عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2024, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي وسطية أهل السنة في الجمع بين المحبة والخوف والرجاء

وسطية أهل السنة في الجمع بين المحبَّة والخوف والرجاء

الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

ومن مظاهر وسطيَّة أهل السُّنَّة في الاعتقاد أيضًا: وسطيَّتهم بين الفِرَق في الجمع بين المحبَّة والخوف والرجاء، فلم يَغلوا في واحدة منها على حساب الأخرى، بخلاف مَن سواهم من المبتدعة، فالخوارج غلَّبوا جانبَ الخوف حتى كفَّروا أصحاب الكبائر، والمرجئة غلَّبوا الرجاء حتى أقدَمُوا على فعل الكبائر، وترك الأسباب قدح في التشريع، وأن الاعتماد على الأسباب قدحٌ في الاعتقاد، أمَّا أهل السُّنَّة، فقد عبدوا الله - تعالى - بالجمع بين هذه الثلاثة، ويرون أنه لا تنافي ولا تعارض بينها؛ قال سبحانه وتعالى في وصف عباده الأنبياء والمرسلين: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90].

وقال في معرض الثناء على سائر عباده المؤمنين: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون [السجدة: 166].

قال بعض السلف:
"مَن عبد الله بالحبِّ وحده فهو زنديق، ومَن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومَن عبده بالرجاء وحدَه فهو مرجئ، ومَن عبده بالحبِّ والخوف والرجاء فهو مؤمن موحِّد"[1].

[1] ينظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ص (330)، و"العبودية" ص (128).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-11-2024 الساعة 09:12 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.83 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (4.55%)]