عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 17-04-2024, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,471
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السياسة الشرعية

السياسة الشرعية (23)

السلفية الجهادية


لم يكتفِ أصحاب التيارات الليبرالية, ومن ينادون بالمدنيّة الحديثة بإلصاق التهم بالدعوة السلفية, فبعد أن قالوا: سلفية تكفيرية، وبدا واضحاً جلياً زيف ما قالوا, استحدثوا مصطلحاً آخر ألصقوه بالسلفيين، فنسمع أحياناً في وسائل الإعلام وغيرها ما يسمى بـ«السلفية الجهادية». نعم, الجهاد باب من أبواب الفقه, ولكن له أحكام وضوابط موجودة في أمهات الكتب مذكورة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم, والدعوة السلفية تؤمن بالنصوص الشرعية وتطبيقاتها، وتؤمن بالجهاد الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلمحيث قال صلى الله عليه وسلم: «انتدب الله لمن خرج في سبيل الله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة» رواه البخاري.
وجاء على لسان الصديق أبي بكر رضي الله عنه : “لا يترك قوم الجهاد في سبيل الله تعالى إلا ضربهم الله بالذل».
ولكن الجهاد في سبيل الله لا يجوز شرعًا إلا بثلاثة شروط, وللعلم أن تلك الشروط ليست من آرائنا ولا أفكارنا، بل جرت على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم.
- فالشرط الأول: وجود إمام، يوحد القلوب وينظم الصفوف ويدير الخطط والمعارك؛ ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام جُنة -أي وقاية- يقاتَل من ورائه».
- الشرط الثاني: الراية الشرعية؛ فالنبي صلى الله عليه وسلمقال: «من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يقاتل عصبية, ويغضب لعصبيةٍ، فقتلته جاهلية» أخرجه النسائي وصححه الألباني.
فلابد أن يكون الجهاد تحت راية نصرة الإسلام وإعزازه، لا من أجل عصبية الجاهلية، فمن قتل في سبيل هذا مات على جاهلية.
- الشرط الثالث: إعداد العدة؛ لقوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (الأنفال:60) وإعداد العدة يكون بتجهيز المال والسلاح والجيوش وغيرها من موجبات الجهاد، أما أن يأتي جاهل وينادي بالجهاد في سبيل الله، فهذا ليس بجهاد في سبيل الله، بل هذا ينطبق عليه قوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة:195) فالجهاد ليس بأمر هين يسير, بل يحتاج إلى أشياء عدة كما بينا سالفًا.
وإعلان الجهاد منوط بولي الأمر, وليس أي فرد آخر, فهو المسؤول أمام الله وأمام رعيته؛ لما يترتب عليه من تبعات كثيرة وكبيرة وخطيرة, في حفظ البيضة وصد النوازل.
هذا هو الجهاد في سبيل الله الذي نؤمن به, فليس كل من حمل السلاح نوافقه في هذا ونبيح له ما يفعله, فالجهاد حكم فقهي له تقريراته وله أحكامه وأصوله.
هذه هي السلفية، دعوة منهجية عقدية تربوية, تؤمن بطاعة أولياء الأمور, وتحرم الخروج عليهم, تؤمن بالإسلام الصافي, وهذه الدعوة إن نادت بالجهاد فإنها تعتقد أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وأن الجهاد من أحكام الله، ولكن لا يكون على وجه فيه عبث وفيه مضرة بأمن البلاد أو بأمن العباد، فهذا دخيل على الشرع ودخيل على الدين, ودخيل على هذه الدعوة الطيبة المباركة.
والله الموفق والمستعان.


اعداد: محمد الراشد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]