
15-07-2025, 01:38 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الحادى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ المائدة
الحلقة (596)
صــ 266 إلى صــ 275
13074 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "ولو نزلنا عليك كتابًا في قرطاس فلمسوه بأيديهم" ، يقول: فعاينوه معاينة = "لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين" .
13075 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "ولو نزلنا عليك كتابًا في قرطاس فلمسوه بأيديهم" ، يقول: لو نزلنا من السماء صُحُفًا فيها كتاب فلمسوه بأيديهم، لزادهم ذلك تكذيبًا.
13076- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "ولو نزلنا عليك كتابًا في قرطاس" ، الصحف.
13077- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "في قرطاس" ، يقول: في صحيفة = "فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إنْ هذا إلا سحرٌ مبين" .
* * *
القول في تأويل قوله: {وَقَالُوا لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (8) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المكذبون بآياتي، العادلون بي الأندادَ والآلهةَ، يا محمد، لك لو دعوتهم إلى توحيدي والإقرار بربوبيتي، وإذا أتيتهم من الآيات والعبر بما أتيتهم به، واحتججت عليهم بما احتججت عليهم مما قطعتَ به عذرَهم: هَلا نزل عليك ملك من السماء في صورته، (1) يصدّقكَ على ما جئتنا به، ويشهد لك بحقيقة ما تدَّعي من أنَّ الله أرسلك إلينا!
(1) انظر تفسير "لولا" فيما سلف 2: 552، 553/10: 448 وما سيأتي ص: 343.
كما قال تعالى ذكره مخبرًا عن المشركين في قِيلهم لنبي الله صلى الله عليه وسلم: وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أُنزلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا [سورة الفرقان: 7] ، = "ولو أنزلنا مَلَكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون" ، يقول: ولو أنزلنا ملكًا على ما سألوا، ثم كفروا ولم يؤمنوا بي وبرسولي، لجاءهم العذابُ عاجلا غيرَ آجل، (1) ولم يُنْظروا فيؤخَّروا بالعقوبة مراجعةَ التوبة، (2) كما فعلت بمن قبلهم من الأمم التي سألت الآيات، ثم كفرت بعد مجيئها، من تعجيل النقمة، وترك الإنظار، كما:-
13078 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون" ، يقول: لجاءهم العذاب.
13079 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون" ، يقول: ولو أنهم أنزلنا إليهم ملكًا، ثم لم يؤمنوا، لم يُنْظَروا.
13080 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: "لولا أنزل عليه ملك" في صورته = "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر" ، لقامت الساعة.
13081 - حدثنا ابن وكيع، عن أبيه قال، حدثنا أبو أسامة، عن سفيان الثوري، عن عكرمة: "لقضي الأمر" ، قال: لقامت الساعة.
13082- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة: "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر" ، قال يقول: لو أنزل الله ملكًا
(1) انظر تفسير "قضى" فيما سلف 2: 542/4: 195/9: 164.
(2) انظر تفسير "انظر" فيما سلف 3: 264/6: 577.
ثم لم يؤمنوا، لعجل لهم العذاب.
* * *
وقال آخرون في ذلك بما:-
13083- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، أخبرنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله: "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر ثم لا ينظرون" ، قالا لو آتاهم ملك في صورته لماتوا، ثم لم يؤخَّرُوا طرفةَ عينٍ.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولو جعلنا رسولنا إلى هؤلاء العادلِين بي، القائلين: لولا أنزل على محمّدٍ ملك بتصديقه- ملكًا ينزل عليهم من السماء، يشهد بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم، ويأمرهم باتباعه = "لجعلناه رجلا" ، يقول: لجعلناه في صورة رجل من البشر، لأنهم لا يقدرون أن يروا الملك في صورته. يقول: وإذا كان ذلك كذلك، فسواء أنزلت عليهم بذلك ملكًا أو بشرًا، إذ كنت إذا أنزلت عليهم ملكًا إنما أنزله بصورة إنسيّ، وحججي في كلتا الحالتين عليهم ثابتة: بأنك صادق، وأنّ ما جئتهم به حق.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13084 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: "ولو جعلناه"
ملكًا لجعلناه رجلا "، يقول: ما آتاهم إلا في صورة رجل، لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة."
