عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 13-05-2024, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,268
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


12: سيرة أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ)



مرضها ووفاتها
مرضت عائشة رضي الله عنها في آخر حياتها حتى أثقلها المرض، وماتت في رمضان من سنة 57هـ على الصحيح، ولها من العمر خمس وستون، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنها وعنه، ودفنت في البقيع، رضي الله عنها وأرضاها.
- قال مصعب بن عبد الله الزبيري: حدثني عبد الله بن معاوية، عن هشام بن عروة، أنَّ عروة كتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان: « وماتت عائشة أم المؤمنين ليلة الثلاثاء بعد صلاة الوتر، ودفنت من ليلتها بالبقيع لخمس عشرة ليلة خلت من رمضان، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، وكان مروان غائباً، وكان أبو هريرة يخلفه». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال أبو محمد هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: (أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء). رواه ابن سعد.
- وقال أبو أسامة الكوفي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت لعبد الله بن الزبير: «ادفني مع صواحبي، ولا تدفني مع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت، فإني أكره أن أزكَّى». رواه البخاري.
- وقال علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها أوصت عبد الله بن الزبير، فقالت: «لا تدفنني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع ألا أزكَّى أبدا». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: (قالت عائشة رضي الله عنها وكانت تحدّث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فقالت: «إني أحدثتُ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَثاً، ادفنوني مع أزواجه» فدفنت بالبقيع). رواه ابن أبي شيبة، والحاكم في المستدرك.
- - قال أبو عبد الله الذهبي: (تعني بالحَدَثِ مسيرَها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك، على أنها ما فعلت ذلك إلا متأوّلة، قاصدةً للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار رضي الله عن الجميع).
- وقال عفان بن مسلم الصفار: حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا هشام بن عروة، عن عروة قال: (ماتت عائشة؛ فدفنها عبد الله بن الزبير ليلاً). رواه أحمد، وابن سعد.

- وقال أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن سالم سبلان قال: (ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر؛ فأمرت أن تدفن من ليلتها؛ فاجتمع الناس وحضروا؛ فلم نرَ ليلةً أكثرَ ناسا منها، نزلَ أهل العوالي؛ فدفنت بالبقيع). رواه ابن سعد.

- وقال أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب: (ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر؛ فالله أعلم، ذكر ذلك صالح بن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر).
- وقال حفص بن غياث: حدثنا إسماعيل [بن أبي خالد]، عن أبي إسحاق [السبيعي] قال: قال مسروق: (لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين). رواه ابن سعد.
- وقال أبو محمد هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجلٌ فسأله أبي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟
فقال: كان فيهم وكان.
قال: (أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه). رواه ابن سعد.
واختلف في سنة وفاتها على أقوال:
القول الأول: توفيت سنة سبع وخمسين، وهو قول هشام بن عروة، وخليفة بن خياط، وأحمد بن حنبل، وصححه الذهبي.
- قال محمد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة قال: (توفيت عائشة سنة سبع وخمسين). رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق.
- وقال مطيَّن محمد بن عبد الله الحضرمي: حدثنا يحيى بن حسان الكوفي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، قال: «ماتت عائشة سنة سبع وخمسين». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
- وقال خليفة بن خياط: (سنة سبع وخمسين .. وفيها ماتت عائشة أم المؤمنين وأبو هريرة).
- قال أبو عبد الله الذهبي: (توفيت على الصحيح سنة سبع وخمسين بالمدينة؛ قاله هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل، وشَبَاب).
القول الثاني: توفيت سنة ثمان وخمسين، وهو قول الواقدي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي بكر ابن أبي شيبة، ويعقوب بن سفيان، والمفضل بن غسان الغلابي.
- قال محمد بن عمر الواقدي: (توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذ بنت ست وستين سنة). رواه ابن سعد.
- وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن حسن، عن أسامة بن حفص، عن يونس، عن ابن شهاب قال: «توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين، ودفنت من ليلتها». رواه الطبراني في المعجم الكبير، ومحمد بن حسن بن زبالة أخباريّ متروك الحديث من بابة الواقدي.
- وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي: (حدثني أبي قال حدثني أبو عبيد قال سنة ثمان وخمسين فيها توفيت عائشة أم المؤمنين في شهر رمضان، وصلى عليها أبو هريرة بالمدينة، وكان استخلفه الوليد بن عتبة ومروان بن الحكم عليها). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن أبي عاصم: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: «توفيت عائشة رضي الله عنها سنة ثمان وخمسين».
- وقال يعقوب بن سفيان: (وفيها [ أي سنة ثمان وخمسين] ماتت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم).
- وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي: حدثنا أبي قال: (وماتت عائشة سنة ثمان وخمسين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
القول الثالث: توفيت سنة ستٍّ وخمسين، وهو قول الهيثم بن عديّ الطائي.
- قال الهيثم بن عديّ: (توفيت عائشة سنة ستّ وخمسين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق. - قال أبو عبد الله الذهبي: (ومدة عمرها: ثلاث وستون سنة وأشهر).
- قلت: (قد بلغت الخامسة والستين أو قاربتها، فقد ثبت أنها كانت بنت ثمان عشرة لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عاشت بعده ستاً وأربعين سنة ونصف).

