الموضوع: علم الغيب
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15-07-2024, 07:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي رد: علم الغيب



الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
معاشر المؤمنين، من زعم أن أحدًا يعلم الغيب سوى الله سبحانه وتعالى، فهو إما أن يكون كذابًا دجالًا، ولا يستطيع أن يقيم الدليل، وإما أن يكون جاهلًا فيعلَّم، وقد نقلنا ما فيه الكفاية من العلم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالأول: من قال إن غير الله يعلم الغيب نحن لا ننكر ذلك، لكنه بنسبة واحد في المائة عن طريق الجن والشياطين: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].

فهؤلاء الجن يرتفع بعضهم فوق بعض، فيسترقون بعض العبارات من السماء، فلهم في الأرض قرناء يتعاملون فيما بينهم، فيقولون كلمة صادقة، لكنهم يكذبون معها تسعة وتسعين كذبة، هذا ما أفصح به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

إن كثيرًا من المسلمين ربما يصدق، أو إن حصل له أمرٌ اتفاقًا، ظنَّ أن ذلك يعلم الغيب أو من علم الغيب المطلق، وإنما هو كما أسلفت بنسبة واحد في المائة، كما أثبت ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم[14]، فلو طالعت في بعض الصحف والمجلات، تجد فيها زوايا ما يتعلق بالحظوظ والأبراج برج الدلو والميزان والثور والعقرب والدبران، هذا العلم علم التنجيم وهو ضرب من ضروب السحر، علم الشعوذة والكهانة، إنها علومٌ خرافية انطلى باطلها على كثير من الجهال، أما العلماء فهم في مَعزل وفي عصمةٍ من الله سبحانه وتعالى، لكنه انطلى على كثير من المسلمين، حينما تركوا العلم الصحيح، فلم يلتفتوا إليه، وإن تعجب فعجبًا لتلك النشرة السنوية التي وصلت عددها الثامن بعد المائة، وهي نشرة نتيجة فلكي بيت الفقيه، يصدرها ذلكم الرجل محمد بن أحمد مهدي أمين سنويًّا، ففيها من الكذب والهراء والضحك والخرافة ما يعلمه من كان على علم ودليل واضحٍ من أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فكم أخبر بمغيبات فكانت خلاف ما يقرِّره، وكم أخبر هؤلاء الكهنة والمشعوذون والمنجمون بأمور، ثم كان على خلاف ذلك سعادة وزير ونحس أمير وموت رئيس، وزلازل وغلاء وخيرات وبركات، ثم لا يكون من ذلك شيء أبدًا، فمن أين هذا العلم؟ هو عبارة عن استمداد من النجوم؛ كما في حديث ابن عباس في سنن أبي داود: (من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس علمًا من السحر زاد ما زاد)[15].

وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)[16]، و(من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد)[17].

فالواجب على المسلم أن يحذر من هذه النتيجة، وهكذا من الطلاسم والأبراج في كثير من الصحف والمجلات، وإن خاض فيها عن طريق التسلي والتشهي، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا، وإن كان على وجه التصديق والاعتقاد يكون كافرًا بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا من علوم الغيب، ﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].

هذا ضربٌ من ضروب السحر والشعوذة، وصار للسحر والشعوذة مدارس وجامعات وشهادات، وصار لها قنوات أيضًا، وهكذا في الأفلام الكرتونية التي تعرض على الأطفال بمرأى ومسمع من كثير من المسلمين يخربون عقائد المسلمين، فكن على ثقة أيها الأخ بقوله سبحانه: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة51]. يتصل متصلٌ من بعض الدول بأحد الأثرياء ويقول: اسمك فلان ويأتيه باسمه وبأمور خاصَّة فيه، ثم طلب منه تحويل ألفي دولار، فوافق وإلا أرسل له بعض الجن، إلى هذا المستوى بلغ الخوف بالمسلمين، وكان الواجب على المسلم أن يكون متوكلًا على الله سبحانه وتعالى، فنحن نجزم وبقوة نقولها وبتحدٍّ أيضًا: إن هذه النشرة وما سواها من التكهنات هي ضرب من السحر والكهانة والتنجيم والشعوذة، يرضى من يرضى ويسخط من يسخط، نقول ذلك حسبةً لوجه الله سبحانه وتعالى.