13085 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا" ، في صورة رجل، في خَلْق رجل.
13086 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا" ، يقول: لو بعثنا إليهم ملكًا لجعلناه في صورة آدم. (1)
13087 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: "ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا" ، يقول: في صورة آدمي.
13088 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله.
13089 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "ولو جعلناه ملكًا لجعلناه رجلا" قال: لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل، لم نرسله في صورة الملائكة.
* * *
القول في تأويل قوله: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "وللبسنا عليهم" : ولو أنزلنا ملكًا من السماء مصدِّقًا لك، يا محمد، شاهدًا لك عند هؤلاء العادلين بي، الجاحدين آياتِك على حقيقة نبوّتك، فجعلناه في صورة رجل من بني آدم،
(1) في المطبوعة: "آدمي" ، وأثبت ما في المخطوطة.
إذ كانوا لا يُطيقون رؤية الملك بصورته التي خلقتُه بها= التبس عليهم أمرُه، فلم يدروا أملك هو أمْ إنسيّ! فلم يوقنوا به أنَّه ملك، ولم يصدّقوا به، وقالوا: "ليس هذا ملكًا" ! وللبسنا عليهم ما يلبسونه على أنفسهم من حقيقة أمرك، وصحة برهانك وشاهدك على نبوّتك.
* * *
يقال منه: "لَبَست عليهم الأمر أَلْبِسُه لَبْسًا" ، إذا خلطته عليهم = "ولبست الثوبَ ألبَسُه لُبْسًا" . و "اللَّبوس" ، اسم الثياب. (1)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. (2)
13089- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "وللبسنا عليهم ما يلبسون" ، يقول: لشبَّهنا عليهم.
13090 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "وللبسنا عليهم ما يلبسون" ، يقول: ما لبَّس قوم على أنفسهم إلا لَبَّس الله عليهم. واللَّبْس إنما هو من الناس.
13091- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "وللبسنا عليهم ما يلبسون" ، يقول: شبَّهنا عليهم ما يشبِّهون على أنفسهم.
* * *
وقد روي عن ابن عباس في ذلك قول آخر، وهو ما:-
13092 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي
(1) انظر تفسير "اللبس" فيما سلف 1: 567، 568/6: 503 - 505
= وتفسير "اللباس" فيما سلف 1: 567، 568/ 3: 489، 490.
(2) انظر أثرًا آخر في تفسير هذه الآية فيما سلف رقم: 882 (ج 1: 567) ، لم يذكره في الآثار المفسرة، وهو باب من أبواب اختصاره لتفسيره.
قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "وللبسنا عليهم ما يلبسون" ، فهم أهل الكتاب، فارقوا دينهم، وكذَّبوا رسلهم، وهو تحريفُ الكلام عن مواضعه.
13093 - حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك في قوله: "وللبسنا عليهم ما يلبسون" ، يعني: التحريفَ، هم أهل الكتاب، فرقوا كتبهم ودينَهم، وكذَّبوا رسلهم، فلبَّس الله عليهم ما لبَّسوا على أنفسهم.
* * *
وقد بينا فيما مضى قبل أن هذه الآيات من أوّل السورة، بأن تكون في أمر المشركين من عبدة الأوثان، أشبهُ منها بأمرِ أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بما أغنى عن إعادته. (1)
* * *
القول في تأويل قوله: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، مسليًّا عنه بوعيده المستهزئين به عقوبةَ ما يلقى منهم من أذىَ الاستهزاء به، والاستخفاف في ذات الله: هَوِّنْ عليك، يا محمد، ما أنت لاقٍ من هؤلاء المستهزئين بك، المستخفِّين بحقك فيّ وفي طاعتي، وامضِ لما أمرتك به من الدُّعاء إلى توحيدي والإقرار بي والإذعان لطاعتي، فإنهم إن تمادوا في غيِّهم، وأصَرُّوا على المقام على كفرهم، نسلك بهم سبيلَ أسلافهم من سائر الأمم من غيرهم، من تعجيل النقمة
(1) انظر ما سلف ص: 254.
