عرض مشاركة واحدة
  #84  
قديم 13-05-2024, 11:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,275
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين


سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


12: سيرة أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ)



حادثة الإفك
- قال ابن شهاب الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا، وكلٌّ حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدّق بعضاً، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي، وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً، لم يثقلهن اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب؛ فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إليَّ، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطفَ الذي كنتُ أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: «كيف تيكم؟» ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر بالشرّ حتى خرجتُ بعدما نقهت، فخرجَتْ معي أم مسطح قِبَل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتّخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأَمْرُنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنّا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأمّ مسطح وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي، وقد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح.
فقلت لها: بئس ما قلت! أتسبين رجلا شهد بدرا؟
قالت: أي هنتاه أولم تسمعي ما قال؟
قالت: قلت: وما قال؟
فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضاً على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي، ودخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني سلَّم -، ثم قال: «كيف تيكم؟»
فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟
قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما.
قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت أبويَّ فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟
قالت: يا بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها.
قالت: فقلت: سبحان الله!! أولقد تحدث الناس بهذا؟!!
قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحتُ لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله.
قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الودّ؛ فقال: يا رسول الله! أهلك ولا نعلم إلا خيراً، وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله! لم يضيّق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك.
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال: «أي بريرة! هل رأيت من شيء يريبك؟».
قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إنْ رأيتُ عليها أمراً أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السنّ تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: «يا معشر المسلمين! من يعذرني من رجلٍ قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلا خيراً، وما كان يدخل على أهلي إلا معي».
فقام سعد بن معاذ الأنصاري، فقال: يا رسول الله! أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.
قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبتَ لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ، فقال لسعد بن عبادة: كذبتَ لعمر الله لنقتلنَّه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت: فبكيتُ يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم.
قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوماً لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، يظنّان أنَّ البكاءَ فالقٌ كبدي.
قالت: فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي فاستأذنت عليَّ امرأة من الأنصار، فأذنت لها فجلست تبكي معي.
قالت: فبينا نحن على ذلك، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلَّم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهراً لا يوحَى إليه في شأني.
قالت: فتشهَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: «أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه».
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحسّ منه قطرة؛ فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال!
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم!
فقلت لأمّي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم!
قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم!
قالت: فقلت وأنا جارية حديثة السنّ لا أقرأ كثيراً من القرآن: (إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم وصدَّقتم به فلئن قلت لكم: إني بريئة، والله يعلم أني بريئة لا تصدّقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدّقني، والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف، قال:{فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}).
قالت: ثم تحوَّلت فاضطجعت على فراشي.
قالت: وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأنَّ الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحياً يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يُتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدّر منه مثل الجمان من العَرَق وهو في يوم شاتٍ، من ثقل القول الذي ينزل عليه.
قالت: فلما سُرّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُرّي عنه وهو يضحك، فكانت أوَّل كلمةٍ تكلَّم بها: «أبشري يا عائشة! أما الله عز وجل فقد برَّأك».
فقالت أمي: قومي إليه!
قالت: فقلت: لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل، فأنزل الله عز وجل: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه} العشر الآيات كلّها.
فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال؛ فأنزل الله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.
قال أبو بكر: بلى والله إني أحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبداً.
قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: «يا زينب! ماذا علمت أو رأيت؟».
فقالت: يا رسول الله! أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيراً.
قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك).
قال ابن شهاب: «فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط». رواه أحمد، والبخاري ومسلم.
- وقال صالح بن كيسان، عن الزهري قال: قال عروة: كانت عائشة تكره أن يسبَّ عندها حسان، وتقول: (فإنه قال:

فإنَّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء).

قال عروة: قالت عائشة: والله إنَّ الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: (سبحان الله! فوالذي نفسي بيده ما كشفت عن كنف أنثى قط).
قالت: (ثم قتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله). رواه البخاري ومسلم.
- وقال وكيع بن الجراح، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها: كانت تقرأ: [إذ تَلِقُونه بألسنتكم] وتقول: (الولق: الكذب).
قال ابن أبي مليكة: «وكانت أعلم من غيرها بذلك لأنه نزل فيها». رواه البخاري. - وقال عبد الله بن أبي بكر ابن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت: «لما أنزل الله براءتها حد النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء النفر الذين قالوا فيها ما قالوا». رواه عبد الرزاق. - قال أبو عبد الله الذهبي: (شأن الإفك كان في غزوة المريسيع سنة خمس من الهجرة، وعمرها رضي الله عنها يومئذ اثنتا عشرة سنة).


