الموضوع: النعل الضائعة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-10-2025, 12:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,685
الدولة : Egypt
افتراضي النعل الضائعة





النعل الضائعة

عبد الله بلقاسم الشهري


خرجت من صلاة العصر
في مسجد في ضواحي جدة الشمالية
وعند باب المسجد
فتشت عن نعالي
فما وجدت غير نعل واحدة
وجهدت في البحث عن أختها دون فائدة
وحين تناقص الناس
بقيت نعل واحدة أيضا من حذاء مختلفة ذات الأصبع
فعجبت كيف تُركت واحدة من كل نعل
قلت في نفسي:
لعل المصلي خرج مذهولا فأدخل رجليه في النعلين المختلفتين
مع أني خرجت بعد الصلاة مباشرة لأن أهلي في السيارة ولا أريد أن أتركهم طويلا
ولم أر أحدا
فحملت الفردة الباقية بيدي لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المشي في النعل الواحدة
ووطئت على الأسفلت الحار وجئت غاضبا لأهلي وأقول لهم أين عقل هذا الرجل؟
لو كانتا أي النعلين متشابهتين لعذرته؟
ولكن كيف تشتبه ذوات الأصبع بما ليس له أصبع!!!!!
هذا رجل قد أخذ بصره.
فقلت أنتظر قليلا في السيارة فسيكتشف خطأه بسرعة.
ثم ذهبت لاستراحة لأخي قريبة من المسجد وصلى الأهل فيها
ثم قلت: أعود في طريق العودة لعل الرجل قد رد الحذاء وعندي مشوار ولا أريد الذهاب حافيا أو إضاعة الوقت في الذهاب للمحلات
فلم أجد سوى نعلا واحدة باقية
فأردت أن أبرر لأم محمد غضبي بالفرق بين النعلين فصورتها بجوار نعلي
وعدت للسيارة قلت:
انظري هل تشتبه هاتين على من عنده مسكة عقل؟
قالت لي: هذه النعل الثانية تشبه نعل ابننا معاذ.
قلت : صدقت
فانتبهت ثم قلت : هل يمكن أن أكون قد لبست النعلين المختلفتين من البيت وجئت للمسجد ولم أنتبه.
هل يمكن أن أكون ذلك الرجل الذي ليس عنده مسكة من عقل!
والذي عمي بصره!
قالت: انتظر لأتصل بهم في البيت فأرسلوا الصورة فإذا بي قد أخذت إحدي نعلي ابني وتركت الأخرى.
وإذا ذات الأصبع هي عينها نعل ابني....
ضحكت وعذرت نفسي سريعا
لم يكن الأمر سوى غلطة عادية....
لو أننا ننظر لأخطاء الناس كما ننظر لأخطائنا
لذهبت أكثر مشكلاتنا..









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.24%)]