عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 10-05-2024, 12:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,255
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السياسة الشرعية

السياسة الشرعية (49)

– رسالة الإمام إلى أهل المغرب


كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالة إلى أهل المغرب يوضح فيها عقيدته الصحيحة، وإخلاصه العبادة لله سبحانه وتعالى، وعزمه الشديد على تنقية التوحيد مما طرأ عليه من مفاسد وأعمال توصل إلى الشرك بالله عز وجل، وهذا تلخيص لما جاء فيها. قال الشيخ بعد الحمد والثناء:
أخبر سبحانه وتعالى أنه أكمل الدين وأتمه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأمرنا بلزوم ما أنزل إلينا من ربنا, وترك البدع والتفرق والاختلاف, فقال عز وجل: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿153﴾} (الأنعام:153) والرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن أمته تأخذ مأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع, وثبت في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» قالوا: يا رسول الله, اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟» متفق عليه، وأخبر في الحديث الآخر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة, قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
إذا عرف هذا فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك, والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات, وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات, وكذلك التقرب إليهم بالنذور وذبح القربان, إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله. أخبر سبحانه أنه لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصًا لوجهه, وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين؛ ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عنده, فلا يشفع أحد إلا بإذنه, كما قال تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ} (البقرة:255) فالشفاعة حق، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى, كما قال تعالى: { تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿106﴾} (يونس: 106) فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء, وصاحب المقام المحمود, وآدم فمن دونه تحت لوائه، لا يشفع إلا بإذن الله، وصفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لا يشفع بل: «يأتي فيخر ساجدًا فيحمده بمحامد يعلمه إياها....» فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء؟
وأما ما صدر من سؤال الأنبياء والأولياء الشفاعة بعد موتهم، وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج, والصلاة عندها, واتخاذها أعيادًا وجعْل السدنة والنذور لها, فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم , ولهذا قال غير واحد من العلماء: يجب هدم القبب المبنية على القبور؛ لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم .
فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس, حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا, وقاتلونا, واستحلوا دماءنا وأموالنا، حتى نصرنا عليهم وظفرنا بهم, وهذا الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح.
فهذا هو الذي نعتقد وندين الله به, فمن عمل بذلك فهو أخونا المسلم, له ما لنا وعليه ما علينا. ونعتقد أيضا: أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعة لسنته لا تجتمع على ضلالة, وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة, لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك, وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله الموفق والمستعان.


اعداد: محمد الراشد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.75%)]