لهم، وحلول المَثُلاثِ بهم. فقد استهزأت أمم من قبلك برسلٍ أرسلتهم إليهم بمثل الذي أرسلتك به إلى قومك، وفعلوا مثل ما فعل قومُك بك = "فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون" ، يعني بقوله: "فحاق" ، فنزل وأحاط بالذين هزئوا من رسلهم = "ما كانوا به يستهزئون" ، يقول: العذابُ الذي كانوا يهزءون به، وينكرون أن يكون واقعًا بهم على ما أنذرتهم رسلهم.
* * *
يقال منه: "حاق بهم هذا الأمر يَحِيقُ بهم حَيْقًا وحُيُوقًا وحَيَقَانًا" .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13094- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "فحاق بالذين سخروا منهم" ، من الرسل = "ما كانوا به يستهزئون" ، يقول: وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به.
* * *
القول في تأويل قوله: {قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: "قل" ، يا محمد = لهؤلاء العادلين بيَ الأوثانَ والأندادَ، المكذِّبين بك، الجاحدين حقيقة ما جئتهم به من عندي= "سيروا في الأرض" ، يقول: جولوا في بلاد المكذِّبين رسلَهم، الجاحدين آياتي مِنْ قبلهم من ضُرَبائهم وأشكالهم من الناس = "ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين" ، يقول: ثم انظروا كيف أعقَبَهم تكذيبهم ذلك، الهلاكَ والعطبَ وخزيَ الدنيا وعارَها، وما حَلَّ بهم من سَخَط الله عليهم، من البوار وخراب
الديار وعفوِّ الآثار. فاعتبروا به، إن لم تنهكم حُلُومكم، ولم تزجركم حُجج الله عليكم، عمَّا أنتم [عليه] مقيمون من التكذيب، (1) فاحذروا مثل مصارعهم، واتقوا أن يحلّ بكم مثلُ الذي حلّ بهم.
* * *
وكان قتادة يقول في ذلك بما:-
13095- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين" ، دمَّر الله عليهم وأهلكهم، ثم صيَّرهم إلى النار.
* * *
القول في تأويل قوله: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمّد صلى الله عليه وسلم: "قل" ، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم = "لمن ما في السماوات والأرض" ، يقول: لمن ملك ما في السماوات والأرض؟ ثم أخبرهم أن ذلك لله الذي استعبدَ كل شيء، وقهر كل شيء بملكه وسلطانه = لا للأوثان والأنداد، ولا لما يعبدونه ويتخذونه إلهًا من الأصنام التي لا تملك لأنفسها نفعًا ولا تدفع عنها ضُرًّا.
وقوله: "كتب على نفسه الرحمة" ، يقول: قضى أنَّه بعباده رحيم، لا يعجل عليهم بالعقوبة، ويقبل منهم الإنابة والتوبة. (2)
وهذا من الله تعالى ذكره استعطاف للمعرضين عنه إلى الإقبال إليه بالتوبة.
(1) الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام.
(2) انظر تفسير "كتب" فيما سلف 10: 359، تعليق: 1.
يقول تعالى ذكره: أن هؤلاء العادلين بي، الجاحدين نبوّتك، يا محمد، إن تابوا وأنابوا قبلت توبتهم، وإني قد قضيت في خَلْقي أنّ رحمتي وسعت كل شيء، كالذي:-
13096 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما فرغ الله من الخلق، كتب كتابًا:" إنّ رحمتي سَبَقَتْ غضبي ". (1) "
13097 - حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الوهاب قال، حدثنا داود، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: إنّ الله تعالى ذكره لما خلق السماء والأرض، خلق مئة رحمةٍ، كل رحمة ملء ما بين السماء إلى الأرض. فعنده تسع وتسعون رحمةً، وقسم رحمة بين الخلائق. فبها يتعاطفون، وبها تشرب الوَحْش والطير الماءَ. فإذا كان يوم ذلك، (2) قصرها الله على المتقين، وزادهم تسعًا وتسعين. (3)
13098- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان، نحوه = إلا أن ابن أبي عدي لم يذكر في حديثه: "وبها تشرب الوحش والطير الماء" . (4)
(1) الأثر: 13096 - إسناده صحيح. وهو حديث مشهور.
