عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-06-2024, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منافع الحج ومقاصده

مَنَافِعُ الْحَجِّ وَمَقَاصِدُهُ (2)

(الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ - التَّعَارُفُ والتَّعَاونُ وَالمُسَاوَاةُ)

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت



عَنَاصِرُ الْخُطْبَةِ:
1- مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ.
2- مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ.


الْخُطْبَةُالْأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّه نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغفِرهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا،﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

أَمَّا بَعْدُ:فإنَّ أَصْدَقَ الْحَديثِ كِتَابُ اللهِ تَعالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ. أعَاذَنِي اللهُ وإيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ: تَحَدَّثْنَا فِي الْخُطْبَةِ الْمَاضِيَةِ عَنْ مَنْفَعَةِ الْإِخْلَاصِ، وَمَنْفَعَةِ التَّقْوَى فِي أَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَحَدِيثُنَا الْيَوْمَ عَنْ مَنْفَعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ لِلْحَجِّ وَهْمَا: مَنْفَعَةُ؛ إِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ. وَمَنْفَعَةُ؛ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:
1-مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ؛ شُرِعَ الْحَجُّ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [البقرة:198-202]. فَالذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ نَبْدَأُ بِهِمَا فَرِيضَةَ الْحَجِّ وَيَسْتَمِرَّانِ أَثْنَاءَ أَدَاءِ الْفَرِيضَةِ وَبَعْدَهَا. فَالْإِخْبَارُ عَنْ نِيَّةِ النُّسُكِ ذِكْرٌ، وَالتَّلْبِيَةُ ذِكْرٌ وَابْتِهَالٌ، وَهِيَ عُنْوَانُ الْحَجِّ وَشِعَارُ الْحَاجِّ. سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الْعَجُّوَالثَّجُّ"[1]. وَالْعَجُّ؛ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ؛ سَيَلَانُ دِمَاءِ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِيِّ. وَفِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ ذِكْرٌ وَدُعَاءٌ، فَكَانَصلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؛ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ:رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ السَّعْيِ يَقُولُ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ. وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ مُكَبِّرًا وَمُوَحِّدًا وَدَاعِيًا، وَيَقُولُ:لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ [2]. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ:" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَقَالَ:" اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ"[3]. وَالْوقُوفُ بِعَرَفَةَ يَوْمٌ لِلذَّكَرِ وَالدُّعَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ"[4]. وَشُرِعَ رَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالدُّعَاءِ بَعْدَهَا، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْكَعْبَةِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"[5]. وَلِذَلِكَ نُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَنَقِفُ بَعْدَ الرَّمْيِ مُسْتَقْبِلِينَ الْقِبْلَةَ نَدْعُو. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّمَا هُوَ ذِكْرٌ بِالْمَعْنَى الْخَاصِّ.

وَلِلذِّكْرِ مَفْهُومُ عَامٌ وَشَامِلٌ؛ وَهُوَ كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ اللِّسَانُ، وَتَصَوَّرَهُ الْقَلْبُ، مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ، كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمِهِ، والأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَهُوَ ذِكْرٌ لِلَّهِ. وَلِهَذَا مِنِ اِشْتَغَلَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، أَوْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَتَفَقَّهُ أَوْ يُفَقِّهُ فِيهِ الْفِقْهَ، فَهَذَا -أَيْضًا-مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ للَّهَ، وَخَافَهُ، وَرَجَاهُ، فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. كَمَا يَدْخُلُ فِي الذِّكْرِ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَالدُّعَاءُ، وَالصَّلَاةُ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَمُخَاطَبَةُ النَّاسِ بِالْحُسْنَى. وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الصَّدَقَةُ، وَنَشْرُ الْكُتُبِ، وَالدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ. فَكُلُّ ذَلِكَ وَغَيْرُهُ دَاخِلِ فِي عُمُومِ مَفْهُومِ الذِّكْرِ.

فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وآخِرُ دَعْوَانَا الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ لِآثَارِهِمُ اقْتَفَى.

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:
2-مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ؛ قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ [الحج:27-28]. فَهَؤُلَاءِ النَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسَلَّمَاتِ اِخْتَلَفَتْ أَوْطَانُهُمْ، وَقَبَائِلُهُمْ، وَأَلْوَانُهُمْ وَلُغَاتُهُمْ، لَكِنَّ مَقْصِدَهُمْ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ طَاعَةُ اللَّهِ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَقِبْلَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، إِخْوَةٌ جَمَعَتْهُمُ الْعَقِيدَةُ الْوَاحِدَةُ.

وَإِلَى جَانِبِ هَذَا فَالْحَجُّ مُؤْتَمَرٌ سَنَوِيٌّ يَجْمَعُ شَتَاتَ الْأُمَّةِ لِأَجْلِ التَّعَارُفِ وَالتَّعَاوُنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ تَرَكُوا خِلَافَاتِهِمْ جَانِبًا وَنَسُوا جِرَاحَاتِهِمْ، وَلَا فَضْلَ لِغَنِيِّهِمْ عَلَى فَقِيرِهِمْ، وَقَدْ وَحَّدَ اللِّبَاسُ بَيْنَهُمْ. وَلَا فَضْلَ لِأَبْيَضِهِمْ عَلَى أَسْوَدِهِمْ، وَلَا لِشَرِيفِهِمْ عَلَى وَضِيعِهِمْ، إِلَّا بِالتَّقْوَى وَمَدَى طَاعَتِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ. قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير [الحجرات:13]. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَةِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مُنَبِّهًا عَلَى تَرْكِ الْعَصَبِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالِافْتِخَارِ بِالْأَحْسَابِ وَالْأَنْسَابِ وَالْأَلْوَانِ:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ"[6].

وَهَلْ رَأَيْتُمْ مَجْمَعًا لِلنَّاسِ كَالْحَجِّ فِي نِظَامِهِمْ وَانْتِظَامِهِمْ، وَتَعَاوُنِهِمْ؟! إِنَّ السِّرَّ فِي هَذَا الِانْضِبَاطِ وَالتَّعَاوُنِ -دُونَمَا كُلْفَةٍ أَمْنِيَّةٍ كَبِيرَةٍ- هُوَ فِي الْإِيمَانِ الْكَامِنِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَحِرْصِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَجُّهُمْ مَبْرُورًا بِتَجَنُّبِ الْآثَامِ، وَتَجَنُّبِ إِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِالْغَيْرِ، فَيُؤَدُّونَ مَنَاسِكَهُمْ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، وَيَسْتَحْضِرُونَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"[7]. فَهَلِ اِسْتَحْضَرْنَا هَذِهِ الدُّرُوسَ الْبَلِيغَةَ مِنَ الْحَجِّ لِنُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا كُلِّهَا؟

فَاحْرِصُوا -رَعَاكُمُ اللَّهُ -عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِهِ، وَكُونُوا إِخْوَانًا مُتَعَاوِنِينَ مُتَرَاحِمِينَ تَفُوزُوا بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ.

فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ الذَّاكِرِينَ لَكَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنَ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

فَاحْرِصُوا - رَعَاكُمُ اللَّهُ - عَلَى تَحْقِيقِ التَّقْوَى فِي حَجِّكُمْ تَفُوزُونَ بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ. فَاللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنْ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

[1] - رواه الترمذي، برقم:827.

[2] - رواه مسلم، برقم:1218.

[3] - رواه الحاكم في المستدرك، برقم:1739.

[4]- رواه الإمام مالك في الموطأ، رقم:239.

[5]- رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.

[6] - رواه أحمد في مسنده، رقم:23489.

[7] - رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]