عرض مشاركة واحدة
  #907  
قديم 19-07-2025, 08:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,035
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء السادس عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الرعد
الحلقة (907)
صــ 501 إلى صــ 510





وكذلك قرأته قرَأَة الأمصار (1) بمعنى: والذين عندهم علم الكتاب أي الكتب التي نزلت قبلَ القرآن كالتوراة والإنجيل. وعلى هذه القراءة فسَّر ذلك المفسِّرون.
*ذكر الرواية بذلك:
20535- حدثني علي بن سعيد الكنْدي قال: حدثنا أبو مُحيَّاة يحيى بن يعلى، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام قال: قال عبد الله بن سَلام: نزلت فيَّ: (كفى بالله شهيدًا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) . (2)
20536- حدثنا الحسين بن علي الصُّدائي قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال، حدثنا شعيب بن صفوان قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: قال عبد الله بن سلام: أنزل فيّ: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) . (3)
(1)
في المطبوعة: "قرأ به قراء الأمصار" ، أساء القراءة.

(2)
الأثر: 20535 - "علي بن سعيد بن مسروق الكندي" ، شيخ الطبري، ثقة، مضى برقم: 1184، 2784، 11233، ومواضع أخرى كثيرة.

و "يحيى بن يعلي بن حرملة التيمي" ، "وأبو محياة" ، ثقة، مضى برقم: 14462. وفي المطبوعة: "أبو المحياة" .
و "عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي" ، أو "اللخمي" ، روى له الجماعة سلف برقم: 4108، 12573، 18678. ويزاد في ترجمته: الكبير للبخاري 3 / 1 / 426.
و "ابن أخي عبد الله بن سلام" ، لا يعرف اسمه، ترجم له ابن أبي حاتم 4 / 2 / 325 وقال: "روى عن عبد الله بن سلام، روى عنه عبد الملك بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك" . أشار إلى هذا الخبر فيما أرجح.
و "عبد الله بن سلام" ، هو الصحابي الجليل، كان أعلم بني إسرائيل، فأسلم. ثم انظر الخبر التالي.
(3)
الأثر: 20536 - "الحسين بن علي بن يزيد الصدائي" ، شيخ الطبري، ثقة، مضى مرارًا، آخرها رقم: 11458، وانظر رقم: 5437.

و "أبو داود الطيالسي" ، الإمام الحافظ، مضى مرارًا.
و "شعيب بن صفوان بن الربيع بن الركين" ، "أبو يحيي الثقفي" ، متكلم فيه، مترجم في التهذيب، والكبير 2 / 2 / 224، ولم يذكر فيه جرحًا، وأشار إلى هذا الخبر، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 348، وميزان الاعتدال 1: 448، وتاريخ بغداد 9: 238.
و "محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام" ، روى عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وابن الزبير، ذكره ابن حبان في الثقات، وروايته عن جده أشار إليها البخاري في ترجمته، وفي ترجمة "شعيب بن صفوان" . مترجم في التهذيب والكبير 1 / 1 / 262، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 118.
وهذا الخبر أخرجه السيوطي في الدر المنثور: 4: 69، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
20537- حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (قل كفى بالله شهيدًا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) ، فالذين عندهم علم الكتاب: هم أهل الكتاب من اليهود والنَّصارَى.
20538- حدثنا أبو كريب قال: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد: (ومن عنده علم الكتاب) قال: هو عبد الله بن سلام. (1)
20539- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: (ومن عنده علم الكتاب) قال: رجل من الإنس، ولم يُسمّه.
20540- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (ومن عنده علم الكتاب) ، هو عبد الله بن سلام.
20541- ... قال: حدثنا يحيى بن عباد قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: (ومن عنده علم الكتاب) . (2)
(1)
الأثر: 20538 - "الأشجعي" ، هو "عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي" ، مضى برقم: 8622، 10258.

(2)
الأثر: 20541 - وضعت النقط لأن الأثر ناقص في المطبوعة والمخطوطة، وانا أرجح أنه هو الخبر الذي أخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 69، ونسبه إلى ابن جرير، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، عن مجاهد، ونصه:

"عن مجاهد أنه كان يقرأ:" ومن عنده علم الكتاب "، قال: هو عبد الله بن سلام" .
20542- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا) ، قال: قول مشركي قريش: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ، أناس من أهل الكتاب كانوا يشهدون بالحقّ ويقرُّون به، ويعلمون أن محمدًا رسول الله، كما يُحدَّث أن منهم عبد الله بن سَلام.
20543- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن قتادة: (ومن عنده علم الكتاب) قال: كان منهم عبدُ الله بن سَلام، وسَلْمَان الفارسي، وتميمٌ الدَّاريّ.
20544- حدثنا الحسن قال: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) قال هو عبد الله بن سَلام.
* * *
وقد ذُكر عن جماعة من المتقدِّمين أنهم كانوا يقرأونَه: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، بمعنى: مِنْ عِند الله عُلِمَ الكتاب. (1)
*ذكر من ذكر ذلك عنه:
20545- حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن هارون، عن جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
(1)
ضبطت في المخطوطة: "عُلِمَ" ، بالبناء للمفعول، في الموضعين، وهذه القراءة الأولى، نسبها أبو حيان في تفسيره 5: 402، إلى علي بن أبي طالب، وابن السميفع، والحسن، كما سيأتي في رقم: 20547، 20553. وقراءة ثانية، ذكرها أبو حيان أيضًا، قرأت بها جماعة كثيرة من القرأة، منهم ابن عباس، بجعل "من" حرف جر أيضا: {وَمِنْ عَنْدِهِ عِلْمُ الكِتَابِ} . والقراءة الثالثة، ولم ينسبها: {وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِّمَ الكِتَابُ} بتشديد اللام، والبناء للمفعول.