وإليك هذا النموذج عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه[18]، حينما خرج لمناجزة الخوارج، أراد أن يسافر إلى الخوارج لقتالهم، فقال له بعض المشعوذين: يا أمير المؤمنين لا تخرج فإن القمر في الدبران، أو قال القمر في العقرب، وهو نوع من أنواع التنجيم علامةً، فقال له أمير المؤمنين: بل والله سنخرج توكلًا على الله، وثقة بالله وتكذيبًا لك، ثم خرج علي رضي الله عنه، وفتح الله على يديه، ونصره الله على أعدائه[19].

وهذا المعتصم بن هارون الرشيد[20] استنجدت به امرأة مسلمة من عمورية قائلة وامعتصماه، فحرك تسعين ألفًا من المسلمين لنجدة تلك المرأة، فقال له جمعٌ، تصور جمعٌ من المنجِّمين، قالوا له: أيها الأمير، لا يَحسُن بك الخروج وإن خرجت لن تنصر أبدًا، لا يمكن أن تنصر إلا إذا نضج التين والعنب، تأمَّل إلى هؤلاء السُّذَّج، لا يكون النصر إلا إذا نضج التين والعنب، فأخرج المعتصم سيفه قال: بل والله سينصرنا الله سبحانه وتعالى، فجاء إليه أبو تمام[21] فأرسل إليه قصيدة رائعة ذائعة منها هذه المقطوعة قائلًا ليرد على ذلك المنجم:
السيف أصدق أنباءً من الكتب
في حدِّه الحدُّ بين الجد واللعب
أين الرواية بل أين النجوم وما
صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
وخوفوا الناس من وهياء مظلمة
إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
تسعون ألفًا كآساد الشرى نضجت
أعمارهم قبل نضج التين والعنب


ثم خرج المعتصم وحصل النصر المؤزر، واندحر أولئك المنجمون إخوان الكهنة والشياطين[22].

فيا أمة محمد ويا أمة العقيدة والتوحيد، ممن تخافون؟ أتخافون من الجن؟ ومن العفاريت والمنجمين؟ إنه لا يليق بكم وأنتم تحملون كتاب الله وسنة رسول الله وتعاليم الإسلام، فأنت إذا قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، خنست الشياطين كلها، وإذا أذنت الله أكبر، هناك يندحر كل شيطان ومبطل، فكن على هذه العقيدة، فلو جاءك من جاءك من الناس يقول: هو مرسل من ابن علوان، أو من صفي الدين، أو عندك ثعبان في الحمام أو بين الطحين، فإياك أن تصدق ذلك، فقل له: دعْ ثعباني لي، واتَّكل على الله من عند بابي، وإن استطعت أن تنصحه فانصحه، فلا ينبغي أن يكون المسلم مهزوزًا في عقيدته، إياك أن تتشاءم، بل عليك أن تقدم في أمر يحبه الله ورسوله، أمر مباح من زواج أو تجارة أو عمل، فإياك أن تتشاءم، فبعض الناس ربما يتشاءم بشهر صفر مثلًا، أو بيوم الأربعاء، أو إن رأى رجلًا أصلع أو أعرج أو أعور، رجع وما يخرج في ذلك اليوم، توكَّل على الله.
توكل على الرحمن في الأمر كله
فما خاب حقًّا من عليه توكَّلا




كن متوكلًا على الباري سبحانه وتعالى، ولا يثنيك شيء من ذلك أبدًا.
إذا كنت ذا رأي فكنْ ذا عزيمةٍ
فإن فساد الرأي أن تتردَّدا




وتأمل في هذين الأميرين علي بن أبي طالب والمعتصم بن هارون الرشيد، كيف كان عندهما من الجرأة على التكذيب، تكذيب هؤلاء المنجمين، ثم بعد ذلك الإقدام على أمرٍ أمَر الله سبحانه وتعالى به هكذا، فعلى المؤمن أن يكون معتقدًا أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة51].

