كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع والعشرون
سورة الرحمن
الحلقة (532)
من صــ83 الى صـ 97
[سورة القمر (54) : الآيات 49 الى 50]
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)
الإعراب:
(كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور (بقدر) حال من كلّ «1» أي مقدّرا (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (واحدة) خبر المبتدأ (أمرنا) مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي أمرة واحدة (كلمح) متعلّق بنعت ل (واحدة) «2» ، (بالبصر) متعلّق بنعت ل (لمح)جملة: «إنّا (خلقنا) كلّ شيء» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «3» وجملة: «ما أمرنا إلّا واحدة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الفوائد:
- الإيمان بالقدر..
أفادت هذه الآية، أن الله عز وجل، قد قدّر كل شيء خلقه، لذلك يجب الإيمان بالقدر،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: كتب الله مقادير الخلائق كلها، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء.
عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إلى قوله إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله: اعلم أنّ مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها الله تعالى. وأنكرت القدريّة وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها، ولم يتقدم علمه بها، وأنها مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها بعد وقوعها. وكذبوا على الله سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوّا كبيرا.
وسميت هذه الفرقة «قدرية» لإنكارهم القدر، وقال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول الخير من الله والشرّ من غيره، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده، فعلا واكتسابا. قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه،وكما يتوهمونه. وإنما معناه عن علم الله تعالى يكون من إكساب العباد، وصدورها عن منه وخلق لها، خيرها وشرها، وقد حصل إجماع أهل العلم من الصحابة والتابعين، وممن يعوّل عليهم، على إثبات القدر، وقد تضافر الكتاب والسنة على ترسيخ هذا المفهوم، والله أعلم.
[سورة القمر (54) : الآيات 51 الى 53]
وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل من مدّكر) مر إعرابها «4» ، (الواو) عاطفة (كلّ) مبتدأ «5» مرفوع (في الزبر) متعلّق بخبر المبتدأ (كلّ) ، (الواو) عاطفة جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: «هل من مدّكر ... » جواب شرط مقدّر «6» وجملة: «كلّ شيء ... في الزبر» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر وجملة: «فعلوه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ «7» وجملة: «كلّ صغير ... مستطر» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ شيء ...
الصرف:
(53) مستطر: اسم مفعول من السداسيّ استطر زنة افتعل بمعنى مكتوب، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين
[سورة القمر (54) : الآيات 54 الى 55]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
الإعراب:
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (في مقعد) خبر ثان «8» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث (مقتدر) نعت لمليك مجرور جملة: «إنّ المتّقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(مليك) ، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي ملك وزنه فعيل.
انتهت سورة «القمر» ويليها سورة «الرحمن»
سورة الرحمن
آياتها 78 آية
[سورة الرحمن (55) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)
الإعراب:
(القرآن) مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف تقديره من شاء «9» ...
جملة: «الرحمن علّم القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: «علّم ... » في محل رفع خبر المبتدأ (الرحمن) وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر ثان وجملة: «علّمه البيان ... » في محلّ رفع خبر ثالث
[سورة الرحمن (55) : الآيات 5 الى 6]
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6)
الإعراب:
(بحسبان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: جاريان بحسبان «10» جملة: «الشمس ... بحسبان» لا محلّ لها اعتراضيّة «11» وجملة: «النجم ... يسجدان» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: «يسجدان» في محلّ رفع خبر المبتدأ (النجم ... )
الصرف:
(النجم) ، اسم للنبات الذي لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ.
المراد بسجودهما انقيادهما له تعالى فيما يريد بهما طبعا، شبه جريهما على مقتضى طبيعتهما بانقياد الساجد لخالقه وتعظيمه له. ثم استعمل اسم المشبه به في المشبه. فهناك استعارة مصرحة تبعية.
2- فن التوهيم: في قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ.
