عرض مشاركة واحدة
  #557  
قديم 20-08-2024, 02:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء التاسع والعشرون
سورة الجن
الحلقة (557)
من صــ103 الى صـ 129



[سورة نوح (71) : الآيات 21 الى 25]
قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (25)

الإعراب:
(ربّ) مر إعرابها «1» ، (عصوني) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (الواو) عاطفة في الموضعين (إلّا) للحصر (خسارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّهم عصوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «عصوني ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عصوني.
وجملة: «لم يزده ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» .
23- (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (لا) ناهية جازمة (تذرنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) مثل الأول والثالث والرابع زائدان لتأكيد النهي «3» .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «4» .
وجملة: «لا تذرنّ ... (الأولى) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تذرنّ ... (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
24- (الواو) عاطفة في الموضعين (قد) حرف تحقيق (لا) ناهية جازمة- دعائيّة- (إلّا) للحصر (ضلالا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «قد أضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال نوح «5» .
وجملة: «لا تزد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قد أضلّوا.
25- (ما) زائدة (من خطيئاتهم) متعلّق ب (أغرقوا) ، و (من) سببيّة، و (الواو) في (أغرقوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أدخلوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (من دون) متعلّق بحال من (أنصارا) ، (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: «أغرقوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أدخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقوا.
وجملة: «لم يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلوا.
الصرف:
(22) كبّارا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ كبر، وزنه فعّال بضمّ الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(23) ودّا: اسم صنم وقيل هو ابن من أبناء آدم صنع له تمثال بعد موته باسمه، وزنه فعل بفتح فسكون- أو بضمّ فسكون على قراءة نافع- (سواعا) اسم صنم من أصنام الجاهلية وزنه فعال بضم الفاء.
(يغوث) ، هو مثل ودّ ... وزنه يفعل بضمّ العين، ثمّ أعلّ بتسكين الواو ونقل حركتها إلى الغين.
(يعوق) ، مثل يغوث معنى وتصريفا.
(نسرا) ، مثل ودّ وزنا ومعنى.
الفوائد:
- (ما) الزائدة:
من المواضيع التي تزاد بها (ما) بعد الخافض (أي الجار) ، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) و (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) و (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) . وقول الشاعر:
وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم
وتزاد بعد الجار الذي هو اسم، كقوله تعالى (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) .
وتزاد بعد الجازم كقوله تعالى: «إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (أيّا ما تدعو) وقول الأعشى:
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقى من فواضله ندى وابن هاشم هو الرسول محمد (صلّى الله عليه وسلّم) .
وتزاد بعد أداة الشرط، جازمة كانت، كقوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) ، أو غير جازمة، كقوله تعالى (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) .
وتزاد بين المتبوع وتابعه، كقوله تعالى: «مَثَلًا ما بَعُوضَةً» . وزادها الأعشى مرتين في قوله:
إما ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل
[سورة نوح (71) : الآيات 26 الى 28]
وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على الأرض) متعلّق ب (تذر) ، (من الكافرين) متعلّق بحال من (ديّارا) جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال نوح «6» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «7» .
وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
27- (الواو) عاطفة (لا) نافية (يلدوا) مضارع مجزوم معطوف على (يضلّوا) جواب الشرط (إلّا) للحصر (فاجرا) مفعول به منصوب «8» .
وجملة: «إنّك إن تذرهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إن تذرهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يضلّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا يلدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّوا.
28- (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لوالديّ، لمن) متعلّقان ب (اغفر) فهما معطوفان على (لي) ، (مؤمنا) حال منصوبة من فاعل دخل (للمؤمنين) متعلّق ب (اغفر) معطوف على (لي) ، (المؤمنات) معطوف على المؤمنين مجرور (لا تزد الظالمين إلّا تبارا) مثل لا تزد الظالمين إلّا ضلالا «9» .
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لا تزد الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
الصرف:
(26) ديّارا: اسم بمعنى أحد، قيل هو مأخوذ من الدار أي نازل دارا، وقيل هو مأخوذ من الدوران وهو التحرّك، فيه إعلال بالقلب أصله ديوار، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى، وزنه فيعال.
(27) يلدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعلوا.
(فاجرا) ، اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر، وزنه فاعل.
(28) تبارا: الاسم من تبر يتبر باب نصر أو باب فرح بمعنى هلك ...
أو هو اسم مصدر من الرباعيّ تبرّ وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة
مجاز مرسل: في قوله تعالى «وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» .
وعلاقة هذا المجاز ما يؤول إليه، لأنهم لم يفجروا وقت الولادة، بل بعدها بزمن طويل على كل حال. أي لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه.
انتهت سورة «نوح» ويليها سورة «الجن»
سورة الجنّ
آياتها 28 آية

