عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18-07-2025, 08:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,234
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الخامس عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ هود
الحلقة (850)
صــ 511 إلى صــ 520





السيئات) ، قال: الصلوات الخمس. (1)
18656- حدثني المثني قال، حدثنا عمرو بن عون، قال، أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك في قوله تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، قال: الصلوات الخمس.
18657- حدثني المثني قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحسن قال، الصلوات الخمس.
18658- حدثني المثني قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، قال: الصلوات الخمس.
18659-. . . . قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك، عن سعيد الجريري قال، حدثني أبو عثمان، عن سلمان قال: والذي نفسي بيده، إن الحسنات التي يمحو الله بهن السيئات كما يغسل الماء الدَّرَن: الصلواتُ الخمس.
18660- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حفص بن غياث، عن عبد الله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، قال: الصلوات الخمس.
18661- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مزيدة بن زيد، عن مسروق: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، قال: الصلوات الخمس. (2)
18662- حدثني محمد بن عمارة الأسدي، وعبد الله بن أبي زياد القطواني
(1)
الأثر: 18655 - "رزيق بن السخت" ، شيخ الطبري، مضى برقم: 10051. وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا ". . بن الشخب" ، وهو خطأ.

(2)
الأثر: 18661 - "مزيدة بن زيد" ، هكذا في المطبوعة، وفي المخطوطة غير منقوط، ولم أجد له ذكرًا في شيء من كتب الرجال، وأخشى أن يكون محرفًا عن شيء لم أعرفه.

قالا حدثنا عبد الله بن يزيد قال، أخبرنا حيوة قال، أخبرنا أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من بني تيم من رهط أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان رحمة الله عليه يقول: جلس عثمان يومًا وجلسنا معه، فجاء المؤذن، فدعا عثمان بماءٍ في إناء، أظنه سيكون فيه قدر مُدٍّ، (1) فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وُضوئي هذا، ثم قال: من توضأ وُضوئي هذا ثم قام فصلَّى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح، ثم صَلَّى العصر، غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر، ثمَّ صلَّى المغرب، غفر له ما بينه وبين صلاة العصر، ثم صلّى العشاء، غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب، ثمَّ لعله يبيت ليلته يَتَمَرّغ، (2) ثم إن قام فتوضأ وصلَّى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهُنَّ الحسنات يذهبن السيئات. (3)
18663- حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا أبو زرعة
(1)
"المد" (بضم الميم) ، ضرب من المكاييل، قيل إنه مقدر بأن يمد الرجل يديه، فيملأ كفيه طعامًا.

(2)
"التمرغ" ، أصله التقلب في التراب. وأراد هنا أنه يبيت يتقلب في فراشه مطمئنًا رخي البال.

(3)
الأثر: 18662 - "حيوة" ، هو "حيوة بن شريح" المصري، الفقيه الزاهد، ثقة، مضر مرارًا. "وزهرة بن معبد القرشي التيمي" ، "أبو عقيل" ، تابعي ثقة، مضى برقم: 5451، 5457. "والحارث" هو: "الحارث بن عبيد" ، "أبو صالح" ، مولى عثمان، ثقة، مترجم في تعجيل المنفعة: 78، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 95. وهذا الخبر صحيح الإسناد، رواه أحمد في مسنده مطولا رقم: 513، واستوفى أخي رحمه الله الكلام عليه هناك. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 297، وابن كثير في تفسيره 4: 401 / 5: 289.