"ذكوان" ، هو "أبو صالح" .
ورواه البخاري (الفتح 13: 325) من طريق أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بغير هذا اللفظ، مطولا.
وانظر تعليق أخي السيد أحمد على المسند رقم: 7297، 7491، 7520.
(2) في المطبوعة: "فإذا كان يوم القيامة، قصرها" ، وأثبت ما في المخطوطة. وأما سائر المراجع فذكرت ما كان في المطبوعة. والذي في المخطوطة جائز، فإن "ذلك" إشارة إلى معهود معروف، وهو يوم القيامة.
(3) الأثران: 13097، 13098 - "داود" ، هو "داود بن أبي هند" مضى مرارًا.
و "أبو عثمان" ، هو "أبو عثمان النهدي" : "عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي النهدي" ، تابعي ثقة، أدرك الجاهلية. مترجم في التهذيب.
(4) الأثران: 13097، 13098 - "داود" ، هو "داود بن أبي هند" مضى مرارًا.
و "أبو عثمان" ، هو "أبو عثمان النهدي" : "عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي النهدي" ، تابعي ثقة، أدرك الجاهلية. مترجم في التهذيب.
13099- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: نجد في التوراة عطفتين: أن الله خلق السماوات والأرض، ثم خلق مئة رحمة = أو: جعل مئة رحمة = قبل أن يخلق الخلق. ثم خلق الخلق، فوضع بينهم رحمة واحدة، وأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. قال: فبها يتراحمون، وبها يتباذلون، وبها يتعاطفون، وبها يتزاورون، (1) وبها تحنُّ الناقة، وبها تثُوجُ البقرة، (2) وبها تيعر الشاة، (3) وبها تتَّابع الطير، وبها تتَّابع الحيتان في البحر. (4) فإذا كان يوم القيامة، جمع الله تلك الرحمة إلى ما عنده. ورحمته أفضل وأوسع.
13100- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان في قوله: "كتب على نفسه الرحمة" ، الآية قال: إنا نجد في التوراة عَطْفتين= ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: (5) "وبها تَتَابع الطير، وبها تَتَابع الحيتان في البحر" . (6)
(1) في المخطوطة، فوق "يتزاورون" ، حرف (ط) ، دلالة على الشك أو الخطأ. ولا أدري ما أراد بذلك، والذي في المخطوطة والمطبوعة، مثله في الدر المنثور.
(2) في المطبوعة: "تنئج البقرة" ، وفي الدر المنثور: "تنتج البقرة" ، وهو خطأ.
والذي في المطبوعة، صواب في المعنى. يقال: "نأج الثور ينئج" ، إذا صاح. وأما الذي في المخطوطة، فهو صواب أيضًا، ولذلك أثبته، يقال: "ثاجت البقرة تثاج وتثوج، ثوجًا وثواجًا" : صوتت. قال صاحب اللسان: "وقد يهمز، وهو أعرف. إلا أن ابن دريد قال: ترك الهمز أعلى" .
(3) "يعرت الشاة تيعر يعارًا" : صاحت.
(4) أنا في شك في قوله "تتابع الطير" و "تتابع الحيتان" ، ولكن هكذا هو المطبوعة والمخطوطة، وهو معنى شبيه بالاستقامة. وانظر التعليق التالي.
(5) في المطبوعة: "إلا أنه ما قال" ، زاد "ما" ، لأنه استشكل عليه الكلام، فإن الذي قاله في هذا الخبر، هو الذي قاله في الخبر السالف. والظاهر والله أعلم أن الأولى كما ضبطتها هناك "تتابع" (بفتح ثم تاء مفتوحة مشددة) وأن هذه الثانية "تتابع" (بفتح التاء الثانية غير مشددة) على حذف إحدى التاءات الثلاث.
(6) الأثران: 13099، 13100 - خرجهما السيوطي في الدر المنثور 3: 6، وقال: "أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن سلمان. . ." ، وساق الخبر.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|