خروجها يوم الجمل
خرجت عائشة رضي الله عنها مع طلحة والزبير إلى العراق لتصلح بين المسلمين بعد فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، لكن جرت الأمور على غير ما خرجت له؛ ووقعت وقعة الجمل، وقتل حولها خلق كثير، وندمت ندامة شديدة على خروجها، وكان خروجها قدراً مقدوراً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها وأخبر بعض أصحابه بما سيكون من ذلك، ولمّا حمل هودجها إلى عليّ بن أبي طالب عاتبها على خروجها، ثم أحسن إليها، وجهّزها إلى المدينة.
- قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أيّ ماء هذا؟
قالوا: ماء الحوأب.
قالت: ما أظنني إلا أني راجعة
فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل ذات بينهم.
قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟». رواه أحمد، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي، وابن حبان، والحاكم.
- قال وكيع بن الجراح، عن عصام بن قدامة البجلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيتكنَّ صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حولها قتلى كثيرة، تنجو بعدما كادت)). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبزار في مسنده، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والبيهقي في دلائل النبوة.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا عبد الجبار بن الورد، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم سلمة، قالت: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض نسائه أمهات المؤمنين فضحكت عائشة؛ فقال: «انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت!».
ثم التفت إلى عليٍّ؛ فقال: «يا علي! إن وليتَ من أمرها شيئاً فارفق بها». رواه البيهقي في دلائل النبوة.
- وقال الفضيل بن سليمان النميري: حدثنا محمد بن أبي يحيى، عن أبي أسماء، عن أبي جعفر، عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: ((إنه سيكون بينك وبين عائشة شيء)).
قال: أنا يا رسول الله؟!!
قال: ((نعم)).
قال: أنا من بين أصحابي؟
قال: ((نعم)).
قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله؟!
قال: ((لا، فإذا كان ذلك، فأبلغها إلى مأمنها)). رواه أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار.
- وقال معمر بن راشد، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، سمع حذيفة بن اليمان، يقول: «لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم أتصدقوني؟»
قالوا: أوحق ذلك؟
قال: «حق». رواه نعيم بن حماد في الفتن، وقد مات حذيفة بعد عثمان بأربعين ليلة، قبل وقعة الجمل.
- وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: قالت لي عائشة، رضي الله عنها: «إني رأيتني على تلٍّ، وحولي بقر تُنحر».
فقلت لها: لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة.
قالت: «أعوذ بالله من شرّك! بئس ما قلت!».
فقلت لها: فلعلَّه إن كان أمراً سيسوءك!
فقالت: «والله لأن أخرّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أفعل ذلك». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال وكيع، عن جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: قالت عائشة: (وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال جعفر بن عون: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت: «وددت أني ثكلت عشرةً مثل ولد الحارث بن هشام، وأني لم أسر مسيري الذي سرت». رواه البيهقي في دلائل النبوة.
- وقال سليمان بن عمر الرقي: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن أبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مرَّ ابن عمر فأرونيه.
فلما مرَّ ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر!
فقالت: (يا أبا عبد الرحمن! ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟!)
قال: رأيت رجلاً قد غلب عليك، وظننت أنك لا تخالفينه يعني ابن الزبير.
قالت: (أما إنَّك لو نهيتني ما خرجت). رواه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها).
- قال أبو عبد الله الذهبي: (ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة، وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ).
- وقال: (قد سقت وقعة الجمل ملخصة في مناقب علي، وإن عليا وقف على خباء عائشة يلومها على مسيرها.
فقالت: يا ابن أبي طالب، ملكت فأسجح؛ فجهزها إلى المدينة، وأعطاها اثني عشر ألفا، فرضي الله عنه وعنها).
- قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأمثال: (من أمثالهم في هذا قولهم: ملكت فأسجح.
وهذا يروى عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالته لعلي أبن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل حين ظهر على الناس، فدنا من هودجها، ثم كلمها بكلام، فأجابته: " ملكت فأسجح " أي ظفرت فأحسن، فجهزها عند ذلك بأحسن الجهاز، وبعث معها أربعين امرأة، وقال بعضهم: سبعين، حتى قدمت المدينة).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى قال: حدثنا من سمع عائشة تقرأ: {وقرن في بيوتكن} فتبكي حتى تبل خمارها). رواه أحمد في الزهد، وأبو نعيم في حلية الأولياء.
- وقال يوسف بن أسباط: حدثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ما ذكرت عائشة مسيرها قطّ إلا بَكَتْ حتى تبلَّ خمارها، وتقول: (يا ليتني كنتُ نسياً منسياً). رواه الخطيب البغدادي.

يتبع









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]