الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #64  
قديم 08-05-2024, 07:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,275
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1217

الفرقان





الإسلام هو الذي كرم المرأة
الإسلام هو الذي كرم المرأة أُمًّا، وأعلم الابنَ بأنَّ أحقَّ خَلْقِ الله بإكرامه وتعظيمه وحُسْن مُعاملته بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - هي أمُّه، جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: (أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ)، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أبُوكَ). رواه مسلم.
عودة إلى النبع الأول
إن المرأة المسلمة اليوم تقع تحت ضغوط تكاد تبعدها عن منابع الإسلام الأولى، وتحول بينها وبين تَفَهُم رسالَتِه، ومن ذلك وقوعها تحت التأثير السلبي للثقافة الغربية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمشاهدة والمقروءة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والعوالم الافتراضية. ولن تنجو المرأة من هذه الضغوط وهذه الثقافة الوافدة إلا من خلال العودة إلى النبع الأول نبع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ومعرفة حقيقة موقف الإسلام منها فالله-تعالى- أولى المرأة عناية عظيمة، ولم يشهد التاريخ دينًا ولا شريعة تعتني بالمرأة مثل الإسلام، فإن الله -تعالى- حفظ لها منزلتها ومكانتها، وأعزها وكرمها وأولاها اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (النساء: 1)، كما أن الإسلام حفظ حقوقها الشرعية والمادية، فقد فرض لها حقًا في الميراث: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7)، وحفظ لها حقوقها الزوجية فلها الحقُّ في الموافقة على الخاطب أو رفضه، ولا يجوز إجبارُها على الاقتران برجل لا تريده، وأوجب لها المهر في النكاح وجعله ملكًا لها، وجعل المعاشرة بينها وبين زوجها قائمة على المعروف، وجعل نفقة الزوجة حقًّا واجبًا على الزوج، وأوجب لها المهر في النكاح وجعله ملكًا لها، وجعل المعاشرة بينها وبين زوجها قائمة على المعروف، وجعل نفقة الزوجة حقًّا واجبًا على الزوج.
المرأة في الإسلام
المرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تَحَمُّل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال بعد أن عانت في الجاهلية من ضياع أهم حقوقها ألا وهو الحق في الحياة، قال -تعالى-: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 35).
مسؤولية المرأة في الأسرة
إذا كان الرجل هو الذي كلف ليمثل سياسة الأسرة الخارجية والاقتصادية، فإن المرأة هي المسؤولة عن إدارة الأسرة الداخلية، تحفظ بيت زوجها في حضوره وغيابه، وتحفظ ماله وتحفظ أولاده وعليها تنظيم المنزل إلى غير ذلك من الشؤون المنزلية، ولهذا كله تتمتع بكل احترام وتقدير من أفراد الأسرة طالما حافظت على مسؤوليتها الداخلية، ولم تتطلع إلى ما ورائها مما لا تستطيع القيام به من صلاحيات الرجل.
مؤسسة الأسرة
حث الإسلام على إنشاء مؤسسة الأسرة بتشريعه الزواج وحثه عليه، مبينًا أن الزواج سكونٌ للنفس للطرفين وهدوء لهما وراحة للجسد، وطمأنينة للروح وامتداد للحياة إلى آخر مطافها، قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم:21)، هكذا يتحدث القرآن عن مؤسسة الأسرة في عديد من الآيات، أن طرفي هذه المؤسسة خلقا من نفس واحدة وكأنهما شطران لنفس واحدة فلا فضل لأحد الشطرين على الآخر في أصل الخلقة ومن حيث العنصر وإنما يحصل التفاضل بينهما بمقومات أخرى، قال الله -تعالى- في هذا المعنى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} (النساء:1).
ممن وهبن أنفسهن للنبي - صلى الله عليه وسلم
خولة بنت حكيم
هي خولة، وقيل خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة السلمية -رضي الله عنها-، امرأة عثمان بن مظعون - رضي الله عنه -، يقول بعض الرواة إنها هي التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي امرأة فاضلة من فواضل نساء عصرها، فعن سعيد بن عبد الرحمن وابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن خولة بنت حكيم بن الأوقص، كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}. (الأحزاب: 50).
المرأة الصالحة خير ما يكنز المرء
روى الترمذي عن ثوبان قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: لو علمنا أي المال خير فنتخذه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه».
الصحابيات قدوة لكل فتاة
الصحابيات مثل يقتدى به لكل فتيات العصر ونسائه، وسيرتهن فيها إضاءات تكشف الطريق لكل امرأة تسعى إلى القرب من الله، لقد كانت أمهات المؤمنين وبنات النبي الكريم وأهله -رضي الله عنهن- مثالا يحتذى في الصبر والالتزام والطاعة لله ولرسوله، لقد كانت الواحدة منهن تخاطب زوجها قبل أن يغادر البيت وتقول: يا فلان، نصبر على الجوع، ولا نصبر على الحرام.
حقيقة الفكر النسوي
الفكر النسوي قائم على الفكر الليبرالي وهو الحرية المطلقة للمرأة في جميع الممارسات ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق، وهذه الفكرة تناقض مبدأ العبودية لله والاستسلام لشرعه والانقياد له بالطاعة بفعل أوامره واجتناب نواهيه، قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، ولذلك تصرح بعض النسويات فتقول: «النسوية والإسلام لا يجتمعان لمجرد كون النسوية هي المساواة بالحقوق، فالذكر يتم تفضيله بأكثر من آية ويستنقص من المرأة ويأمر بضربها».


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]