مواعظها ووصاياها
كانت عائشة رضي الله عنها عالمة فقيهة، وفصيحة بليغة، ولها مواعظ حسان جديرة بالجمع والتقريب، وسأسوق طائفة منها:
- قال سفيان الثوري: أخبرنا زكريا، عن الشعبي، قال: كتب معاوية إلى عائشة: أخبريني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه أحد؛ فكتبت إليه: إني سمعته يقول: (من يعمل بشيء من معصية الله يعود حامده له من الناس ذاماً). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال عبد الله بن عروة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة أنها كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان: (إنك إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا؛ فاتق الله). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال شعبة بن الحجاج، عن واقد بن محمد العُمَري، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة، قالت: (من أسخط الناس برضى الله كفاه الله عز وجل الناس، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال وكيع بن الجراح: حدثنا سفيان الثوري، عن حمّاد، عن إبراهيم النخعي، قال: قالت عائشة: «أقلّوا الذنوب؛ فإنكم لن تلقوا الله عزّ وجلّ بشيء أفضلَ من قلّة الذنوب». رواه وكيع في الزهد، والإمام أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه.
- وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: «من سرَّه أن يسبق الدائبَ المجتهد فليكفَّ نفسه عن الذنوب؛ فإنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب». رواه ابن المبارك في الزهد، ورواه هناد بن السري من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان بنحوه، ورواه أبو داوود في الزهد من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان بنحوه.
- وقال أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، قالت: «من نوقش الحساب يوم القيامة لم يغفر له». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو عقيل الكوفي: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني أبو السفر، قال: قالت عائشة: « إنَّ الناسَ قد ضيعوا أعظم دينهم: الورع». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال مسعر بن كدام، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن الأسود، عن عائشة قالت: «إنكم لتدعون أفضل العبادة التواضع». رواه ابن أبي شيبة، وأبو داوود في الزهد.
- وقال عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: « إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو أسامة الكوفي: حدثني جرير بن حازم، قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة، قال: سمعت عائشة، تقول: «يُسَلَّط على الكافر في قبره شجاع أقرع فيأكل لحمه من رأسه إلى رجليه، ثم يكسى اللحم فيأكل من رجليه إلى رأسه، ثم يكسى اللحم فيأكل من رأسه إلى رجليه فهو كذلك». رواه ابن شيبة.
- وقال يحيى بن بكير: حدّثني عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، وذكرت الذي كان من شأن عثمان بن عفان: « ووددت أني كنت نسياً منسياً، فواللهِ ما أحببتُ أن ينتهك من عثمان أمرٌ قطّ إلا قد انتهك مني مثله، حتى والله لو أحببت قَتْلَه لقُتلت، يا عبيد الله بن عدي! لا يغرنَّك أحدٌ بعد الذي تعلم، فوالله ما احتقرتُ أعمالَ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم النفر الذين طعنوا على عثمان؛ فقالوا قولاً لا يُحسنُ مثلُه، وقرأوا قراءةً لا يُقرأ مثلُها، وصلوا صلاةً لا يُصلَّى مثلُها، فما تدبَّرتُ الصنيعَ إذا هم والله ما يقاربون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا أعجبك حسنُ قول امرئ فقل: {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} ولا يستخفنَّك أحد ». رواه البخاري في خلق أفعال العباد من هذا الطريق، ورواه أبو داوود في الزهد من طريق ابن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري بنحوه، والطبراني في مسند الشاميين من طريق أبي اليمان عن شعيب عن الزهري بنحوه.
- وقال عبد الله بن وهب: حدثنا يونس، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أنَّ عائشة كانت تقول: (احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نجم القرّاء الذين طعنوا على عثمان؛ فقالوا قولاً لا يُحسن مثلُه، وقرأوا قراءةً لا يُقرأ مثلُها، وصلوا صلاةً لا يُصلَّى مثلُها؛ فلما تذكرتُ إذا هم والله ما يقاربون عمل أصحاب رسول الله؛ فإذا أعجبك حسنُ عمل امرئ منهم فقل: {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} ولا يستخفنَّك أحد). رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، وعلّق البخاري آخره في صحيحه عن عائشة.
- وقال معلى بن أسد: حدثنا المعلى بن زياد القطعي، قال: حدثتنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة، فسألتها عن الحناء؛ فقالت: (شجرة طيبة، وماء طهور).
وسألتها عن الحِفَاف؛ فقالت لها: (إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك، فتصنعيهما أحسنَ مما هما فافعلي). رواه ابن سعد.
-- قال أبو عبد الله الذهبي: (المعليان ثقتان).
-- قلت: (لكن بكرة بنت عقبة مجهولة الحال).
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك، عن عطاء، قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: من هذا؟
فقال: أنا عبيد بن عمير.
قالت: قاصّ أهل مكة؟
قال: نعم.
قالت «خفّف؛ فإنَّ الذكر ثقيل». رواه ابن سعد.

