
02-11-2025, 02:33 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,500
الدولة :
|
|
رد: من مائدة التفسير
من مائدةُ التَّفسيرِ
عبدالرحمن عبدالله الشريف
سورةُ الفيلِ
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) ﴾ [الفيل: 1 - 5].
موضوعُ السُّورةِ:
بيانُ قدرةِ اللهِ وبطشِه بالكائدينَ لبيتِه الـمُحرَّمِ.
غريبُ الكلماتِ:
أَلَمْ تَرَ
ألم تعلمْ؟
أَصْحَابِ الْفِيلِ
أبرهةَ الحبشيِّ وجيشِه الَّذين أرادوا تدميرَ الكعبةِ.
كَيْدَهُمْ
تدبيرَهم وسَعْيَهم لتخريبِ الكعبةِ.
تَضْلِيلٍ
تضييعٍ وإبطالٍ وخسارٍ.
أَبَابِيلَ
جماعاتٍ مُتتابِعةً.
سِجِّيلٍ
طينٍ مطبوخٍ.
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ
كورقِ زرعٍ يابسٍ، أكلته البهائمُ، ثُمَّ رمت به.
المعنى الإجماليُّ:
سورةُ الفيلِ مِنَ السُّوَرِ المكِّيَّةِ، فيها بيانُ قدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ على حمايةِ بيتِه الحرامِ ودفاعِه عنه؛ وذلك أنَّ أصحابَ الفيلِ وهم قومٌ مِنَ النَّصارى، ملكوا اليمنَ، فرأى كبيرُهم أبرهةُ الأشرمُ أنْ يبنيَ بيتًا في صنعاءَ يدعو العربَ إلى حَجِّهِ بدلَ حَجِّهم إلى البيتِ الحرامِ، وقصدُه مِنْ ذلك: تعظيمُ أرضِه، وتحويلُ التِّجارةِ والمكاسبِ مِنْ مكَّةَ إلى اليمنِ، ولَمَّا بنى كنيستَه جاء رجلٌ قُرَشيٌّ فلطَّخ جدرانَها بالعَذِرةِ وفَرَّ، فلمَّا علِم أبرهةُ استشاطَ غيظًا، وجهَّز جيشًا مِنَ الأحباشِ لا قِبَلَ للعربِ به، وساروا يريدون غزوَ مكَّةَ وهدمَ الكعبةِ، فلمَّا أقبلوا على مكَّةَ أرسل اللهُ عليهم الطَّيرَ المتتابعةَ، وهي طيرٌ سُودٌ، جاءت من قِبَلِ البحرِ فوجًا فوجًا، معَ كلِّ طائرٍ ثلاثةُ أحجارٍ: حَجَرانِ في رِجْلَيْهِ، وحجرٌ في منقارِه، فأهلكتهم ودمَّرتهم، وردَّهم اللهُ بكيدِهم، لم ينالوا خيرًا، وكان في ذلك آيةٌ للنَّاسِ في دفاعِه سبحانه عن بيتِه المعظَّمِ، وقد وقع ذلك قبلَ مولدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بخمسينَ يومًا، فصار مِنْ جملةِ إرهاصاتِ ولادتِه، ومُقدِّماتِ بعثتِه.
ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ:
1- دفاعُ اللهِ تعالى عنْ بيتِه الحرامِ، وبطشُه بالكائدين له.
2- تذكيرُ قريشٍ بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ حيثُ كان جوارُهم للبيتِ زيادةً في أمنِهم، وعُلُوًّا في مكانتِهم.
3- أنَّ كلَّ كيدٍ أو تدبيرٍ في غيرِ وجهِ حقٍّ، ينقلبُ وبالًا على صاحبِه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|