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
===================================
[1] القائل هو الشهرستاني: أنظر الأبيات في الملل والنحل (1/ 161).

[2] الراد عليه: هو ابن الأمير الصنعاني كما في حاشية الروض الباسم لابن الوزير (2/ 11) وحاشية درء تعارض العقل والنقل ، تحقيق د: محمد رشاد سالم ( 1 / 159 )

[3] صحيح: رواه أحمد (2669) والترمذي (2516) والحاكم (6303) وأبو يعلى (2556) وصححه الألباني في: صحيح الجامع (7957) والشيخ مقبل الوادعي: في الصحيح المسند (699).

[4] صحيح لغيره: رواه الحاكم (6304) والطبراني في الكبير (11560) والبيهقي في الشعب (1074) وعبد بن حميد في مسنده (636) وانظر: ظلال الجنة للألباني (318).
فائدة: قال ابن رجب: وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
انظر: جامع العلوم (ص/ 185).

[5] رواه البخاري (992، ومواضع).

[6] هذه الأبيات في: المستطرف (2/ 553) وتفسير روح البيان (7/ 78) وفيض القدير (1/ 534) والتذكرة للقرطبي (1/ 93)

[7] كما قال تعالى: ﴿ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 49 - 50]

[8] كما قال تعالى حاكيا عن سليمان أنه قال: ﴿ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِين * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 38 - 40].
قال القرطبي: "أكثر المفسرين: على أن الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن بريخا وقيل: هو سليمان عليه السلام، بقرينة قوله: هذا من فضل ربي، قال ابن عطية وقالت فرقة وهو سليمان عليه السلام، والمخاطبة في هذا التأويل للعفريت لما قال أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وكأن سليمان استبطأ ذلك فقال له على وجه التحقير أنا آتيك به... الخ. قيل: يا حي يا قيوم: هو الاسم الأعظم. الجامع لأحكلم القرآن (13/ 204ـ 205) بتصرف.

[9] لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال: " آدم "، قلت: يا رسول الله ونبي كان ؟ قال: "نعم نبي مكلم"، قلت: يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال: " ثلاثمائة وبضع عشر جمًّا غفيرًا"، وفي رواية عن أبي أمامة قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال: " مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفير. والحديث صححه الألباني في المشكاة (5737).

[10] القصة في: البخاري (3004، 3095 ، 5430 ، 5432 ، 5433 ، 5716 ، 6028 ) ومسلم (5832) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[11] القصة أيضا في: البخاري (327، 329 ، 3469 ، 3562 ، 4307 ، 4331 ، 4332 ، 4869 ، 4952 ، 5543 ، 6452 ، 6453 ) ومسلم (842) عن عائشة رضي الله عنها.

[12] القصة رواها البخاري (2474) ومسلم (2190) من حديث أنس رضي الله عنه مختصرة ورواها أبو داود (4512) والحاكم (4967) والطبراني في: الكبير (1202) والبيهقي في الكبرى (15789) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والقصة جاءت عن عدد من الصحابة منهم جابر وكعب بن مالك وابن عباس وأبو سعيد وعائشة وأم سلمة رضوان الله عليهم، وانظر: المشكاة (5931)

[13] حادثة الفلك: رواها البخاري (2453، 2494 ، 2518 ، 2542 ، 2723 ، 3208 ، 3801 ، 3910 ، 3912 ، 4413 ، 4414 ، 4472 - 4474 ، 4479 ، 6285 ، 6301 ، 6935 ، 6936 ، 7061 ، 7106 ) ومسلم (2770) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[14] روى البخاري (4424، 4522، 7043) عن أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم ؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير فسمعها مسترقوا السمع ومسترقوا السمع هكذا بعضه فوق بعض " ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه " فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن. فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا ؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء).
وفي روى البخاري (5429، 5859، 7122) ومسلم (2228) عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال: ليس بشيء. فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة).
وفي البخاري (3038، 3114) عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم).