وهذا الفن هو عبارة عن إتيان المتكلم بكلمة، يوهم باقي الكلام- قبلها أو بعدها- أن المتكلم أراد اشتراك لغتها بأخرى، أو أراد تصحيفها أو تحريفها، أو اختلاف إعرابها، أو اختلاف معناها، أو وجها من وجوه الاختلاف، والأمر بضد ذلك فإن ذكر الشمس والقمر يوهم السامع أن النجم أحد نجوم السماء، وإنما المراد النبت الذي لا ساق له.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 7 الى 13]
وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11)
وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في الموضعين (السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده.
جملة: « (رفع) السماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه البيان «12» وجملة: «رفعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «وضع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة (رفع المقدّرة) 8- (أن) : حرف مصدري ونصب (لا) نافية «13» ، (في الميزان) متعلق ب (تطغوا) والمصدر المؤوّل (ألّا تطغوا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (وضع) أي لئلّا تطغوا ...
وجملة: «تطغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 9- (الواو) اعتراضيّة (بالقسط) متعلّق بحال من فاعل أقيموا (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة ...
وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «لا تخسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة 10- 13- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (للأنام) متعلّق ب (وضعها) ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (فاكهة) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأي) متعلّق ب (تكذّبان) «14» .
وجملة: « (وضع) الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وضع الميزان «15» .
وجملة: «وضعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «فيها فاكهة ... » في محلّ نصب حال من الأرض وجملة: «بأي ... تكذبان» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما فصّل فبأي آلاء.
الصرف:
(الميزان) ، الأول بمعنى العدل، والثاني بمعنى مقياس الوزن، والثالث بمعنى الموزون ... وانظر الآية (152) من سورة الأنعام.
(12) العصف: اسم جامد لورق كلّ نبات يخرج منه الحبّ، وزنه فعل بفتح فسكون (الريحان) ، هو مصدر في الأصل ثمّ أطلق على نبت معروف ذي رائحة، وهو الرزق أيضا، وعند الفرّاء هو ورق الزرع، ووزنه فعلان بفتح الفاء.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
فقد تكررت كثيرا في هذه السورة، وهذا التكرار أحلى من السكر إذا تكرر. وإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبّخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 14 الى 16]
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (16)
الإعراب:
(من صلصال) متعلّق ب (خلق) ، (كالفخّار) متعلّق بنعت ل (صلصال) ، (من مارج) متعلّق ب (خلق) الثاني (من نار) متعلّق بنعت ل (مارج) «16» ، (فبأي ... تكذّبان) مثل الأولى «17» مفردات وجملا جملة: «خلق الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق الجانّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الصرف:
(الفخّار) ، اسم لما طبخ من الطين، وزنه فعّال بفتح الفاء (مارج) ، اسم لما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر، وقيل بمعنى الخالص، وقيل اللهب المضطرب، وزنه فاعل بكسر العين [سورة الرحمن (55) : الآيات 17 الى 18]
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18)
الإعراب:
(ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «18» جملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الرحمن (55) : الآيات 19 الى 23]
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (22) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (23)
الإعراب:
فاعل (مرج) ضمير يعود على الله، (بينهما) منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (برزخ) ، (لا) نافية ... (فبأي ... ) مثل الأولى في الموضعين «19» مفردات وجملا (منهما) متعلّق ب (يخرج) ...
جملة: «مرج ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلتقيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين وجملة: «بينهما برزخ ... » في محلّ نصب حال من البحرين أو من فاعل يلتقيان وجملة: «لا يبغيان ... » في محلّ نصب حال من البحرين «20» وجملة: «يخرج منهما اللؤلؤ ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف:
(22) المرجان: اسم جمع لحجر من الأحجار الكريمة، وزنه فعلان بفتح الفاء واحدته مرجانة، وهو عروق حمر كأصابع الكفّ، وقيل هو صغار اللؤلؤ
البلاغة
فن الاتساع: في قوله تعالى يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ.
