صِفةُ الوُضوءِ
تركي بن إبراهيم الخنيزان
نتحدَّثُ فِي هذَا الدرسِ عنِ الطَّهارةِ منَ الحدَثِ الأصغَرِ، وتكونُ بالوُضوءِ:
قال صلى الله عليه وسلم: « لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَن أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ» [رواه البخاري].
• ويُشتَرَطُ أنْ يكونَ الوُضوءُ بماءٍ طاهرٍ، فإنْ تغيَّرَ لونُه، أو طعمُه، أو رائحتُه بنَجاسةٍ، فلا يصِحُّ ولا يُجْزئُ الوُضوءُ والاغتِسالُ به.
• ويُشتَرَطُ للوُضوءِ: إزالةُ مَا يَمنَعُ وُصولَ الماءِ إلى أعْضاءِ الوُضوءِ مُباشَرةً، من طينٍ، أو عَجينٍ، أو شَمعٍ، أو أصْباغٍ سَميكةٍ، أو طِلاءِ الأظافِرِ كالَّذي تضَعُه النساءُ، أو غيرِ ذلكَ.
• وفِي الصحيحَينِ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وصفةُ الوُضوءِ الموافِقِ لهَديِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
• أنْ يَنويَ الوُضوءَ، بقَلبِه، ولا يُشرَعُ التلفُّظُ بالنيَّةِ.
• ثمَّ يقولَ: «بسمِ اللهِ»، ثم يَغسِلَ كفّيْه ثلاثًا.
• ثم يَتمضمَضَ ويَستنشِقَ ثلاثًا، بثلاثِ غَرَفاتٍ، ثم يَغسِلَ وجهَه ثلاثًا، وحدُّ الوجهِ عَرضًا: منَ الأُذنِ إلى الأُذنِ، وطولًا: من مُنحَنَى الجَبهةِ إلى أسفَلِ اللِّحيةِ. فإنْ كانت لحيتُه خَفيفةً يُرى من ورائِها لونُ البَشَرةِ وجَبَ غَسلُ ظاهِرِها وباطِنِها، وإنْ كانت كثيفةً تُغطِّي البَشَرةَ، فيَكْفِي غَسلُ ظاهرِها ويُستحَبُّ تَخليلُها.
• ثم يَغسِلَ يدَيْه ثلاثًا من أطْرافِ الأصابِعِ إلى المِرفَقَينِ (والمِرفَقُ داخلٌ ضمنَ الغَسْلِ)، يَبدأُ بيدِه اليُمْنى ثم اليُسْرى.
• ثم يَمسَحَ رأسَه وأُذنَيْه بماءٍ جديدٍ، وصِفَتُه: أن يمُرَّ بيَدَيْه من مُقدِّمةِ رأسِه إلى قَفاه، ثم يرُدَّهمَا إلى الموضِعِ الَّذي بدأَ منه؛ أي: يمُرَّ بهمَا مِن قَفاه إلى مقدِّمةِ رأسِه[1]، ثم يُدخِلَ أُصبُعَيْه السبَّابتَينِ فِي أُذُنَيْه، ويَمسَحَ ظاهِرَ أُذُنَيْه بإبْهامَيْه مرةً واحدةً.
• ثم يَغسِلَ رِجْلَيْه معَ الكَعبَينِ ثلاثًا، يَبدأُ باليُمْنى ثم اليُسْرى، والكَعْبانِ: العَظْمانِ البارِزانِ عندَ مَفصِلِ الساقِ والقَدمِ.
• ومن فُروضِ الوُضوءِ: الترتيبُ بينَ أعْضاءِ الوُضوءِ، وألَّا يَفصِلَ بينَ العُضوِ والَّذي يَليه بفاصلٍ طويلٍ.
• ويُسَنُّ أنْ يقولَ بعدَ الوُضوءِ: «أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه» [رواه مسلم].
اللهُمَّ اجْعَلْنا منَ التوَّابينَ، واجعَلْنا منَ المُتطهِّرينَ، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونتحدَّثُ -بمَشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ عن أخْطاءٍ يقَعُ فيها بعضُ الناسِ فِي وُضوئِهم.
[1] ولا يجبُ مَسحُ مَا نزَلَ عنِ الرَّأسِ مِن الشَّعرِ.