
20-03-2025, 05:12 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان
البرنامج اليومي لشهر رمضان
د. صغير بن محمد الصغير
القنديل الرابع عشر
في بعض الأحكام الفقهية للصائمين (1)
إضاءة قنديل:
"صيام رمضان رُكنٌ من أركان الإسلام، وإذا سقَط ركنٌ سقط البنيان".
في بعض الأحكام الفقهية للصائمين (1) الحمد لله على فضائله سرًّا وعلنًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها الفوز بدار النعيم والهنا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه الكرام الأُمناء، وسلم تسليمًا.
إخواني، من المعلوم رُكنية صيام شهر رمضان للمسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع، فيجب عليه صومُ رمضان أداءً في وقته لدلالة الكتاب والسُّنة والإجماع على ذلك، وثمة أحكام أخرى تخصُّ بعض الناس في رمضان، فالصغير مثلًا لا يجب عليه الصيام حتى يبلغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ المُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبُرَ"[1]، لكن يأمُره وليُّه بالصوم إذا أطاقه تمرينًا له على الطاعة؛ ليألَفها بعد بلوغه اقتداءً بالسلف الصالح رضي الله عنهم، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يُصَوِّمُون أولادهم وهم صغار، ويذهبون إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العِهْن (يعني الصوف أو نحوه)، فإذا بَكَوْا مِن فقْد الطعام أَعطوهم اللعبة يَتَلَهَّوْنَ بها[2].
والمجنون، وهو فاقدُ العقل فلا يجب عليه الصيام، بالإجماع.
وأمَّا الْهَرِم الذي بلغ الهذيان وسقَط تمييزُه، فلا يجب عليه الصيام ولا الإطعام عنه؛ لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه، فَأَشْبَهَ الصبي قبل التمييز، فإن كان يُميز أحيانًا ويَهذي أحيانًا، وجب عليه الصومُ في حال تمييزه دون حال هذيانه، والصلاة كالصوم لا تلزَمه حال هذيانه وتَلزَمه حال تَمييزه.
وأما العاجز عن الصيام عجزًا مستمرًّا لا يُرجى زوالُه؛ كالكبير والمريض مرضًا لا يُرجى برؤه، فلا يجب عليه الصيام؛ لأنه لا يستطيعه، لكن يجب عليه أن يُطعم بدل الصيام عن كلِّ يوم مسكينًا؛ لأن الله سبحانه جعل الإطعام معادلًا للصيام حين كان التخيير بينهما أول ما فُرِضَ الصيام، فتعيَّن أن يكون بدلًا عن الصيام عند العجز عنه؛ لأنه مُعادلٌ له.
ويُخَيَّر في الإطعام بين أن يُفرِّقه حبًّا على المساكين، لكل واحدٍ مُدٌّ من البُّر، رُبع الصاع النبوي[3]، وبين أن يُصْلِح طعامًا، فيدعو إليه مساكين بقدر الأيام التي عليه، قال البخاري - رحمه الله -: وأما الشيخ الكبير إذا لم يُطِق الصيام، فقد أطعَم أنس بعدما كبر عامًا أو عامين كلَّ يوم مسكينًا خبزًا ولحمًا وأفطَر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا[4].
أيها الإخوة، الشرع حكمةٌ من الله تعالى ورحمة رَحِمَ الله بها عباده؛ لأنه شرعٌ مبني على التسهيل والرحمة وعلى الإتقان والحكمة.
اللهم إنَّا نَسألك أنا نشهَد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلِد ولم يولَد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ، يا ذا الجلال والإكرام، يا منَّان، يا بديع السماوات والأرض، يا حيُّ يا قيُّوم، نسألك أن توفِّقنا لِما تُحب وترضى، وأن تجعلنا ممن رضِي بك ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًّا، ونسألك أن تثبِّتنا على ذلك إلى الممات، وأن تَغفر لنا الخطايا والسيئات، وأن تَهَب لنا منك رحمةً إنك أنت الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين[5].
[1] صحيح؛ أخرجه أبو داود (4398)، والنسائي (3432)، وابن ماجه (2041)، من حديث علي، وصححه الألباني في المشكاة (3287).
[2] أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136).
[3] سبق بيانه.
[4] البخاري (6/ 25).
[5] ملخص من مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|