عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-01-2025, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رحلة مع أولياء الله الصالحين

فلنستجب -أيها الحبيب- لنداء الله علينا، ولنستجب لنداء النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا.
ولنقل ولنردد جميعًا: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله بين يديك، فأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك.
فهيا سويًّا أيها الحبيب؛ لنتعرف على ديننا وشرعنا الذي اصطفانا الله عليه واصطفاه لنا.
عند ذلك نقول: أتدري أيها الحبيب..
- من الولي؟
- وهل هذا الولي يستطيع أن يدفع عن نفسه الضر، أو أن يجلب لنفسه النفع؟
- وهل هذا الولي يستطيع أن ينفع أحدًا أو يضر أحدًا؟
- أتدري من سادات الأولياء؟
- هل تحب أن تكون من الأولياء أو أن تحشر معهم؟
- هل تدري ما الطريق للولاية؟
فلنمضي -أيها الحبيب- سويًّا؛ لكي نقف على إجابات هذه الأسئلة، ويكون ذلك من خلال كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
فمن هو الولي الذي قال الله عنه: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس: 62 – 64).
فكما استمعنا وقرأنا أيها الحبيب قول الله -تعالى-: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ).
أتدري -أيها الحبيب- أين موضع التقوى في الإنسان؟ إنه القلب.
فقل لي: هل من سبيل لمخلوق أن يطلع على ما في قلب الإنسان؟ أم أن هذا لله دون سواه؟، فإن كنت تعلم أن هذا لله وحده دون سواه؛ لقلنا لك: فليس لنا من سبيل؛ لكي نحكم على إنسان أنه ولي بمجرد عمله الظاهري؛ لأن عمل الباطن ليس لنا سبيل للإطلاع عليه، بل لا ملك مقرب ولا نبي مرسل يستطيع أن يطلع على هذا.
ونقول لك: هل يستطيع الولي أن يدفع الشر عن نفسه أو يجلب لنفسه نفعًا؟
نقول لك: يكفينا في ذلك قول الله -تعالى-: ﴿قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً. أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً(الإسراء: 56-57).
وكذا قوله -سبحانه-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ: 22 ).
بل نقول لك: فلتستمع -أيها الحبيب- ولتنصت بكل جوارحك إلى قول ربك في شأن نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا) (الأعراف: 188).
فإذا كان هذا هو قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفسه أن أمره الله -تعالى- بأن يقول للناس بأنه لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، بل إنه لا يغني عن أخص قرابته من الله شيئًا، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- لأحب الناس إلى قلبه إلى ابنته فاطمة -رضي الله عنها-: (يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) (رواه الإمام أحمد والبخاري).
إن كان هذا هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفسه وفي أخص قرابته وأحبهم إليه، فما ظنك بسائر الأموات، الذين لم يكونوا أنبياء معصومين ولا رسلاً مرسلين، بل غاية ما في هؤلاء الأولياء أنهم فرد من أفراد الأمة المحمدية، فهم أعجز من أن ينفعوا أو يدفعوا عن أنفسهم شيئًا فضلاً عن غيرهم.
وكيف لا يعجز عن شيء قد عجز عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخبر به أمته كما أخبر الله عنه؟، فهل تراه -أيها الحبيب- بعد ذلك نافعًا لنفسه فضلاً عن غيره.
استمع -أيها الحبيب- إلى تحذير نبيك مما يفعله الناس اليوم، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) (موطأ مالك).
وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، (أَلا فَلا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ) (رواه مسلم).
فلتنظر -أيها الحبيب- إلى كلام نبيك -صلى الله عليه وسلم- فهذه البقعة التي اشتملت على جسد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أشرف بقاع الأرض، وإن كان للنبي -صلى الله عليه وسلم-، كما تعلم، هذه الكرامة التي لا تخفى علينا ولا عليك عند ربه -تعالى-، ومع ذلك يحذر أن يتخذ قبره وثنًا يعبد من دون الله، أو أن يتخذ عيدًا، فما قولك -أيها الحبيب- فيمن هو دونه، ولا تعلم من حاله، بل قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها السرج) (أبو داود).
أيها المسلم الحبيب أتدري من هم سادات الأولياء؟ هم الذين بشرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة كأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام.
أتدري -أيها الحبيب- لماذا قلنا: إنهم من الأولياء؟ فوالله لولا شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم أنهم في الجنة ما استطعنا أن نتفوه بكلمة واحدة، فما كان لنا أن نتكلم بما ليس لنا به علم.