وقال: يخرج منهما ولم يقل: من أحدهما، لأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد: جاز أن يقال: يخرجان منهما، كما يقال يخرجان من البحر، ولا يخرجان من جميع البحر، ولكن من بعضه. وتقول: خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محاله، بل من دار واحدة من دوره.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 24 الى 25]
وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (24) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (25)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الجواري) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري) (كالأعلام) متعلّق بحال من الضمير في المنشئات (فبأي ... ) مثل الأولى «21» مفردات وجملا ...
جملة: «له الجواري ... » لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(المنشآت) ، جمع المنشأة مؤنّث المنشأ، اسم مفعول من (أنشأ) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ.
حيث شبه سبحانه وتعالى السفن، وهي تمخر عباب البحر، رائحة جائية، بالجبال الشاهقة.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 26 الى 28]
كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28)
الإعراب:
(من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (عليها) متعلّق بمحذوف صلة من (فان) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (ذو) نعت لوجه مرفوع وعلامة الرفع الواو (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «22» جملة: «كلّ من عليها فان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يبقي وجه ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
الصرف:
(26) فان: اسم فاعل من (فني) الثلاثيّ وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف بسبب التقاء الساكنين سكون الياء والتنوين.
(27) الجلال: مصدر سماعيّ لفعل جلّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء (الإكرام) ، مصدر قياسيّ لفعل أكرم الرباعيّ، وزنه إفعال ...
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ.
أي ذاته عز وجل، والمراد هو سبحانه وتعالى، فالإضافة بيانية، وحقيقة الوجه في الشاهد الجارحة، واستعماله في الذات مجاز مرسل، كاستعمال الأيدي في الأنفس.
2- فن الافتنان: في قوله تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.
وهذا الفن هو أن يفتن المتكلم، فيأتي في كلامه بفنين، إما متضادين، أو مختلفين، أو متفقين، وقد جمع سبحانه بين التعزية والفخر، إذ عزى جميع المخلوقات، وتمدح بالانفراد بالبقاء بعد فناء الموجودات، مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام.
[سورة الرحمن (55) : الآيات 29 الى 30]
يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (30)
الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (كلّ) اسم دالّ على الظرفيّة ناب عن الظرف يوم، منصوب متعلّق بالاستقرار خبر المبتدأ (هو) ، (في شأن) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (فبأي ... ) مثل الأولى مفردات وجملا «23» جملة: «يسأله من في السموات» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو في شأن» لا محلّ لها استئنافيّة
[سورة الرحمن (55) : الآيات 31 الى 32]
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (31) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (32)
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (سنفرغ) ، (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ في محلّ نصب (فبأي ... ) مثل الأولى «24» جملة: «سنفرغ لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أيّها الثقلان ... » لا محلّ لها استئنافيّة الصرف:
(الثقلان) ، مثنّى ثقل بفتحتين وزنه فعل، اسم جمع للإنس أو للجنّ إمّا بمعنى مثقل- بكسر القاف- أي أثقل الأرض أو بمعنى مثقول أي محمّل بالتكاليف ومتعب بها- بفتح العين-
الفوائد:
حرف الهاء..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فإن (إلها) حرف تنبيه وسنورد حالات هذا الحرف، لنبين ما يتعلق به، فهو يرد على خمسة أوجه: 1- تأتي ضميرا للغائب، وتكون في موضع الجر والنصب، كقوله تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ تعالى: قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ.
فهاء له وصاحبه في محل جر بالإضافة، وهاء يحاوره في محل نصب مفعول به.
2- تأتي حرفا للغيبة: وهي الهاء في (إيّاه) والتحقيق أنها حرف لمجرد معنى الغيبة، وأن الضمير «إيّا» وحدها.
3- هاء السكت: وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، نحو (ماهية) ، ونحو (هاهناه) و (وا زيداه) وقوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ.
4- المبدلة من همزة الاستفهام كقوله:
وأتى صواحبها فقلن: هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا
والتحقيق ألا تعد هذه لأنها ليست بأصلية، على أن بعضهم زعم أن الأصل «هذا» فحذفت الألف.
5- هاء التأنيث، نحو (رحمه) في الوقف. وهذا قول الكوفيين، والتحقيق ألا تعد لأنها جزء كلمة لا كلمة.
