عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11-05-2025, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,216
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (7)

مَنْ هو الإله؟ وما هو حقه على عباده؟


كل إجابة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال هو ما يسمى بـ (توحيد الألوهية).
قل مع الكون: لا إله إلا الله
فكل مَنْ في هذا الكون يعلم أن الله هو خالقه ورازقه فيشكره ويحمده ويعلم أن الله سبحانه هو إلهه فيطيعه ويعبده.
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}(الإسراء : 44).
وقال النبي: «اللهم ربَّ كل شيء ومَلِكَ كل شيء وإله كل شيءٍ ولك كل شيء أعوذ بك من النار».
فانظر لهذا التقديس من حملة العرش ومن حوله.
حملة العرش ومَنْ حوله يلهجون بالتسبيح ويحفُّون من حول العرش بالإجلال والتقديس لله سبحانه.
قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}(غافر : 7).
سبحان الله وبحمده لغة لكل المخلوقات: وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال نوحٌ لابنه: «وأوصيك بسبحان الله وبحمده؛ فإنهما صلاة الخلق وبهما يُرزق الخلق...».
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }(الإسراء : 44).
كل المخلوقات تصلي لله وتسبحه في وقت واحد معًا:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما تستقل الشمس فيبقى شيءٌ من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم».
السموات السبع والأرض يسبحن بحمد الله.
قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(الإسراء:44).
الرعد والسحاب يُسبِّحان بحمد الله: قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}(الرعد : 13).
مَلكَ عظيم يسبح الله (العليَّ العظيم):
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربَّنا، فيُرد عليه: ويعلم ذلك من حلف بي كاذبًا».
إسرافيل ويالصبره على طاعة الله – عزَّ وجل- ويا لذله بين يدي العزيز الجبار، فانظر إلى حاله وهو يمسك بالصور في فمه منذ آلاف بل قد يكون ملايين السنين، وتأمَّل دِقَّته في متابعة أمر الله – عزَّ وجلَّ.
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعم وقد التقم صاحبُ القرنِ القرنَ وحَنَى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فُيَنْفُخ».
كل شيء يسجد لله، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ}(الحج : 18).
الشمس تسجد لله تحت العرش:
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبيصلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(يس: 38).
وفي رواية أحمد: «فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها»
النجم يَسجد مع الشجر لربِّه وخالقه:
قال تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}(الرحمن: 6).
قال الشيخ السعدي – رحمه الله- : أي: نجوم السماء وأشجار الأرض تعرف ربها وتسجد له وتطيع وتخشع.
الشجرة تسجد لله وتدعوه: عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ (سورة ص) فلما أتت على (السجدة) سَجَدَت فقالت في سجودها: «اللهم اغفر لي بها، اللهم حُط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرًا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته». فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «سجدت أبا سعيد؟». قلت لا. قال: «فأنت أحق بالسجود من الشجرة». ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة (ص) ثم أتى السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها
حتى الدواة والقلم يسجدان لمن أنزل القرآن – سبحانه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم : «كُتِبَتْ عنده سورةُ النّجم، فلما بلغ السجدةَ سجد، وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلمُ».
تلبية الحجر والشجر والمدر مع المحرم بالحج أو العمرة:
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ملَبًّ يُلَبَّي إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا عن يمينه وشماله».
خشوع الجبال لكلام الله:
سبحان الله، هذه المخلوقات الصلبة تؤمن بالله، وتذل لعِزَّته وتخشع، وتتواضع لعظمته وتخضع. سبحانه ما أعظمه.
قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }(الحشر : 21).
قال ابن كثير: أي فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه لخشع وتصدَّع من خوف الله – عزَّ وجلَّ- فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع وتتصدع من خشية الله وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه؟
تشقق الحجارة وهبوطها وبكاؤها من خشية الله:
قال تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة : 74).
قال مجاهد - رحمه الله-: كل حجر يتفجَّر منه الماء أو يتشقق عن ماء أو يتردَّى من رأس جبل لَمِن خشية الله نزل بذلك القرآن.
وعن ابن أبي حاتم بسنده عن يحيى بن يعقوب في قوله: {لما يتفجر منه الأنهار}، قال كثرة البكاء، وقوله: {يشقق فيخرج منه الماء} قال قليل البكاء.
حُبُّ جبل أُحد لله ورسوله والمؤمنين: هذه المخلوقات قاسية المعدن لينةُ القلب، قوية البناء ناعمة المشاعر، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن جبل أُحد: «هذا جبل يحبنا ونحبه».
غضب السموات والأرض والجبال من أجل الله:
فإن السموات والأرض والجبال تغضب أن دُعي للرحمن ولدٌ، تحزن أن هؤلاء السفهاء يسُّبون الله الواحد الأحد.
قال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}(مريم : 88-92).
إلى هؤلاء الذين ادعوا أن لله ولدًا، أما تخافون أن تنفطر فوق رؤوسكم السماء أو تبتلعكم الأرض أو تنهدم عليكم الجبال؟
معاداة الشجر والحجر لليهود من أجل الله:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ^ قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم. يا عبد الله هذا يهوديُّ خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».
حتى أجساد الكفار تعبد الله وتطيعه.
فالله خالقها ومصوِّرها سبحانه وتعالى فإنها تدين له وحده بالولاء والطاعة، فإذا أمرها أطاعت وإذا سخَّرها لأصحابها سُخِّرت وإذا سلبهم هذا التسخير سُلِبت وإذا مَسَخَها مُسخت.
أجساد اليهود تتحول إلى أجساد قردة وخنازير:
فانظر إلى أجساد اليهود حين عصوا الله - عزَّ وجلَّ – واحتالوا على شرعه واصطادوا يوم السبت الذي حُرِّم عليهم الصيد فيه فأمر الله أجسادهم أن تتحول إلى أجساد قردة فاستجابت الأجساد لأمر خالقها سبحانه.
قال تعالى " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين (65) فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظةً للمتقين " ( البقرة : 65-66)




اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]