بل انظر -أيها الحبيب- إلى ملائكة الرحمن لما قال لهم:
(أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31) قالوا عند ذلك: (سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32).
فنحن نشهد لهم بالجنة لشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم، بل ونشهد لثابت بن قيس بن شماس، وكذا لعكاشة بن محصن، بل ونشهد لكل من شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، ففيه الدلالة أن الله -تعالى- قبل منهم أعمالهم، وهذا لم يكن إلا بإطلاع الله -تعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وعدا ذلك فنمسك ولا نخوض فيما خاض فيه الناس، وتكلموا فيه بلا علم عندهم من ربهم -سبحانه- ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ونقول: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا.
ولتعلم -أيها الحبيب- أن إيماننا هو الذي يجعلنا نقف عند حدودنا ولا نتعداه، وقد حذرنا الله أن نتكلم فيما لم يكن لنا به علم لا من كتاب ولا سنة، وأن نخوض مع الخائضين:
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (النور:17). وإلا كان هذا من باب البهتان.(هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (النور:16).
وقد يتساهل البعض في ذلك، فنقول لهم: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (النور:15).
ونقول لكم: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63)
فيا أيها الحبيب ما الطريق إلى الولاية؟ وما السبيل إلى هذه الولاية؟
إن ذلك يتمثل في أداء الفرائض، والتقرب إلى الله بالنوافل.
أتدري ما سبيلك لأداء الفرائض؟ وهو أن تأتي بالفرائض التي ألزمنا الله -تعالى- بأدائها وإتمامها على الوجه المأمور به بامتثال الأمر، واحترامه وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل.
ولتعلم أيها الحبيب أن من أداء الفرائض ترك المعاصي، والحذر من مخالفة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذه من أعظم فرائض الله -تعالى- ألا وهي ترك معاصيه التي هي حدوده التي من تعداها؛ كان عليه من العقوبة ما ذكر الله -تعالى-.
وأنت تعلم -أيها الحبيب- كيف مسخ الله هؤلاء الذين استحلوا محارمه، واعتدوا على حدوده، وعتوا عن أمر ربهم، فمسخهم قردة وخنازير.
أما تقربك إلى ربك بالنوافل، فهذا ليس بنافع للإنسان إلا بأداء الفرائض التي كتبها الله علينا وفرضها علينا.
- فما رأيك وما حكمك على من أحيا الليل كله، ثم نام عن صلاة الفجر؟!!
- وما رأيك وما حكمك فيمن يصوم طوال العام ثم يفطر رمضان؟
- وما رأيك وما حكمك فيمن يتصدق من ماله، ولكنه لا يخرج زكاة ماله؟
ولتعلم -أيها الحبيب- أن باب النوافل باب عريض، فمنها: نوافل الصلاة، ونوافل الصيام، ونوافل الصدقات، ونوافل الأذكار، وغيرها.
فعليك -أيها الحبيب- أن تطعم من هذه العبادات على قدر ما تستطيع، وإياك والحرمان، فالمحروم هو من حرم من طاعة ربه -تعالى-.
واليك -أيها الحبيب- جانبًا من هذه النوافل التي لو زاد العبد من فعلها بعد أدائه للفرائض؛ لازداد قرب هذا العبد من ربه -تعالى-.
فمن نوافل الصلاة:
1- رواتب الفرائض: عن أم حبيبة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ) قالت أم حبيبة: فما برحت أصليهن بعد. (مسلم كتاب: "صلاة المسافرين" باب: فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن، وبيان عددهن). وكذا عن أم حبيبة بنت سفيان -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَ الظُّهْرِ، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّار) (أحمد 26651 ).
2- قيام الليل: عن عائشة -رضي الله عنها- (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل إحدى عشر ركعة يوتر منها بواحد، فإذا فرغ؛ اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين). وتقول عائشة -رضي الله عنها-: (وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره؛ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) (مسلم كتاب: "صلاة المسافرين" باب: صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض).
3- صلاة الضحى: وقد سألت معاذة عائشة -رضي الله عنها-: كم كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلى صلاة الضحى قالت: أربع ركعات ويزيد ما شاء. بل انظر -أيها الحبيب- إلى أهمية ركعتي الضحى، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى) (مسلم كتاب: "صلاة المسافرين" باب: استحباب صلاة الضحى).