[سورة الجن (72) : الآيات 1 الى 19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (9)
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14)
وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)

الإعراب:
(إليّ) متعلّق ب (أوحي) ، و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفر) ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أوحي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «استمع نفر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استمع وجملة: «إنّا سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
2- (إلى الرشد) متعلّق ب (يهدي) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (بربّنا) متعلّق ب (نشرك) .
وجملة: «يهدى ... » في محلّ نصب نعت ل (قرآنا) «10» وجملة: «آمنّا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «لن نشرك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنّا.
3- (الواو) عاطفة (ما) نافية (صاحبة) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول مقدّر أي امرأة ... (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ولدا) معطوفة على صاحبة «11» ...
وجملة: «تعالى جدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «12» .
وجملة: «ما اتّخذ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) والمصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) في محلّ جرّ معطوف على محلّ الضمير في (به) أي آمنّا به «13» .
4- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل أنّه استمع، واسم (كان) هو الضمير الشأن محذوف «14» ، (على الله) متعلّق بحال من فاعل يقول أي: يقول السفيه كاذبا على الله (شططا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا شططا «15» .
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) وجملة: «كان يقول ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث.
وجملة: «يقول سفيهنا ... » في محلّ نصب خبر كان ...
5- (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (على الله) متعلّق بحال من فاعل تقول (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا.
والمصدر المؤوّل (أنّا ظنّنا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق أنّه كان ...
والمصدر المؤوّل (أن لن تقول) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا.
وجملة: «ظننا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع.
وجملة: «لن تقول الإنس ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففة.
6- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل السابق (من الإنس) متعلّق بنعت ل (رجال) (برجال) متعلّق ب (يعوذون) ، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (رجال) الثاني (الفاء) عاطفة (رهقا) مفعول به ثان منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كان رجال ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «يعوذون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «زادوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان رجال.
7- (الواو) عاطفة (أنّهم ظنّوا) مثل أنّا ظنّنا (ما) حرف مصدريّ (أن لن يبعث ... ) مثل أن لن تقول ...
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظنّوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه كان..)
والمصدر المؤوّل (ما ظننتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: ظنّا كظنّكم.
والمصدر المؤوّل (أن لن يبعث) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا- أو ظننتم- «16» .
وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
8- (الواو) عاطفة (الفاء) كذلك (حرسا) تمييز منصوب «17» .
والمصدر المؤوّل (أنّا لمسنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لمسنا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «وجدناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لمسنا.
وجملة: «ملئت ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (وجدناها) .
9- (الواو) عاطفة (منها) متعلّق بحب من مقاعد «18» ، (مقاعد) مفعول مطلق «19» منصوب أي قعودات للسمع (للسمع) متعلّق ب (نقعد) «20» أي لأجل السمع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يستمع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (يستمع) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أنّا كنّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كنّا نقعد ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «نقعد ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «من يستمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «21» .
وجملة: «يجد ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «جد ربنا» استعارة من الجد الذي هو الدولة والبخت، لأن الملوك والأغنياء هم المجدودون والمعنى: وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. أو لسلطانه وملكوته أو لغناه.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وأنا لمسنا السماء» .
أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها، أو طلبنا خبرها. واللمس: قيل: مستعار من المس، للطلب، كالجس. يقول: لمسه والتمسه وتلمسه، كطلبه واطلبه وتطلبه. والظاهر أن الاستعارة لغوية، لأنه مجاز مرسل، لاستعماله في لازم معناه.
الفوائد
- هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجنّ؟
اختلف الرواة هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجن؟ فقد أثبت ذلك ابن مسعود فيما رواه عنه مسلم في صحيحة، وقد تقدم حديثه في سورة الأحقاف، عند قوله تعالى: «وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن» . وأنكر ذلك ابن عباس، فيما رواه عنه البخاري ومسلم، قال ابن عباس: ما قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على الجن ولا رآهم.
انطلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا:
وما ذاك إلا من شيء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا السبب.
فانطلقوا، فمر النفر الذين أخذوا نحو (تهامة) بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بالصحابة صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن واستمعوا له قالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد، فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلّى الله عليه وسلّم) الآية. وأما حديث ابن مسعود فقضية أخرى وجن آخرون، والحاصل من الكتاب والسنة العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون، متعبدون بالأحكام الشرعية، وأنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن.
- كرامات الأنبياء:
قال الزمخشري: في هذه الآية دليل على إبطال الكرامات، لأن الذين تضاف إليهم الكرامات، وإن كانوا أولياء مرتضين، فليسوا برسل. وقد خص الله الرسل- من بين المرتضين- بالاطلاع على الغيب. وفيه أيضا إبطال الكهانة والتنجيم، لأن أصحابها أبعد شيء في الارتضاء، وأدخله في السخط. قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون، من حياة أو موت، ونحو ذلك، فقد كفر بما في القرآن.
فأما الزمخشري، فقد أنكر كرامات الأولياء، جريا على قاعدة مذهبه في الاعتزال، ووافق الواحدي وغيره من المفسرين في إبطال الكهانة والتنجيم. قال الامام فخر الدين: ونسبة الآية إلى الصورتين واحدة، فإن جعل الآية دالة على المنع من أحكام النجوم فينبغي أن يجعلها دالة على المنع من الكرامات. قال: وعندي أن الآية لا دلالة فيها على شيء من ذلك، والذي تدل عليه أن قوله (فلا يظهر على غيبه أحدا) ليس فيه صيغة عموم، فيكفي في العمل بمقتضاه أن لا يظهر الله تعالى خلقه على غيب واحد من غيوبه، فتحمله على وقت وقوع القيامة، فيكون المراد من الآية أنه تعالى لا يظهر هذا الغيب لأحد، فلا يبقى في الآية دلالة على أنه لا يظهر شيئا من الغيوب لأحد. ثم إنه يجوز أن يطلع الله على شيء من المغيبات غير الرسل. والذي ينبغي أن مذهب أهل السنة إثبات كرامات الأولياء، خلافا للمعتزلة، وأنه يجوز أن يلهم الله بعض أوليائه وقوع بعض الوقائع في المستقبل، فيخبر به. ويدل على صحة ذلك ما
روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس محدّثون ملهمون.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : أنّه كان يقول: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن من أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم.
ففي هذا إثبات لكرامات الأولياء. وما جاز أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي. والفرق بينهما: أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، ولا يجوز للولي أن يدعي خرق العادة مع التحدي، إذ لو ادعاه الولي لكفر من ساعته. أما الكهانة، فقد أغلق بابها بمبعثه (صلّى الله عليه وسلّم) ، فمن ادعاها فهو كافر. والله تعالى اعلم.
10- (الواو) عاطفة (لا) نافية (الهمزة) للاستفهام (شرّ) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال تقديره حصل أو تمّ «22» . (بمن) متعلّق ب (أريد) ، (أم) عاطفة «23» ، (بهم) متعلّق ب (أراد) ... و (في الأرض) متعلّق بصلة من ...
والمصدر المؤوّل (أنّا لا ندري ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ندري ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: « (أحصل) شرّ ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعول ندري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «أريد ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أراد بهم ربّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة حصل.
11- (الواو) عاطفة (منّا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الصالحون) ، وكذلك (منّا) الثاني والمبتدأ مقدّر وصف بالظرف دون أي: منّا قوم دون ذلك «24» ، (طرائق) خبر كنّا بحذف مضاف أي ذوي طرائق «25» .

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]