رواة التفسير عن عائشة رضي الله عنها
روى عنها:
من الصحابة: أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
ومن التابعين: عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وابن أبي مليكة، وعبيد بن عمير، وأبو العالية الرياحي، والأسود بن يزيد، وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وعبيد بن عبد الله بن عتبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم.
وأرسل عنها: عبد الله بن بريدة، وميمون بن أبي شبيب، وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن يعمر، والحسن البصري، وعكرمة، وابن سيرين.

مما روي عنها في التفسير
- قال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: {والذي تولى كبره} قالت: «عبد الله بن أبي ابن سلول». رواه البخاري في صحيحه.
- وقال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل} قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذّبوا؟
قالت عائشة: «كُذّبوا»
قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟
قالت: «أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك»
فقلت لها: وظنوا أنهم قد كُذِبوا؟
قالت: «معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها».
قلت: فما هذه الآية؟
قالت: «هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم، وصدقوهم فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسلُ ممن كذَّبهم من قومهم، وظنّت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك». رواه البخاري.
- وقال ابن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}
قال: ذهب هاهنا - وأشار إلى السماء - قال ابن أبي مليكة: وتلا ابن عباس {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}.
قال ابن أبي مليكة: فذكرتُ لعروة بن الزبير قال: قالت عائشة: (معاذ الله! والله ما حدّث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت، ولكن نزل بالأنبياء البلاء حتى خافوا أن يكون من معهم من المؤمنين قد كذّبوهم، وكانت تقرأ: [كذّبوا] مثقلة). رواه البخاري، والنسائي في السنن الكبرى.
- وقال مالكٌ بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّه قال: قلت لعائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنا يومئذٍ حديث السّنّ: أرأيت قول اللّه تبارك وتعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر، فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} فما أرى على أحدٍ شيئاً أن لا يطّوّف بهما؟
فقالت عائشة: (كلّا، لو كانت كما تقول كانت: "فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما"، إنّما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلّون لمناة، وكانت مناة حذو قديدٍ، وكانوا يتحرّجون أن يطوفوا بين الصّفا والمروة، فلمّا جاء الإسلام سألوا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك، فأنزل اللّه: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما}). رواه البخاري.
- وقال أبو معاوية، عن محمّد بن شريكٍ المكّيّ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال لها رجلٌ: إنّي أريد أن أوصي.
قالت: «كم مالك؟»
قال: ثلاثة آلافٍ.
قالت: «كم عيالك؟».
قال: أربعةٌ.
قالت: (قال الله عزّ وجلّ: {إن ترك خيرًا}، وإنّ هذا الشّيء يسيرٌ، فاتركه لعيالك، فهو أفضل). رواه سعيد بن منصور.
- وقال أيّوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب، قال: رحلت إلى عائشة رضي الله عنها في هذه الآية {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} قالت: (هو ما يصيبكم في الدّنيا). رواه ابن جرير الطبري، والحاكم في المستدرك.
- وقال هشيم بن بشير: أخبرنا أبو عامر الخزاز قال، حدثنا ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله! إني لأعلم أشد آية في القرآن!
فقال: ما هي يا عائشة؟
قلت: هي هذه الآية يا رسول الله: {من يعمل سوءا يجز به..}، فقال: (هو ما يصيب العبد المؤمن، حتى النكبة ينكبها). رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]