= والزيادة التي في المسند وغيره:
"قالوا: هذه الحسَنَات، فما الباقياتُ يا عُثمان؟ قال: هن: لا إلَه إلا الله، وسُبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله" . وستأتي هذه الزيادة منفردة بهذه الأسانيد في تفسير سورة الكهف الآية: 46 / ج 15: 165، 166.
قال، حدثنا حيوة قال، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه قال: جلس عثمان بن عفان يومًا على المقاعد = فذكر نحوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه قال: "وهن الحسنات إن الحسنات يذهبن السيئات" . (1)
18664- حدثنا ابن البرقي قال، حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن يزيد، ورشدين بن سعد قالا حدثنا زهرة بن معبد قال: سمعت الحارث مولى عثمان بن عفان يقول، جلس عثمان بن عفان يوما على المقاعد، ثم ذكر نحو ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم = إلا أنه قال: وهن الحسنات: (إن الحسنات يذهبن السيئات) . (2)
18665- حدثنا محمد بن عوف قال، حدثنا محمد بن إسماعيل قال، حدثنا أبي قال، حدثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعلت الصلوات كفارات لما بينهن، فإن الله قال: (إن الحسنات يذهبن السيئات) . (3)
(1)
الأثر: 18663 - مكرر الأثر السالف. "وأبو زرعة" ، هو "وهب الله بن راشد المصري" ، مضى مرارًا كثيرة. "والمقاعد" ، بالمدينة، عند باب الأقبر، وقيل: هي مساقف حولها. وقيل: هي دكاكين عند دار عثمان بن عفان رضي الله عنه، ذكرها ياقوت في معجمه، ورأيت ذكر "المقاعد" أيضًا في مسند أحمد، في مسند عثمان: 505.

(2)
الأثر: 18664 - مكرر الأثرين السالفين.

"رشدين بن سعد" ، ضعيف، مضى مرارًا منها رقم: 19، 1938، 2176، 2195، وغيرها. ولكن لهذا الخبر شاهد مما سلف في الصحاح، يقويه على ضعف رشدين.
(3)
الأثر: 18665 - "محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي" ، شيخ الطبري، مضى مرارًا. "ومحمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي" ، ضعيف، يحدث عن أبيه، ولم يسمع منه شيئًا، مضى برقم: 5445. وأبوه: "إسماعيل بن عياش الحمصي" ، ثقة، متكلم فيه، مضى مرارًا كثيرة آخرها رقم: 14212. "وضمضم بن زرعة بن ثوب الحضرمي" ، ثقة، وضعفه أبو حاتم، مضى برقم: 5445، 14212. "وشريح بن عبيد بن شريح الحضرمي" ، تابعي ثقة، مضى برقم: 5445، 12194، 14212.وهذا خبر ضعيف الإسناد، من آفة "محمد بن إسماعيل عن أبيه" ، وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد مختصرًا 1: 299، وقال: "وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا، قلت: وهذا من روايته عن أبيه. وبقية رجاله موثقون" .

18666- حدثنا ابن سيار القزاز قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي قال، كنت مع سلمان تحت شجرة، فأخذ غصنا من أغصانها يابسًا فهزَّه حتى تحاتَّ ورقُه، ثم قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت معه تحت شجرة، فأخذ غصنًا من أغصانها يابسًا فهزه حتى تحاتَّ ورقُه، ثم قال: ألا تسألني لم أفعل هذا يا سلمان؟ فقلت: ولم تفعله؟ فقال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلَّى الصلوات الخمس، تحاتّت خطاياه كما تحاتَّ هذا الورق. ثم تلا هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل) ، إلى آخر الآية. (1)
* * *
وقال آخرون: هو قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" .
* ذكر من قال ذلك:
18667- حدثني المثني قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن
(1)
الأثر: 18666 - "حماد" ، هو "حماد بن سلمة" . "وعلي بن يزيد بن جدعان" ، مضى مرارا كلام الأئمة فيه وأنه سيء الحفظ، ومضى أيضًا توثيق أخي السيد أحمد رحمه الله روايته. "وأبو عثمان النهدي" ، هو "عبد الرحمن بن مل" ، تابعي ثقة. وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده 5: 437، 438، من طريق عفان عن حماد بنحو لفظ أبي جعفر في روايته، ومن طريق يزيد عن حماد بلفظ آخر. وسيرويه أبو جعفر بعد، من طريق قبيصة عن حماد، برقم: 18677. وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 297، 298، وقال: "رواه أحمد، والطبراني في الأوسط والكبير، وفي إسناد أحمد: علي بن زيد، وهو مختلف في الاحتجاج به. وبقية رجاله رجال الصحيح" .