ولأهمية صلاة الضحى كانت وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أوصاني خليل بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام) (البخاري، كتاب: "الصوم" باب: صيام أيام البيض).
4- سنة الوضوء: عن أبي هريرة رضي الله النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لبلال عند صلاة الفجر: (يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ)قَال: (مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ) (متفق عليه).
من نوافل الصيام:
1- صوم ست من شوال: عن أبي أيوب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) (مسلم وأبو داود والترمذي).
2- صيام شهر الله المحرم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ: شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ: صَلاةُ اللَّيْلِ) (مسلم وأبو داود والترمذي).
3- صوم عاشوراء: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله: "صَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"(البخاري ومسلم)، وفي رواية عن أبي قتادة -رضي الله عنه- سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ) (مسلم).
4- صوم شعبان: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ" (متفق عليه)، وفي رواية: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ، وَكَانَ يَقُولُ: (خُذُوا مِنْ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ: (أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ) (البخاري ومسلم)
5- صوم ثلاثة أيام من كل شهر (سيما الأيام البيض): عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ" (متفق عليه)، وفي رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ صَوْمُ الشَّهْرِ كُلِّهِ) (متفق عليه).
6- صوم الاثنين والخميس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين والخميس، فقيل: يا رسول الله, إنك تصوم الاثنين والخميس، فقال: (إِنَّ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، إِلاَّ مُهْتَجِرَيْنِ ، يَقُولُ : دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا) (مسلم وابن ماجه وأبو داود)، ولفظ مسلم: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: اترْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا)، وفي رواية أخرى عند مسلم: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ).
التقرب بتلاوة القران:
قال الله -تعالى-: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)(فاطر: 29).
ويكفيك حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم َرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)(الترمذي كتاب فضائل القران).
التقرب بالأذكار:
ويكفيك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) (الأحزاب: 41 -43).
وقوله -سبحانه-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) (البقرة: 152).
ولقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف نذكر الله -تعالى-، وأن أفضل الذكر كلمة التوحيد، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ)(متفق عليه).
وعليك كذلك أيها المسلم: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ)(رواه البخاري).
التقرب بالدعاء:
ويكفيك في فضله قول ربك -سبحانه-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة: 186).
وقول ربك -سبحانه-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر: 6).
فإن قلنا: كيف ندعوه؟ وعلى أي طريقة ندعوه؟
قلنا: ينبغي لطالب الخير وباغي الرشد أن يلازم من الأدعية النبوية ما تبلغ إليه طاقته.
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) (مسلم والترمذي).
ولتعلم أيها الحبيب ..
أنه لا انتفاع للإنسان بهذه الأعمال الظاهرة التي نراها صلاحًا؛ إلا بطهارة الباطن، فعمدة الأعمال التي تترتب عليها صحتها أو فسادها هي: النية والإخلاص.
ولا شك أنها من الأمور الباطنة التي لا اطلاع لأحد عليها، فلذا نقول: أنك ـأيها المسلم- لك حدود لا تتعداها وإلا كان طغيانًا على سلطان الرب، فقد نحكم على إنسان من أعماله الظاهرة التي نراها لكن لما كان عمل الباطن مغيب عنا عند ذلك نقول: لا نستطيع أن نحكم لإنسان بأنه ولي إذا أتى إلينا وحي من الله -تعالى- بذلك.
عند ذلك نقول: أنا لست بنبي ولا يوحى إليَّ، فأخشى إن تركت هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أزيغ (تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك)
وختامًا -أيها الحبيب-.. نهمس في أذنيك: أتدري لمن تذهب هذه النذور؟، ولمن تذهب هذه الأموال التي تضعها في صندوق النذور؟ أتراها تذهب إلى هذا الميت المقبور فينتفع بها؟ أم أنها تذهب إلى أبناء هذا الميت المقبور فينتفعون بها؟ فإن لم تكن الأولى أو الثانية، أما فكرت أين تذهب؟ ومن الذي ينتفع بها؟ وهل هي من الصدقات التي يتقبلها الله -تعالى-؟

فالعاطفة -أيها الحبيب-.. قد تدفعك أن تتصدق وتضع أموالاً في هذه الصناديق.
فنقول لك: حسنا أن تتصدق، ولكن تصدق على من يستحق حتى تكون مقبولة عند ربك -تعالى-.
وختامًا نقول لك: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف:110).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.53 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]