[15] صحيح: رواه أحمد (2000) وأبو داود (3905) وابن ماجة (3726) وغيرهم وصححه الألباني في: صحيح الجامع (6074) والصحيحة (793).

[16] رواه مسلم (2230) عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

[17] صحيح: رواه أحمد (9532) والحاكم (15) والبيهقي في الكبرى (16273) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه الألباني في: صحيح الجامع (5939) وصحيح الترغيب (3047).
فائدة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف. وفي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم:
القول الأول: أن العراف هو الكاهن، فمهما مترادفان، فلا فرق بينهما.
القول الثاني: أن العراف هو الذي يستدل على معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها، فهو أعم من الكاهن، لأنه يشمل الكاهن وغيره، فهما من باب العام والخاص.
القول الثالث: أن العراف يخبر عن أمور بمقدمات يستدل عليها، والكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير، أو عن المغيبات في المستقبل. فالعراف أعم، أو أن العراف يختص بالماضي، والكاهن بالمستقبل، فهما متباينان.
والظاهر أنهما متباينان، فالكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل والعراف من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 412).

[18] علي بن أبي طالب (23 ق هـ - 40 هـ = 600 - 661 م) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن: أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين، وابن عم النبي وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأول الناس إسلاما بعد خديجة. ولد بمكة، وربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه. وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد. وأقام علي بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة ( 17) رمضان المشهورة، واختلف في مكان قبره.
انظر: الأعلام للزركلي (4/ 295) بتصرف.

[19] أنطر القصة في: زوائد الهيثمي على مسند الحارث (564) وكنز العمال (29439) وتاريخ الطبري (6/ 47) والكامل لابن الأثير (3/ 343) والعظمة لأبي الشيخ (4/ 1231).

[20] المعتصم العباسي (179 - 227 هـ = 795 - 841 م) محمد بن هارون الرشيد بن المهدى ابن المنصور، أبو إسحاق، المعتصم بالله العباسي: خليفة من أعاظم خلفاء هذه الدولة. بويع بالخلافة سنة ( 218 هـ ) يوم وفاة أخيه المأمون، وبعهد منه، وكان بطرسوس. وعاد إلى بغداد بعدسبعة أسابيع في السنة نفسها. وكان قوي الساعد، يكسر زند الرجل بين أصبعيه، ولا تعمل في جسمه الأسنان. وكره التعليم في صغره، فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أميا. وهو فاتح عمورية من بلاد الروم الشرقية، في خبر مشهور. وهو باني مدينة سامرا (سنة 222) حين ضاقت بغداد بجنده. وهو أول من أضاف إلى اسمه اسم الله تعالى، من الخلفاء، فقيل (المعتصم بالله) وكان لين العريكة رضي الخلق، اتسع ملكه جدا. وكان له سبعون ألف مملوك. خلافته 8 سنين و 8 أشهر، وخلف 8 بنين و 8 بنات، وعمره 48 سنة. توفى بسامرا. انظر: الأعلام للزركلي (7/ 127).

[21] أبو تمام (188 - 231 هـ = 804 - 846 م)حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام: الشاعر، الأديب. أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر طويلا. فصيحا، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة. واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. وأخبار أبي تمام ص (273) ووفيات الأعيان (2/ 11) والأعلام للزركلي (2/ 165).

[22] أنطر القصة في: شرح ديوان أبي تمام" للخطيب التبريزي (1/ 44) والبداية والنهاية (10/ 286-288) أحداث سنة (223) وتاريخ الأمم والملوك للطبري (10/ 332) وتأريخ الخلفاء للسيوطي ص (291) وموسوعة التاريخ الإسلامي (3/ 262-266).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 16-07-2024 الساعة 10:48 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.44 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]