ولكني لم أجد هذه القراءة الأولى منسوبة إلى ابن عباس، ولكن الخبر التالي رقم: 20545، دال على أنه قرأها كذلك، لأن حديث أبي جعفر، قاطع بأنه أراد هذه القراءة ببناء "علم" للمفعول، كما يتبين ذلك من الأثر: 20553، وتعقيبه عليه. وانظر التعليق التالي.
"وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، يقول: مِنْ عند الله عُلِمَ الكتاب. (1)
20546- حدثني محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" قال: من عند الله.
20547- ... قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" قال: من عند الله عُلِمَ الكتاب= وقد حدثنا هذا الحديثَ الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" قال: هو الله= هكذا قرأ الحسن: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" .
20548- ... قال: حدثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، مثله.
20549- قال: حدثنا علي= يعني ابن الجعد= قال: حدثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" قال: الله قال شعبة: فذكرت ذلك للحكم، فقال: قال مجاهد، مثله. (2)
20550- حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت منصور بن زاذان يحدث عن الحسن، أنه قال في هذه الآية: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، قال: من عند الله.
20551- ... قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا هوذة قال:
(1)
الأثر: 20545 - "جعفر بن أبي وحشية" ، هو "جعفر بن إياس، وهو أبو وحشية اليشكري" ، روى له الجماعة، مضى برقم: 5405، 5461، 6202. وكان في المخطوطة وحدها "جعفر عن أبي وحشية" ، وهو خطأ.

وضبطت "عُلِمَ" في الموضعين في هذا الخبر أيضًا، في المخطوطة، وكذلك في الآثار التالية إلى رقم: 20547، و "الكِتابُ" ، بضمه على الباء أيضًا فيها.
(2)
الأثر: 20549 - "الحسن بن محمد" ، هو الزعفراني، سلف قريبًا.

و "علي بن الجعد بن عبيد الجوهري" ، "أبو الحسن البغدادي" ، ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير 3 / 2 / 266، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 178، وانظر ما سيأتي رقم: 20863.
حدثنا عوف، عن الحسن: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، قال: مِنْ عند الله عُلِم الكتاب.
20552- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" قال: من عند الله عِلْمُ الكِتَابِ (1) = هكذا قال ابن عبد الأعلى.
20553- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقرؤها: "قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، يقول: مِنْ عِنْد الله عُلِمَ الكتابُ وجملته= قال أبو جعفر: هكذا حدثنا به بشر: "عُلِمَ الكتابُ" وأنا أحسِبَه وَهِم فيه، وأنه: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، (2) لأن قوله "وجملته" ، اسم لا يُعْطف باسم على فعل ماضٍ.
20554- حدثنا الحسن قال: حدثنا عبد الوهاب، عن هارون: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، يقول: مِنْ عند الله عُلِم الكتاب.
20555- حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر قال: قلت لسعيد بن جبير: "وَمِنْ عِنْدِهِ"
(1)
ضبطت "علم" بكسر فسكون، لأني أرجح أن الطبري من أجل ذلك قال: "هكذا قال ابن عبد الأعلى" . وهذا أمر يعتمد في الحقيقة على السماع، وأين اليوم السماع؟ أو على الضبط، والمخطوطة غير مضبوطة، فأرجو أن أكون قد أصبت وجه الخبر. وانظر الخبر التالي وضبطه.

(2)
"علم" بكسر فسكون فضم.

عُلِمَ الكِتَابُ "أهو عبد الله بن سَلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام! قال: وكان يقرؤها:" وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ "يقول: مِنْ عند الله. (1) "
20556- حدثنا الحسن قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر قال: سألت سعيد بن جبير، عن قول الله (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) أهو عبد الله بن سلام؟ قال: فكيف وهذه السورة مكية؟ وكان سعيد يقرؤها: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" .
20557- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني عباد، عن عوف، عن الحسن= وجُوَيبر، عن الضحاك بن مزاحم =قالا "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، (2) قال: من عند الله.
* * *
قال أبو جعفر: وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرٌ بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أنّ في إسناده نظرًا، وذلك ما:-
20558- حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: ثني عباد بن العوّام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" ، عند الله عُلِم الكتاب. (3)
* * *
قال أبو جعفر: وهذا خبرٌ ليس له أصلٌ عند الثِّقات من أصحاب الزهريّ.
(1)
ضبطت "علم" بالبناء للمفعول في المخطوطة.