منصور، عن مجاهد: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ، قال: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالصواب في ذلك، قولُ من قال في ذلك: "هن الصلوات الخمس" ، لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواترها عنه أنه قال: "مَثَلُ الصلوات الخمس مَثَلُ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بابِ أحَدِكم، ينغمس فيه كل يومٍ خمس مرات، فماذا يُبقينَ من دَرَنه؟" ، (1) وأن ذلك في سياق أمر الله بإقامة الصلوات، والوعدُ على إقامتها الجزيلَ من الثواب عَقيبها، أولى من الوعد على ما لم يجر له ذكر من صالحات سائر الأعمال، إذا خُصّ بالقصد بذلك بعضٌ دون بعض.
* * *
وقوله: (ذلك ذكرى للذاكرين) ، يقول تعالى ذكره: هذا الذي أوعدت عليه من الركون إلى الظلم، وتهددت فيه، والذي وعدت فيه من إقامة الصلوات اللواتي يُذهبن السيئات، تذكرة ذكّرت بها قومًا يذكُرون وعد الله، فيرجُون ثوابه ووعيده، فيخافون عقابه، لا من قد طبع على قلبه، فلا يجيب داعيًا، ولا يسمع زاجرًا.
* * *
وذكر أن هذه الآية نزلت بسبب رجل نالَ من غير زوجته ولا ملك يمينه بعضَ ما يحرم عليه، فتاب من ذنبه ذلك.
*ذكر الرواية بذلك:
18668- حدثنا هناد بن السرى قال، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله بن مسعود: جاء رجل إلى
(1)
هذا الخبر رواه أبو جعفر بغير إسناد، رواه بنحو هذا اللفظ مالك في الموطأ ص: 174، من حديث سعد بن أبي وقاص، وروى البخاري نحوه من حديث أبي هريرة (الفتح: 2: 9) ومسلم في صحيحه 5: 169، 170.

النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجتُ امرأة في بعض أقطار المدينة، (1) فأصبت منها ما دون أن أمسَّها، فأنا هذا، (2) فاقض فيَّ ما شئت! فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت على نفسك! قال: ولم يردّ النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا. فقام الرجل فانطلق، فأتبعه النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه، فلما أتاه قرأ عليه: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، فقال رجل من القوم: هذا لهُ يا رسول الله خاصَّةً؟ قال: بل للناس كافة. (3)
18669- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان، فضممتها إليَّ وباشرتُها وقبَّلتها، وفعلت بها كلَّ شي غير أني لم أجامعها. فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ،
(1)
"عالجت امرأة" ، يعني أخذها واستمتع بها، من "المعالجة" ، وهي الممارسة. وهذا لفظ بليغ موجز. و "أقطار المدينة" ، نواحيها، وفي رواية مسلم "في أقصى المدينة" .

(2)
هذا تعبير عزيز، فقيده.

(3)
الأثر: 186688 - حديث عبد الله بن مسعود، رواه أبو جعفر من طريقين:

1 -
من طريق علقمة، والأسود، عن عبد الله بن مسعود، وذلك برقم: 18668- 18674.

2 -
من طريق أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، رقم: 18676، وسأبينها جميعًا، طريقًا طريقًا، وكلها طرق صحاح.

"إبراهيم" ، هو "إبراهيم بن يزيد النخعي" ، روى له الجماعة، مضى مرارًا. "والأسود بن يزيد النخعي" ، روى له الجماعة، وهو خال "إبراهيم بن يزيد النخعي" ، مضى مرارًا. "وعلقمة" ، هو "علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي" ، وهو خال "إبراهيم النخعي" ، لأنه عم خاليه الأسود، وعبد الرحمن، روى له الجماعة، مضى مرارًا. ومن طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، رواه مسلم في صحيحه (17: 80) ، وأبو داود في سننه 4: 223 رقم: 4468، والترمذي في كتاب التفسير. وانظر التعليق على الطرق الآتية. ثم انظر التعليق على رقم: 18675، في بيان اسم "الرجل" الذي فعل ذلك.
فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه، فقال عمر: يا رسول الله، أله خاصَّةً، أم للناس كافة؟ قال: لا بل للناس كافة = ولفظ الحديث لابن وكيع. (1)
18670- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، أنه سمع إبراهيم بن زيد، يحدث عن علقمة، والأسود، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني وجدت امرأةً في بستان، ففعلت بها كل شيء، غير أني لم أجامعها، قَبَّلتها، ولزمتُها، (2) ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت. فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا. فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه! فأتبعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَصَره، فقال: "ردُّوه عليَّ! فردُّوه، فقرأ عليه: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، قال: فقال معاذ بن جبل: أله وحده، يا نبي الله، أم للناس كافة؟ فقال:" بل للناس كافة. (3)
18671- حدثني المثني قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخذت امرأة في البُستان فأصبتُ منها كل شيء، غير أني لم أنكحها، فاصنع بي ما شئت! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب دعاه فقرأ عليه هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل) ، الآية. (4)
(1)
الأثر: 18669 - مكرر الذي قبله. ومن طريق وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، رواه أحمد في مسنده رقم: 4250.

