[ابوالوليد المسلم]

حالات صفة صلاة الوتر على المذهب الحنبلي

عبد السلام عبده المعبأ



أولًا: (تعريفها):
الوتر في اللغة:بفتح الواو وكسرها هو العدد الفردي، كالواحد والثلاثة والخمسة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر [1]"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من استجمر فليوتر[2]"، أي فليستنج بثلاثة أحجار أو خمسة أو سبعة.


أما في الاصطلاح فهي:اسم للركعة المنفصلة عما قبلها، وللثلاث، والخمس، والسبع، والتسع، والإحدى عشرة من صلاة الليل[3].

ثانيًا: (وقتها):
يبدأ من: بعد صلاة العشاء سواء صلاها في وقتها، أو جمعها مع المغرب، فالأمر معلق بصلاة العشاء.


لحديث: خارجة بن حذافة –رضي الله عنه-، مرفوعًا: "جعلهُ الله لكم فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى أن يطلعَ الفجرُ[4]".

وينتهي: إلى طلوع الفجر الثاني.


لحديث ابن عمر: "... فإن خشي الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى[5]".

ثالثًا: (عدد ركعاتها):
أقله: ركعة واحدة، بلا كراهة إن آثرها ولو بلا عذر.


لحديث ابن عمر –رضي الله عنهما-: مرفوعًا: "الوتر ركعة من آخر الليل[6]".

وورد الوتر بركعة عن جماعة من الصحابة، منهم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعائشة –رضي الله عنهم-[7].

وأكثره: إحدى عشرة ركعة.


لحديث عائشة –رضي الله عنها-: "ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه، على إحدَى عشرةَ ركعةً...[8] ".

رابعًا: (صفتها):
الصفة الأولى:أن يوتر بركعة واحدة.

الصفة الثانية: أن يوتر بثلاث ركعات، ولها حالتان:
1- الأفضل: ركعتان ثم يسلم، ثم ركعة.


2- ثلاث ركعات بتسليمة واحدة.

الصفة الثالثة: أن يوتر بخمس ركعات، وهي على ثلاث حالات:
1- الأفضل: الخمس ركعات سردًا بتشهد واحد.


2- مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة.


3- يتشهد بالرابعة ولا يسلم ويقوم للخامسة ويتشهد ويسلم.

الصفة الرابعة:أن يوتر بسبع ركعات، ولها ثلاث حالات:
1- الأفضل: السبع ركعات سردًا بتشهد واحد.


2- مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة.


3- يتشهد بالسادسة ولا يسلم ويقوم للسابعة ويتشهد ويسلم.

الصفة الخامسة:تسع ركعات، ولها ثلاث حالات:
1- الأفضل أن يتشهد بالثامنة ولا يسلم ويقوم للتاسعة ويتشهد ويسلم.


2- مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة.


3- تسع ركعات سردًا بتشهد واحد.


الصفة السادسة:إحدى عشرة ركعة، ولها ثلاث حالات:
1- الأفضل: مثنى مثنى ثم يوتر بواحدة.


2- إحدى عشرة ركعة سردًا بتشهد واحد.


3- يتشهد بالعاشرة ولا يسلم ويقوم للحادية عشر ويتشهد ويسلم.


[1] أخرجه البخاري في كتاب الوتر _ باب لله مائة اسم غير واحدة برقم (6047) .

[2] أخرجه البخاري في كتاب الوضوء _ باب الاستجمار وترا برقم (160)، ومسلم _ كتاب الطهارة _ باب الإيتار في الاستنثار والاستجمار برقم (237).

[3] التعليق المقنع على زاد المستقنع(1/373).

[4] أخرجه أحمد (29/442)، والترمذي (452).

[5] أخرجه البخاري (472)، ومسلم (749).

[6] أخرجه مسلم (452).

[7] انظر: "شرح السنة" للبغوي (4/82).

[8] أخرجه البخاري (1147)، ومسلم (738).