عرض مشاركة واحدة
  #245  
قديم 01-11-2025, 04:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,310
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(245)


إشكالية حدوث السحر على النبي ﷺ
لقد وقع السحر حقيقة على النبي ﷺ وتأثر به كما يتأثر به جميع البشر، وقد جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سحر النبي ﷺ حتى كان يخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم، قال: فيما ذا؟ قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان، فخرج إليها النبي ﷺ ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت: استخرجته فقال: لا، أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرًا ثم دفنت البئر«(1).
وقد أشكل هذا الحديث على بعضهم، فظنوا أنه لا يجوز ذلك على النبي ﷺ وأنه قدح في النبوة، ولذلك أنكروا الحديث من أصله، وقد ردّ هذا الكلام جمهور العلماء، وأثبتوا صحة الحديث، ومن أجمل هذه الردود وأوجزها كلام القاضي عياض رحمه الله، حيث يقول:
«والسحر مرض من الأمراض، وعارض من العلل يجوز عليه ﷺ، كأنواع الأمراض مما لا يُنكر، ولا يقدح في نبوته، وأما كونه يُخيّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقه، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا وإنما هذا فيما يجوز طُرُوُّه عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها، ولا فُضِّل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يُخيّل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان»(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (ص544، رقم3267) كتاب بدء الخَلق، باب صفة النار.
(2)
نقلاً عن: زاد المعاد لابن القيم 4/ 124.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]