(2)
"لزمتها" يعني: عانقتها فأطلت العناق واستوعبته. وهذا الثلاثي بهذا المعنى قلها تجده في كتب اللغة، وإنما فيها: "التزمه" ، أي: عانقه.

(3)
الأثر: 18670 - مكرر الذي قبله. ومن طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن سماك، ورواه أحمد في مسنده رقم: 4290.

(4)
الأثر: 18671 - مكرر الذي قبله. ومن طريق أبي عوانة، عن سماك، رواه أحمد في مسنده رقم: 4291، ولكنه أحاله على الذي قبله. وأبو داود الطيالسي في مسنده ص: 37، رقم: 285.

18672- حدثنا محمد بن المثني قال، حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي قال، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال، سمعت إبراهيم يحدث عن خاله الأسود، عن عبد الله: أن رجلا لقي امرأةً في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فنزلت: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله، لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال: بل لكم عامة. (1)
18673- حدثنا ابن المثني قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة قال، أنبأني سماك قال، سمعت إبراهيم يحدث عن خاله، عن ابن مسعود: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لقيت امرأة في حُشٍّ بالمدينة، (2) فأصبت منها ما دون الجماع، نحوه. (3)
18674- حدثنا ابن المثني قال، حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم البغدادي قال، حدثنا شعبة، عن سماك، عن إبراهيم، عن خاله، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه. (4)
(1)
الأثر: 18672 - "الحكم بن عبد الله العجلي" ، "أبو النعمان" ، ثقة حافظ، مضى برقم: 10185، 17013، 18033. ومن هذه الطريق، رواه مسلم في صحيحه 17: 80، 81.

(2)
"الحش" ، البستان، عند أهل المدينة، انظر ما سلف رقم: 3086.

(3)
الأثر: 18673 - لم أعثر عليه في مسند أبي داود الطيالسي، ومعروف أن المطبوع من هذا المسند ناقص غير تام. وانظر التعليق التالي. وفي المطبوعة والمخطوطة: "حدثنا أبو المثني" ، والصواب "ابن المثني" ، وهو "محمد بن المثني" شيخ الطبري.

(4)
الأثر: 18674 - "عمرو بن الهيثم البغدادي" ، "أبو قطن" ، ثقة، من ثقات أصحاب شعبة. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 268. ومن هذه الطريق رواه أحمد في مسنده برقم: 4325. وقال أخي السيد أحمد: "خاله، إما: الأسود بن يزيد النخعي، وإما عبد الرحمن بن يزيد النخعي، فكلاهما خاله، وإما علقمة بن قيس النخعي، عم الأسود وعبد الرحمن. وقد روى إبراهيم الحديث عن ثلاثتهم مطولا ومختصرًا، كما مضى بأسانيد رقم: 3854، 4250، 4290، 4291" . وقد رواه أحمد برقم: 3584 من طريق سفيان الثوري، عن سماك، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، ورواه الترمذي في كتاب التفسير.

