الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 16-05-2024, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,297
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1218


الفرقان



الأخلاق ثمرة من ثمرات العقيدة
إنَّ الأخلاق للعقيدة كالثِّمار للشجرة، فثمرة العقيدة ونتاجها هو خُلقٌ قويمٌ، وتصرّفات نبيلة، وهذا مصداق لقول النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا».
تكامل أركان الإسلام والإيمان
من الأصول التي يجب على الشباب معرفتها وتعلمها واليقين بها، أن لكل أمة معتقدات خاصة بها تميزها عن الآخرين، ولقد منّ الله علينا بنعمة الدين الإسلامي بعقيدته السامية وركائزه القوية الثابتة. وذلك فضلٌ من الله علينا، وتعتمد ركائز عقيدتنا وديننا الإسلامي على التوحيد، بمعنى عبادة الله -عز وجل- وحده لا شريك له والإيمان بذلك، ودعونا يا شباب نتخيل الدين الإسلامي كأنه بناء، أركانه هي أركان الإسلام الخمسة: (قول الشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)، فهذه هي الأركان التي يقام بها البناء، وأركان الإيمان الستة هي الركائز التي تدعم البناء، ولقد بقي بناء الإسلام قويا ثابتا على مر العصور لتكامل أركان الإسلام وأركان الإيمان؛ لنقف أمام صرح عظيم مترابط متكامل الأركان والأجزاء، ألا وهو الدين الإسلامي، ومراتب الدين الإسلامي ثلاثة هي الإسلام والإيمان والإحسان.
معنى الإيمان وحقيقته
الإيمان هو التصديق والاطمئنان وأركانه ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال -تعالى-: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } (سورة البقرة).
الركن الأول من أركان الإيمان
الإيمان بالله هو الركن الأول من أركان الإيمان، وهو أن الإنسان يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، قال -تعالى- في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وسورة الإخلاص هي أساس التوحيد والعقيدة في الإسلام؛ فيجب على كل مسلم أن يعرف أسماء الله الحسنى، ويشعر بمعانيها؛ حتى يصل إلى درجة عالية من الإيمان بالله ثم إلى درجة الإحسان، وهي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وعلينا أن نتعلم الشهادتين؛ لأنها أساس التوحيد والعقيدة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، فليس هناك من يستحق العبادة غير الله -سبحانه وتعالى- ولا أحد يشارك الله -عز وجل- في الحكم.
عقيدتنا منبع الأخلاق
تُعَدُّ العقيدة الإسلامية المنبع الرَّئيسي لكلِّ ما يَصدر عن الإنسان من أفعالٍ وتصرّفات؛ فالشاب الذي يَمتلك العقيدة الصحيحة التي تدعوه إلى الصِّدق، والأخلاق النَّبيلة، والعفو، والتسامح، والأمانة، لا تكون تصرُّفاته بخلاف ذلك؛ إذ إنَّ الأخلاق والآداب التي يتحلَّى بها في حياته وتعاملاته مع الآخرين هي التَّجسيد الفعلي والحقيقي لما يُؤمن به من عقائدَ وأفكارٍ دينيَّة، والدَّليل الفعليُّ على صِدق إيمانه، فلا انفكاك بين العقيدة والأخلاق، بل هُما يسيران جنبًا إلى جنب، ويدعم كلٌّ منهما الآخر، كما أنَّ هذه العقيدة هي الرَّادع الأول للمسلم والمانع الأقوى له الذي يَصرفه عن الشَّهوات المُحرَّمة، والأفعال الخطأ، ويتجلَّى دور العقيدة وانعكاسها على الأخلاق في كل جانبٍ من جوانب حياة المسلم اليوميَّة مع أهله وجيرانه وأصدقائه، ومع من يخالفونه الرَّأي، بل حتى مع أعدائه إن وُجدوا.
التَّمسك بالأخلاق الفاضلة
يُعدُّ التَّمسك بالأخلاق الفاضلة أحد العبادات المُهمَّة في الإسلام، ويبلُغ بها المسلم مَبلغ الصَّائم القائم، كما جاء في قول الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ»، ويَحظى المسلم الخلُوق يوم القيامة بشرف القُرب من الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الصَّحيح: «إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا»، وتكون أخلاقه الحميدة من أثقل ما يُوضع في ميزانه يوم القيامة، كما قال الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن شيءٍ أثقل في الميزانِ مِن حُسْنِ الخُلُقِ».
هذا ما توجبه معرفة الله -تعالى
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: إن الواجب على العبد أن يعبد الله وحده لا شريك له، وأن نفرد الله -جل وعلا- بالعبادات القولية والفعلية والقلبية، ولا نلتفت إلى غيره، كما يفعل المشركون قديما وحديثا؛ حيث يتعلقون بغير الله من الأموات والأضرحة ويدعونهم من دون الله {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} (يونس: 18).
الفرق بين الأنبياء والرسل
الرسول: هو الذي جاءه وحي من السماء، وأمره الله -تعالى- بتبليغه إلى الناس، مثل سيدنا موسى -عليه السلام-، أمره الله -عز وجل- بتبليغ رسالة التوراة، أما النبي: فهو الذي جاءه وحي السماء ولم يؤمر بتبليغه مثل أنبياء بني إسرائيل؛ حيث دعوا جميعًا إلى شريعة واحدة وهي التوراة، وأيّد الله -سبحانه وتعالى- الرسل والأنبياء بالمعجزات؛ حتى تكون حجة على الناس، وكانت معجزة كل نبي تناسب بيئته والزمن المرسل فيه.
من علامات السعادة
قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: من علامات السعادة على العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته.
معاملة الناس باللطف
قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به».
أخطاء يقع فيها الشباب
مِن المؤسف أن تنتشر ظاهرة عقوق الشباب لآبائهم في المجتمع المسلم، وبعض الشباب قد يتطاول على والدَيْه بالقول أو بالفعل، والكثير من الآباء يشتكون مِن عدم طاعة أبنائهم لهم، مما يترتَّب عليه كثير من المشكلات داخل الأسرة، فليحذر الشباب من الوقوع في هذه الكبيرة العظيمة، وليحرِصوا على طاعةِ آبائهم، طالَما يأمرونهم بما فيه طاعةُ الله -تعالى- ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وليحذَروا مِن سوء عاقبة عقوق آبائهم في الدنيا والآخرة، وليعلَموا أنهم كما يفعلون مع آبائهم سيُفعَل بهم في المستقبل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]