الموضوع: اختبار للتوكل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-02-2025, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,053
الدولة : Egypt
افتراضي اختبار للتوكل

اختبار للتوكل

عبد الله بلقاسم الشهري


بعضهم مطمئن في رزقه
ويقول يكفيني راتبي
أو تقاعدي
أو دخل يأتيني من بيتي أو دكاني
فأنا مطمئن في رزقي متوكل على ربي...
ويظن ذلك طمأنينة إلى الله وتوكلا عليه
وهذا إنما هو سكون وطمأنينة لهذا المعلوم من راتب أو تقاعد فلو تعرض شيء منه للانقطاع لخاف وقلق وارتبك...
وهذا الخوف من طبائع البشر
لكن المقصود ألا يتوهم العبد أنه حقق التوكل في رزقه بسبب راحة نفسه واعتماده على شيء معلوم.
والتزكية أن ينهض العبد في نفسه السكينة إلى الله وحده في غياب كل هذه الأشياء أو انقطاعها.

قال ابن القيم رحمه الله:
ومنه: اشتباه الطُّمأنينة إلى الله والسُّكون إليه بالطُّمأنينة إلى المعلوم وسكون القلب إليه. ولا يميِّز بينهما إلَّا صاحب البصيرة، كما يُذكر عن أبي سليمان الداراني رحمه الله أنه رأى رجلًا بمكَّة ــ أعزَّها الله ــ لا يتناول شيئًا إلا شربةً من ماء زمزم، فمضى عليه أيام، فقال له أبو سليمان يومًا: أرأيت لو غارت زمزم، أيشٍ كنت تشرب؟ فقام وقبَّل رأسه وقال: جزاك الله خيرًا حيث أرشدتَني، فإنِّي كنت أعبد زمزم منذ أيام، ومضى
وأكثر المتوكِّلين سكونهم وطمأنينتهم إلى المعلوم، وهم يظنُّون أنه إلى الله، وعلامة ذلك أنّه متى انقطع معلومُ أحدهم حضره همُّه وبثُّه وخوفه. فعُلِم أنَّ طمأنينته وسكونه لم يكن إلى الله.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.41%)]