18675- حدثني أبو السائب قال، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: جاء فُلانُ بن معتِّب رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله دخلت عليّ امرأة، فنلتُ منها ما ينالُ الرجل من أهله، إلا أني لم أواقعها؟ فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه، حتى نزلت هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) ، الآية، فدعاه فقرأها عليه. (1)
18676- حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية، وحدثنا حميد بن مسعدة قال، حدثنا بشر بن المفضل، وحدثنا ابن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان جميعًا، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود: أن رجلا أصاب من امرأةٍ شيئًا لا أدري ما بلغ، غير أنه ما دون الزنا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فنزلت: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) ، فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: لمن أخذَ بها من أمتي = أو: لمن عمل بها. (2)
(1)
الأثر: 18675 - فصل الحافظ بن حجر في الفتح 8: 268، 269، القول في اسم هذا الرجل، فذكر هذا الخبر، ثم قال: "وأخرجه ابن أبي خيثمة، لكن قال: إن رجلا من الأنصار يقال له: معتب = وقد جاء أن اسمه: كعب بن عمرو، و: أبو اليسر (بفتح التحتانية والمهملة) الأنصاري. أخرجه الترمذي، والنسائي، والبزار، من طريق موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرو، أنه أتته امرأة، وزوجها قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث" ، الحديث، وسيأتي برقم: 18684، 18685.

(2)
الأثر: 18676 - هذه هي الطريق الثانية، لحديث عبد الله بن مسعود، كما أشرت إليه في التعليق على رقم: 18668. "وأبو عثمان" هو "عبد الرحمن بن مل النهدي" كما سلف مرارًا. وهذا حديث صحيح. ومن هذه الطريق رواه البخاري في صحيحه (الفتح 2: 7) من طريق يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي. ثم رواه أيضا (الفتح 8: 268، 269) ، من الطريق نفسها، بلفظ مختلف قليلا. ورواه مسلم في صحيحه 17: 79، 80، من طريق يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، ثم من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، عن سليمان التيمي، وهو أحد طرق أبي جعفر في رواية هذا الخبر، بلفظ آخر. ورواه أحمد في مسنده برقم: 3653، عن يحيى، عن سليمان التيمي. ثم رواه أيضًا برقم: 4094، من الطريق نفسها. ورواه ابن ماجة في سننه ص: 447، رقم: 1398، وص 1421، رقم: 4254.

ورواه الترمذي في كتاب التفسير.
18677- حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا قبيصة، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان قال: كنت مع سلمان، فأخذ غصن شجرة يابسة فحتَّه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأحسن الوضوء، تحاتَّت خطاياه كما يتحاتُّ هذا الورق! ثم قال: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل) ، إلى آخر الآية. (1)
18678- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو أسامة، وحسين الجعفي، عن زائدة قال، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها، فليس يأتي الرجل من امرأته شيئًا إلا قد أتاه منها، غير أنْ لم يجامعها؟ (2) فأنزل الله هذه الآية: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: توضأ ثم صلّ. قال معاذ: قلت: يا رسول الله، أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة. (3)
(1)
الأثر: 18677 - هذه طريق أخرى للأثر السالف رقم: 18666، وقد مضى تخريجه وشرحه هناك.

(2)
في المطبوعة: "غير أنه لم يجامعها" ، غير ما في المخطوطة، وهو الصواب الجيد.

(3)
الأثر: 18678 - حديث معاذ، يأتي أيضًا برقم: 18682.

"أبو أسامة" ، هو: "حماد بن اسامة" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارًا. "وحسين الجعفي" ، هو: "حسين بن علي الجعفي" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارًا. "وزائدة" ، هو: "زائدة بن قدامة" ، ثقة، مضى مرارًا. "وعبد الملك بن عمير اللخمي" ، المعروف بالنبطي، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 12573. "وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري" ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارا، منها رقم: 33، 2156، 2937. وهذا إسناد صحيح. رواه أحمد في مسنده 5: 244 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبي سعيد، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير = وفيه رواية أبي سعيد، عن عبد الملك بن عمير مباشرة. "وأبو سعيد" هو "عبد الرحمن بن عبد الله، مولى بني هاشم، ثقة." وخرجه ابن كثير في تفسيره 4: 404، عن الحافظ الدارقطني، وسيأتي في التعليق على رقم: 18682. ورواه الترمذي في كتاب التفسير. ثم سيأتي هذا الخبر موقوفًا على عبد الرحمن بن أبي ليلى برقم: 18679، 18680.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.35%)]