عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-03-2025, 01:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير




القنديل الخامس

البرنامج اليومي لشهر رمضان

(4) في الحرص على الذكر بعد صلاة الفجر والجلوس في المسجد إلى أن تطلع الشمس



إضاءة قنديل: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)؛ أبو الدرداء رضي الله عنه[1].

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (4) في الحرص على الذكر بعد صلاة الفجر والجلوس في المسجد إلى أن تطلع الشمس.
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان يذكُر الله في كل أحيانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبِعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فحين يَفرُغ المؤمن من سحوره، ويشتغل بالاستغفار والدعاء، ثم يصلي الفجر مع الجماعة، فمن أعظم الحسنات بعد ذلك: ذكر الله حتى تطلُع الشمس، ففي صحيح مسلم وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا»[2]، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»؛ رواه الترمذي، وحسَّنه الشيخ الألباني رحمه الله [3].

وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: سُئل فضيلة الشيخ: سمعت حديثًا وهو: "من صلى الفجر في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلُع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامَّة، تامة"، السؤال: هل هذا الحديث صحيح أو ضعيف؟ وجزاكم الله خيرًا.

فأجاب فضيلته بقوله: هذا الحديث له شاهدٌ في صحيح مسلم وهو أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا، لكن الذي في الصحيح ليس فيه ذكر أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بعد ذلك، والحديث الذي ذكره السائل لا بأس به، إسناده حسن"[4]؛ اهـ.

وبالجملة فبقاءُ الإنسان في المسجد للذكر والطاعة، أو لانتظار الصلاة، كل ذلك من الأعمال الصالحة، والقربات النافعة، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ»[5].

ذكرُ الله أيها الأخ المبارك من أيسر الأمور وأعظمها أجرًا، ذات مرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني[6].

اللهم اجعَلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، اللهم صلِّ على نبينا محمد.

[1] أخرجه البيهقي في الشعب (520).

[2] أخرجه مسلم (670).

[3] أخرجه الترمذي (586)، وحسنه الألباني في المشكاة (971).

[4] فتاوى الشيخ ابن عثيمين (14 /299).

[5] أخرجه البخاري (445)، ومسلم (649).

[6] أخرجه الترمذي (3375)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (7695).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]