عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-04-2024, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,600
الدولة : Egypt
افتراضي رد: افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (3)



الحمد لله العلي العظيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فقبل أن يمن الله بدعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - كانت بعض مناطق نجد تموج بالشرك والبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وكان الجهل هو السائد في هذه المناطق، ومن هنا استغل المتاجرون بالدين من أهل البدع كالصوفية وغيرهم الأمر، وأقاموا في كل قرية ومدينة ضريحا أو أكثر من أجل التربح وابتزاز أموال الفقراء والبسطاء، إلى أن قيض الله لهذه الأمة لما أراد لها الخير في الدنيا والنعيم في الآخرة، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي قام بتجديد الدين في النفوس والقلوب عن طريق الكتاب والسنة وهدم وإزالة ما تم إلصاقه بالدين من بدع وخرافات.
الأمر الذي جعل الناس يتفانون في ممارسة البدع وتجاهل السنن؛ لأنه ما أحييت بدعة إلا وماتت في المقابل سنة من السنن؛ لذا عمل الشيخ محمد بن عبدالوهاب على إماتة البدع وإحياء السنن النبوية الشريفة مصحوبة بالدليل من القرآن والسنة، وما صح من سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
لذا وجدت دعوة الشيخ صدى واسعاً في ربوع الجزيرة العربية وخارجها، تمثل ذلك في قيام الثورات والحركات التصحيحية لمواجهة الحكام الظلمة، الذين تم تنصيبهم من جانب الاحتلال الإنجليزي والفرنسي، فكانت تلك الدعوة المباركة بمثابة تحرير الإنسان من العبودية والوثنية إلى عبودية الواحد القهار، وتحررت العقول من الجمود إلى البحث والمناظرة وتوسيع الأفق، بل تحررت من الخوف من الأولياء والقبور والمشعوذين.
فأسس الإمام دولة التوحيد، وجاء إليه طلبة العلم من كل فج وصوب من أجل الاغتراف من علم وفقه صاحب الدعوة، وانقلبت مدينة «الدرعية» إلى خلية نحل من طلبة العلم الذين تخرجوا على يديه، ومن ثم غيروا مجرى التاريخ بانتشارهم في بقاع الأرض لنشر التوحيد الخالص.
ولكن المتاجرين بالدين ومن يساندهم من الاحتلال اللدود لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الخسران المبين الذي يتعرضون له، فتلاقت المصالح المشتركة بين الصوفية وأهل البدع من ناحية الذين فقدوا سلطانهم الديني على البسطاء، ومصالح الاحتلال الفرنسي والإنجليزي الذي أصبح سلطانهم الدنيوي مهددا بالإزالة بفضل تلك الدعوة المباركة، فعمل كل من الاحتلال وأهل البدع في خندق واحد من أجل إزاحة تلك الدعوة والقضاء عليها حتى يتحقق لكل منهما «أهل البدع والاحتلال» مأربه وهدفه، وتمثل ذلك في محاربة الدعوة بكل الوسائل، سواء العسكرية أو الاقتصادية، فكان أهل البدع بمثابة الطابور الخامس للاحتلال الذي أيده بالمطابع وأتاح لهم فرصة تأليف الكتب والمنشورات في محاولة يائسة من أجل التشويش على الدعوة ومحاولة القضاء عليها، ولكن هيهات لهم ذلك؛ لأن تلك الدعوة لاقت قبولا من المخلصين الصادقين في الأمة وخالطت العظم والنخاع، فأصبح من المستحيل القضاء عليها إلا بالقضاء على حامليها أنفسهم وهذا من المستحيل؛ لذا نجد تلك الدعوة ناصعة عالية خفاقة في وجه كل محتل ومبتدع منذ ظهورها وإلى الآن.
وعندما فشلوا في مواجهة الدعوة القائمة على الكتاب والسنة فشلا ذريعاً وعجزوا عن مواجهتها فكريا وعقليا؛ لأنها صلبة وذات بنيان صلب وجذور راسخة، ذهبوا إلى الطعن في صاحبها في محاولة يائسة من أجل القضاء عليها.
حيث نسبوا إلى الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يصدقها العقل والوجدان؛ حتى يصدوا العوام عن هذه الدعوة المباركة.
وسنتناول عشر مسائل من المسائل التي طعنوا من خلالها على الإمام محمد بن عبدالوهاب؛ حيث قمت بدحض وتفنيد تلك الافتراءات مستخدماً الأدلة النقلية والعقلية والوقائع التاريخية، فكانت أدلة دامغة وقوية؛ بحيث تخرس الألسنة العميلة المأجورة التي باعت دينها ووطنها بعرض من الدنيا قليل.
وقبل الختام نقول لهؤلاء «النكرة»: هذه كتب الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب التي أبرزها كتب: التوحيد، كشف الشبهات، ثلاثة الأصول، مختصر السيرة النبوية، مختصر الإنصاف والشرح الكبير في الفقه، والكبائر.
ونحن بدورنا نقول: إننا نتحدى أي كائن على ظهر المعمورة أن يأتينا بدليل واحد من كتبه أو مؤلفاته على أنه قام بتكفير شخص بعينه، أو أنه ادعى أنه جاء بمذهب جديد، والتحدي قائم منذ بداية الدعوة إلى الآن، وأنا على ثقة ويقين أنه لن يجرؤ أحد على الخوص في ذلك؛ لأن كتب الشيخ ناصعة البياض، قوية الحجج والبراهين، بعيدة عن الافتراء وإلصاق التهم جزافا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]