أما (ها) فترد على ثلاثة أوجه:
1- اسم فعل، بمعنى (خذ) ، ويجوز مدّ ألفها، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف فيقال: (هاء) للمذكر، (هاء) للمؤنث بكسر الهمزة و (هاؤما) و (هاؤنّ) و (هاؤم) ومنه قوله تعالى: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ.
2- أن تكون ضميرا للمؤنث فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبة كقوله تعالى: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ففي الأولى في محل نصب، وفي الأخريين في محل جر.
3- أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة أشياء:
1- الإشارة غير المختصة بالبعيد، نحو: (هذا) أما (هنا) فالهاء أصلية وليست للتنبيه.
2- ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، كقوله تعالى ها أَنْتُمْ أُولاءِ.
3- نعت (أي) في النداء، نحو: (يا أيها الرجل) ويجوز في لغة بني أسد أن تحذف ألفها، وأن تضم هاؤها اتباعا، وعليه قراءة ابن عامر (أيّه المؤمنون) (أيّه الثقلان) .
4- اسم الله تعالى في القسم عند حذف الحرف، يقال: «ها الله» بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف (ها) وحذفها.
__________
(1) أو من الهاء في (خلقناه)
(2) أو نعت ثان للمنعوت المحذوف
(3) جعلها أبو البقاء نعتا ل (كلّ شيء) .. وهو صحيح إذا قدّر عامل (كلّ) فعلا آخر غير مادة الخلق
(4، 6) انظر الآية (16) من هذه السورة [.....]
(5) رفع (كلّ) هنا واجب لأنّ النصب يؤدّي إلى فساد المعنى إذ الواقع خلافه، فلو نصب لكان المعنى: فعلوا كلّ شيء في الزبر، وهو خلاف الواقع، ففي الزبر أشياء كثيرة جدا لم يفعلوها.. ومن جهة الصناعة فإنّ جملة فعلوه صفة، والصفة لا تعمل في الموصوف إن جعلنا (كلّ) معمولا لمفسر الفعل- بفتح السين-. أمّا (كلّ) في الآية المتقدّمة (إنّا كلّ شيء ... ) فهي واجبة النصب لأنّ الرفع يوهم ما لا يجوز في حقّ الله إذ يلزم من هذا أنّ ثمّة شيئا لله ليس مخلوقا بقدر، فالنصب دالّ على عموم الخلق
(7) أو في محلّ جرّ نعت لشيء ... ويجوز أن تكون اعتراضيّة لا محلّ لها
(8) أو بدل من جنّات بإعادة الجارّ
(9) أو جبريل، أو محمّدا عليه السلام، أو الإنسان لدلالة: «خلق الإنسان» عليه
(10) وهو كون خاص، أو متعلّق بكون عام بحذف مضاف في المبتدأ أي: جريان الشمس والقمر..
(11) لأنّ جملة (رفع) السماء المقدّرة معطوفة على جملة علّمه البيان
(12) في الآية (4) من هذه السورة
(13) يجوز أن تكون (أن) مفسّرة و (لا) ناهية ... لأنّ وضع الميزان يستدعي الأمر بالعدل وهو قول
(14) ذكرت هذه الآية إحدى وثلاثين مرّة، ثمان منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه، ثم سبعة عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها، ثم ثماني آيات في وصف الجنّتين، وثمان أخرى في وصف الجنّتين دون الأوليين ... والتكرار جاء للتأكيد والتذكير
(15) في الآية (7) من السورة
(16) من بيانيّة أو تبعيضيّة ... وإذا كان المارج بمعنى النار فهو بدل بإعادة الجارّ
(17) في الآية (13) من هذه السورة
(18، 19) في الآية (13) من هذه السورة.
(20) أو من فاعل يلتقيان أو من الضمير في (بينهما) .. وفيها معنى التعليل أي لئلّا يبغيا [.....]
(21) في الآية (13) من السورة
(22) في الآية (13) من هذه السورة.
(23، 24) في الآية (13) من هذه السورة.