الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 30-06-2025, 12:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين



تحت العشرين -1266


الفرقان



الإفلاس الحقيقي
عرَّف نبينا - صلى الله عليه وسلم - الإفلاس الحقيقي بأنه ليس إفلاس المال والمادة بل هو إفلاس الخلق والتصرف، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟»، قَالُوا: «الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ «، قَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».
لماذا حسن الخلق يا شباب؟
  • حسن الخلق هو امتثال لأمر الله -عز وجل-، وطاعة للرسول -صلى الله عليه وسلم -، قال الله -عز وجل-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199)، فلقد جمع الله -سبحانه وتعالى- مكارم الأخلاق في هذه الآية، وأمر بالأخذ بها، والتحلي بما ورد فيها، وكذلك فإن التحلي بالأخلاق الكريمة طاعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال -صلى الله عليه وسلم -: «وخالق الناس بخلق حسن».
  • حسن الخلق عبادة عظيمة، وقد يفوق ثوابها كثيرا من العبادات المعروفة، فمثلا التبسم في وجه المسلم عبادة، والكلمة الطيبة عبادة، وزيارة الأخ في الله عبادة، وعيادة المريض عبادة، ومصافحة المسلم عبادة، وصلة الرحم عبادة، وقضاء حوائج الناس عبادة، وكف الأذى عن الآخر عبادة.
  • حُسن الخلق من أعظم الأسباب الداعية لكسب القلوب؛ فهو يحبب صاحبه للبعيد والقريب، فالناس على اختلاف مشاربهم يحبون ويقدرون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويرغبون في مجالستهم، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها، ويرغبون عن مجالستهم ومخالطتهم، قال الله -عز وجل-: {بِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).
الأخلاق العالية هي روح الإسلام
اعلموا يا شباب، أنَّ الأخلاق العالية هي روح الإسلام ولبه، وأساسه وغايته؛ لأن الدين ليس عبادات فقط؛ بل هو معاملة أيضا، فالمعاملة الحسنة للناس قد يفوق ثوابها كثيرًا من العبادات المعروفة، ويوضح ذلك رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: «تقوى الله وحسن الخلق».
أثر العبادة في بناء الشباب
للعبادة أثر كبير في بناء الشباب إيمانيًا ونفسيا وأخلاقيا واجتماعيا، فهي تدريب عملي على الإخلاص والإتقان والإجادة والتميز، فالعبادة شعور دائم بوجود الله، وإيقاظ مستمر للضمير والوجدان، وللعبادة آثار وقائية، وأخرى علاجية، تتمثّل في إنقاذ المتعبِّد من التعقيد واليأس والشعور بالذنب وتفاهة الذات؛ لأن وقوف الإنسان بين يدي الله -تعالى-، يشـعره بقربه من مالك الوجود، وحبِّه له، وعطفه عليه، كما يشعره بقيمته الإنسانية، وعلو قدره.
الصلاة من أعظم وسائل تزكية النفوس
الصلاة أهم أركان الإسلام بعد توحيد الله -تعالى- وهي من أعظم وسائل تزكية النفوس، قال -تعالى-: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)، فحقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة؛ لذا حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يتخذ منها فرصة للتدريب على السلوكيات الطيبة والأخلاق الحسنة، فلقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن تكون صفوف الصلاة منتظمة، وأن يقف المسلمون في الصلاة متكاتفين متساويين، وأن يلين كل واحد لأخيه، ولا يتركوا بينهم فرجة للشيطان، عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ»، وينبغي أن يكون ذلك التدريب على النظام والتلاحم والتواصل لا يكون داخل الصلاة أو داخل المسجد فقط، بل لا بد أن يمتد أثره خارج الصلاة وفي العلاقات والمعاملات.
تعظيم المحرمات والسلامة منها

قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: يعين العبد على تعظيم المناهي والمحرمات والسلامة منها كما أفاده ابن القيم -رحمه الله- خمسة أمور:
  • الحرص على التباعد من مظانها، وأسبابها وكلِّ ما يدعو إليها.
  • مجانبة كلِّ وسيلة تقرب منها كاجتناب الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها.
  • ترك مالا بأس به حذرًا مما به بأس.
  • مجانبة الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروهات.
  • مجانبة من يجاهر بارتكاب المحرمات ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها.
أهمية التقاء الشباب

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: التقاء الشباب وطلبة العلم والتقاء الحريصين على الدعوة في البلاد الإسلامية والبلاد العربية وأهل الجوار بخصوصهم فيه فوائد كثيرة -غير الفوائد الشرعية المعروفة-؛ ففيه تقوية الصلة بما فيه تكاتف الجهود في الدعوة الواحدة؛ لأنّ الأصل في المؤمنين أن يكونوا جسدا واحدا، وهذا الجسد الواحد يقوم بالمهمة فيه كل عضو من أعضائه، فنحن ننظر إلى الدعوة إلى الله -جل وعلا- على منهج السلف الصالح على أنّ أهلها فيها سواء، في المملكة، أو في الكويت، أو في الهند، أو في المغرب، أو في الشمال، أو في الجنوب، فالكل فيها سواء من جهة وحدة الهدف ووحدة المنهج.
التأثير السلبي لوسائل التواصل على الشباب
هناك عدد من السلبيات لوسائل التواصل عل الشباب، وإذا لم يتم التعامل معها بوعي ستؤثر بقوة على الشباب، ومن هذه السلبيات ما يلي:
  • القلق والاكتئاب ونقص الثقة بالنفس الناتجة عن المقارنات الاجتماعية التي يجريها الشباب.
  • الإدمان على تلك الوسائل؛ ما يؤثر سلبًا على قدرة الشباب على التفاعل مع الواقع وممارسة الأنشطة المهمة.
  • التعرض للمحتوى العنيف أو غير المناسب؛ ما يدفع هؤلاء الشباب إلى تقليد هذه المشاهد.
  • التأثير السلبي على المستوى الدراسي؛ فكثرة استخدام هذه الوسائل يؤدي إلى تشتيت انتباه الشباب وشغل أوقاتهم بالمحتويات التافهة.
  • التأثير على السلوك الاجتماعي، كالعزلة أو المشكلات في العلاقات الشخصية؛ حيث يفضل الشباب التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلاً من التفاعل الاجتماعي المباشر.
نماذج لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من الأخلاق التي اتصف بها النبي -صلى الله عليه وسلم -: تواضعه في بيته وطعامه، وصبره على الجاهل، وقبوله الدعوة دون تفرقة من أحد، وحبه التيسير في الأمور، وحبه للعفو والصفح عن المخطئ، وحبه مجالسة الفقراء، والجود والكرم والشجاعة، وكان -صلى الله عليه وسلم - أشد الناس حياءً، وكرهه أن يتميز على أحد، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يحقر من شأن أحد، ورحيم بالصبيان، ويؤدي الأمانات إلى أهلها، وسماه الله -تعالى- رؤوفًا رحيمًا، لا يفتخر على أحد، ويحب رد الجميل، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يقف مواقف التهم والريبة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]