المراقبة والقدوم إلى الله (10)
د. عبدالسلام حمود غالب
الرجاء والقدوم إلى الله
الرجاء هو: الأمل في رحمة الله تعالى، والطمع في كرمه وجوده، مع بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطلوب.
الرجاء هو: الثقة بالله تعالى، وحسن الظن به، وانتظار فرجه ونصره.
الرجاء هو: قوة دافعة تدفع الإنسان إلى العمل والاجتهاد، مع الثقة بأن الله تعالى سيُوفِّقه ويُسدِّد خطاه.
الرجاء يمنح المؤمن الأمل والتفاؤل في الحياة، ويجعله يتجاوز الصعاب والمحن.
الرجاء يدفع المؤمن إلى العمل الصالح، ويحفزه على الاستمرار في الطاعة.
الرجاء يُقوِّي صلة المؤمن بالله تعالى، ويجعله يشعر بقربه منه.
شروط الرجاء:
• أن يكون الرجاء مقرونًا بالعمل الصالح.
• أن يكون الرجاء في الله وحده، لا في غيره.
• أن يكون الرجاء متوازنًا مع الخوف من الله.
فوائد الرجاء:
الرجاء عبادة قلبية: الرجاء من أجَلِّ منازل السائرين إلى الله، وهو عبادة قلبية عظيمة؛ إذ يعكس تعَلُّق القلب بالله وحسن الظن به، قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 57].
الرجاء دافع للعمل: الرجاء يدفع الإنسان إلى العمل والاجتهاد، مع الثقة بأن الله تعالى سيُوفِّقه ويُسدِّد خُطاه.
الرجاء علاج لليأس: الرجاء يساعد الإنسان على التغلُّب على الصعاب والتحديات، ويمنحه الأمل في غدٍ أفضل، حتى في أصعب الظروف، والرجاء يُجدِّد الأمل في نفس الإنسان، ويجعله يثابر ويكافح من أجل تحقيق أهدافه.
الرجاء يحقق السعادة: يساعد الرجاء الإنسان على الشعور بالسعادة والرضا، ويمنحه الأمل في مستقبل أفضل؛ مما يجعله أكثر تفاؤلًا وإيجابيةً.
الرجاء يقوي الصلة بالله: الرجاء يقوي الصلة بالله من خلال حسن الظن بالله في تحقيق الآمال والطموحات.
الرجاء يدفع إلى التوبة: الرجاء يدفع الإنسان إلى التوبة والاستغفار، فالراجي يعلم أن الله تعالى هو الغفور الرحيم، وأنه يقبل توبة التائبين، ويغفر ذنوب المستغفرين.
أنواع الرجاء:
• الرجاء المحمود: وهو الرجاء المقترن بالعمل، وهو الذي يدفع الإنسان إلى الاجتهاد في طاعة الله، والتقرب إليه، مع الثقة بأن الله تعالى سيُوفِّقه ويُسدِّد خُطاه.
• الرجاء المذموم: وهو الرجاء الخالي من العمل، وهو الذي يجعل الإنسان يعتمد على الأماني والأحلام، دون أن يبذل أي جهد في سبيل تحقيقها.
أقوال العلماء في الرجاء:
يقول ابن القيم: "الرجاء حادٍ يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدار الآخرة، ويطيب لها السير".
وقال أيضًا: "الرجاء روح الأعمال القلبية، وقطب رحى العبادات الإيمانية".
يقول ابن تيمية: "مَنْ عبدَ اللهَ بالحبِّ وحده فهو زنديق، ومَنْ عبدَهُ بالخوف وحده فهو حروريٌّ، ومَنْ عَبدَه بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحِّد".
يقول ابن باز: "يجب الرجاء والخوف، والعبد يسير إلى الله بين الرجاء والخوف، كجناحَي الطائر، يخاف الله، ويرجوه".
يقول أبو علي الروذباري: "الخوف والرجاء كجناحَي الطائر؛ إذا استويا استوى الطَّيرُ وتَمَّ طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت".
كلمات مشرقة عن الرجاء:
• "الرجاء هو الحلم الذي لا ينام".
• "الرجاء هو نافذة تطل على المستقبل".
• "الرجاء يرى ما لا تراه العين، ويشعر بما لا يشعر به الفؤاد".
• "الرجاء هو شراع السفينة التي تبحر في بحر الحياة".
• "الرجاء هو شعاع النور الذي يضيء لنا طريقنا في الظلام.
• "الرجاء هو الوقود الذي يدفعنا إلى الأمام".
• "الرجاء هو قوة داخلية تدفعنا إلى تحقيق المستحيل".
• "الرجاء هو سلاحنا في مواجهة الصعاب".
• "الرجاء هو الأمل الذي يمنحنا القوة للاستمرار في الحياة".