عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2024, 09:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,742
الدولة : Egypt
افتراضي لا يتهيأ للمرء أن يخبر بكل عذر

لا يتهيأ للمرء أن يخبر بكل عذر

قالها الإمام مالك رحمه الله، وقد كان يشهد الجنائز، ويعود المرضى، ويعطي الإخوان حقوقهم، فترك ذلك واحدًا واحدًا حتَّى تركها كلَّها[2]، بل ترك الجلوس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسبب أنَّه سَلِسَ بوله[3]، فقال عند موته: كرهت أن آتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على غير طهارةٍ، فيكون ذلك استخفافًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكرهت أن أخبر النَّاس بعلَّتي فتكون شكوى من الله عزَّ وجلَّ[4].

قلتُ: وقد يمنع الحياء المرء أن يخبر النَّاس بعذره، فإذا لم يخبر الشَّخص بعذره، فالأولى بالعاقل ألَّا يحرجه بالأسئلة المتكرِّرة؛ فربَّما يضطرُّه للكذب، وكثيرًا ما يؤدِّي هذا إلى النَّفرة الموصلة -في الغالب- إلى القطيعة.

ولهذا كان أهل الفضل يقولون: التمس لأخيك عذرًا، فإن لم تجد فاعذره أنت[5].

[1] أي: لا يستطيع المرء دائمًا أن يخبر النَّاس بعذره في الأمور التي قد تحتاج إلى اعتذارٍ؛ لأسباب متعدِّدةٍ منها ما جاء في هذه المقالة.
[2] الخطَّابي، العزلة: 98.
[3] أي: لا يستمسك بوله، وانظر: ابن منظور، لسان العرب: 7/ 229.
[4] السَّلماسي، منازل الأئمة الأربعة: 187.
[5] قالها إبراهيم بن أدهم رحمه الله، وانظر: الزَّمخشري، ربيع الأبرار: 2/ 101.
_____________________________________________
الكاتب: ماهر مصطفى عليمات

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.48%)]