقين، ولم يكن وقت الزوال حتى كثر عسكر الأمير الكبير إينال بمن يأتيه أرسالا من المماليك السلطانية، واستفحل أمره، ثم في هذا اليوم لهج الخليفة أمير المؤمنين القائم بأمر الله حمزة بخلع الملك المنصور عثمان من الملك غير مرة في الملأ، فقوي بذلك قلب أصحاب الأمير الكبير وجدوا في القتال، وتفرقوا على جهات القلعة، وجدوا في حصارها، وأصبحوا يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الأول والقتال عمال، وأصحاب الملك المنصور تنسل منه إلى الأمير الكبير واحدا بعد واحد، ثم رسم الأمير الكبير بطلب القاضي محب الدين بن الأشقر كاتب السر والقضاة الأربعة، فحضروا في الحال، وقد نزل الخليفة من القصر أيضا، وجلس عند الأمير الكبير هو والقضاة تكلموا مع الخليفة في خلع الملك المنصور عثمان بكلام طويل، ثم طلبوا بدر الدين ابن المصري الموقع فأملاه قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني الشافعي ألماظا كتبها تتضمن القدح في الملك المنصور وخلعه من السلطنة، وكان ذلك في أوائل نهار الجمعة، وخلع الملك المنصور في اليوم المذكور من الملك وحكم القضاة بذلك، وكانت مدة سلطنة الملك المنصور شهرا واحدا وثلاثة عشر يوما؛ ثم سأل قاضي القضاة من حضر المجلس عن سلطنة الأمير الكبير إينال عليهم، فصاحوا بأجمعهم: "نحن راضون بالأمير الكبير" ، وكرر القاضي عليهم القول غير مرة وهم يردون الجواب كمقالتهم أولا، وفرحوا بذلك، وسروا غاية السرور، وانفض المجلس على خلع الملك المنصور وسلطنة الأتابك إينال؛ هذا والقتال مستمر أشد ما يكون بين الطائفتين، وأصبح الناس في يوم الأحد سابع شهر ربيع الأول والقتال مستمر بين الفريقين، ثم استطاع الأمير إينال أن يملك القلعة ثم أخذ المنصور عثمان ورسم بتسفيره إلى الإسكندرية وسجن بها، ثم حضر الخليفة والقضاة الأربعة وسائر أمراء الدولة، وبويع الأمير الكبير إينال بالسلطنة، ولقب بالملك الأشرف، ولبس خلعة السلطنة، أما السلطان الجديد فهو الأشرف سيف الدين أبو النصر إينال بن عبد الله العلائي الظاهري ثم الناصري، أصله شركسي الجنس، أخذ من بلاده، فاشتراه خواجا علاء الدين علي، وقدم به إلى القاهرة، فاشتراه الملك الظاهر برقوق ودام إينال كتابيا بطبقة الزمام، إلى أن ملكه الملك الناصر فرج بن برقوق وأعتقه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد بن مراد الذي لقب بالفاتح.
العام الهجري: 857الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
عرض السلطان محمد الفاتح على إمبراطور القسطنطينية أن يسلمها كي لا تصاب بأذى ولا يحل بالأهالي النكبات، وتعهد السلطان بحماية العقائد وإقامة الشعائر، فرفض الإمبراطور ذلك، فقام السلطان بمحاصرة المدينة من الجانب الغربي من البر بجنود يزيد عددهم على مائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن جهة البحر بمائة وثمانين سفينة بحرية، وأقام المدافع حول الموقع، وكان من أهمها وأشهرها المدفع العظيم الذي صممه له المجري أوربان خصيصا للسلطان، وهذا المدفع كان يحتاج إلى سبعمائة شخص لجره ويرمي كرة حجرية وزنها اثنا عشر رطلا لمسافة ألف وستمائة متر، كما قام السلطان بنقل سبعين سفينة حربية إلى القرن الذهبي على ألواح خشبية مسافة تقرب من عشرة كيلومترات، وبهذا أحكم الحصار على القسطنطينية التي كان موقعها يعطيها القوة فهي محاطة بالمياة البحرية في ثلاث جبهات، مضيق البسفور، وبحر مرمرة، والقرن الذهبي الذي كان محميا بسلسلة ضخمة جدا تتحكم في دخول السفن إليه، بالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدما ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدما وعليه أبراج يصل ارتفاعها إلى 60 قدما، وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدما وعليه أبراج موزعة مليئة بالجند، وبدأ الحصار يوم الجمعة سادس عشرين شهر ربيع الأول ولكن كل المحاولات البحرية كانت تبوء بالفشل بسبب تلك السلاسل أما في البر فتمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين، وكانت الثغرة ضيقة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين، ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة أخرى للهجوم، ثم لما رأى السلطان الفاتح أن المحاولات البحرية لا تجدي أمر بنقلها برا إلى القرن الذهبي على الألواح الخشبية المدهونة بالزيت والدهون وهذا العمل كان من معجزات ذلك الزمان في سرعته وكيفيته، واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع، وحاولوا تسلق أسوارها، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم مايتهدم من أسوار مدينتهم ورد المحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماما وحاول العثمانيون بكل طريقة الدخول فحاولا بحفر الأنفاق تحت الأسوار لكنها كانت تبوء بالفشل وحاولوا بصنع أبراج خشبية أعلى من أسوار المدينة دون كلل ولا تعب وكانت المدفعية العثمانيةلا تنفك عن عملها في دك الأسوار والتحصينات، وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض، وبقي الهجوم مكثفا وخصوصا القصف المدفعي على المدينة، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام, وعند الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1435م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن شجع السلطان المجاهدين ووعدهم بالأعطيات، وانطلق المهاجمون وتسلقوا الأسوار وقاتلوا من عارضهم وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية أخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لايعرف، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة ثم دخل السلطان كنيسة آيا صوفيا، ومنع أعمال السلب والنهب التي كانت قائمة، ووصل إلى الكنيسة المذكورة فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة وحولها إلى مسجد وهو المسجد المشهور اليوم في اسطنبول اليوم، وسمح السلطان للنصارى بتأدية شعائرهم وأعطاهم نصف كنائسهم محولا النصف الآخر لمساجد، وأطلق على القسطنطينية اسم استنبول وهي تعني مدينة الإسلام، وبهذا يتحقق الحديث النبوي بأن القسطنطينية تفتح قبل مدينة روما وقد روى الإمام أحمد في مسنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش، وبهذا الفتح استحق السلطان محمد بن مراد لقب الفاتح بحق، فجزاه الله خيرا وغفر له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(البلقان) تم فتحها كلها ما عدا بلدتي بلغراد وغوسة.
العام الهجري: 857الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
بعد أن قام السلطان محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، أراد التوجه إلى بلاد المورة فأرسل ملكها وفدا يعرض على السلطان دفع جزية سنوية مقدارها اثنا عشر ألف دوك ذهبي، كما صالح أمير الصرب مقابل جزية سنوية قدرها ثمانون ألف دوك ذهبي، ثم دخل السلطان إلى بلاد الصرب وحاصر بلغراد ودافع عنها المجريون ولم يتمكن العثمانيون من فتحها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع محمد العاشر ملك بني نصر وعودة المستعين سعد.
العام الهجري: 858العام الميلادي: 1454تفاصيل الحدث:
قام المستعين سعد بن علي بن يوسف الثاني بخلع الأمير محمد العاشر بن عثمان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]