(2)
ضبطت "علم" . بالبناء للمفعول في المخطوطة.

(3)
الأثر: 20558 - "عباد بن العوام الواسطي" ، ثقة، من شيوخ أحمد، مضى مرارًا آخرها رقم: 15669.

و "هارون الأعور" ، هو "هارون بن موسى العتكي" ، ثقة، وهو صاحب القراءات، وله قراءة معروفة، وقد سلف مرارًا، آخرها: 17760، وانظر ما سلف 6: 548، تعليق: 3.
وهذا إسناد منقطع، لأن هارون الأعور، لم يسمع من الزهري، وقد خرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 155، وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه سليمان بن أرقم، وهو متروك" ، وكذلك خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 69، وقال: وأخرج أبو يعلى، وابن جرير، وابن مردويه، وابن عدي، بسند ضعيف، عن ابن عمر "."
و "سليمان بن أرقم" ، "أبو معاذ البصري" ، يروي عن الزهري، وهو متروك الحديث، قال ابن معين: "ليس بشيء، ليس يسوى فلسًا" ، وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات الموضوعات" . وكأن رواية هارون الأعور، هي عن سليمان بن أرقم، فأسقطه. وقد سلفت ترجمة "سليمان بن أرقم" رقم: 4923، 14446.
فإذْ كان ذلك كذلك وكانت قرأء الأمصار من أهل الحجاز والشأم والعراق على القراءة الأخرى، وهي: (ومن عنده علم الكتاب) ، كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قرأة الأمصار أولى بالصواب ممّا خالفه، (1) إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحقَّ بالصواب.
"آخر تفسير سورة الرعد" (2)
(1)
في المطبوعة: "ممن خالفه" ، غير ما في المخطوطة بلا تدبر.

(2)
بعد هذا في المخطوطة:

"والحمدُ لله حمدًا كثيرًا كما هو أهلُه."
وصلى الله على محمدٍ المصطفى، وآله
أهل الصدقِ والوفَا، وسلَّم كثيرًا.
يتلوهُ إن شاءَ الله تعالى: تفسير سُورةِ إبرَاهِيم. "."

تفسير سورة إبراهيم
(تَفْسِير السُّورَة التي يُذْكَر فيها إِبْرَاهِيمُ) بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ذكره {الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) }
قال أبو جعفر الطَبَريّ: قد تقدم منا البيان عن معنى قوله: "الر" ، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (1)
* * *
وأما قوله: (كتاب أنزلناه إليك) فإن معناه: هذا كتاب أنزلناه إليك، يا محمد، يعني القرآن= (لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) يقول: لتهديهم به من ظلمات الضلالة والكفرِ، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبصِّر به أهلَ الجهل والعمَى سُبُل الرَّشاد والهُدَى. (2)
وقوله: (بإذن ربهم) يعني: بتوفيق ربهم لهم بذلك ولطفه بهم (3) = (إلى صراط العزيز الحميد) يعني: إلى طريق الله المستقيم، وهو دينه الذي ارتضاه، وشَرَعُه لخلقه. (4)
* * *
(1)
انظر ما سلف 1: 205 - 224.

(2)
انظر مراجع ألفاظ الآية فيما سلف من فهارس اللغة.

(3)
انظر تفسير "الإذن" فيما سلف قريبًا: 476، تعليق: 3 والمراجع هناك.

(4)
انظر تفسير "الصراط" فيما سلف 12: 556، تعليق: 3، والمراجع هناك.

= وقد أغفل تفسير "العزيز" ، فانظر ما سلف 15: 373، تعليق: 2، والمراجع هناك
و (الحميد) ، "فعيل" ، صُرِف من "مفعول" إلى "فَعيل" ، ومعناه: المحمود بآلائه. (1)
* * *
وأضاف تعالى ذكره إخراجَ الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربِّهم لهم بذلك، إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو الهادي خَلْقَه، والموفقُ من أحبَّ منهم للإيمان، إذ كان منه دعاؤهم إليه، وتعريفهُم ما لهم فيه وعليهم. فبيّنٌ بذلك صِحة قولِ أهل الإثبات الذين أضافوا أفعال العباد إليهم كَسبًا، وإلى الله جل ثناؤه إنشاءً وتدبيرًا، وفسادُ قول أهل القَدر الذين أنكرُوا أن يكون لله في ذلك صُنْعٌ. (2)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
20559- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) ، أي من الضلالة إلى الهدى.
* * *
القول في تأويل قوله عز ذكره {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) }
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قَرأة المدينة والشأم: "اللهُ الَّذِي لَهُ مَا فِي السماوات" برفع اسم
(1)
انظر تفسير "الحميد" فيما سلف 5: 570/ 9: 296/ 15: 400.

(2)
"أهل الإثبات" ، هم أهل السنة مثبتو الصفات. و "أهل القدر" هم المعتزلة، ومن أنكر القدر.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]