عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 25-03-2024, 02:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,071
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس رمضانية السيد مراد سلامة

الدرس الثاني عشر: تابع وسائل الثبات على الإيمان

السيد مراد سلامة


الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخِرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المجاهدين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ناشري لواء الدين، وعلى مَن تبِعهم من سلف هذه الأمة وخلَفها ممن جاهد وبذل ورافَق ونافَح في كل وقت وحين.

خامسًا: الصلاة:
ومِن أعظم وسائل الثبات على طريق الإيمان الصلاة، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزَبه أمر فزع إلى الصلاة"[1]، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: "أرحنا بها يا بلال"[2]، ويقول صلى الله عليه وسلم: "جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ"[3]، إذا ضاق الصدرُ، وصعُب الأمرُ، وكثر المكْرُ، فاهرعْ إلى المصلَّى فصلِّ، إذا أظلمتْ في وجهِك الأيامُ، واختلفتْ الليالي، وتغيَّرَ الأصحابُ، فعليك بالصلاةِ.

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المهمَّاتِ العظيمةِ يشرحُ صدره بالصلاةِ، كيومِ بدْرٍ والأحزابِ وغيرِها من المواطنِ، وذكروا عنِ الحافظِ ابن حجرٍ صاحبِ (الفتحِ) أنه ذهب إلى القلعةِ بمصر، فأحط به اللصوصُ، فقام يصلي، ففرَّج اللهُ عنهُ.

وذكر ابنُ عساكر وابنُ القيمِ أنَّ رجلًا من الصالحين لَقِيَه لصٌّ في إحدى طرقِ الشامِ، فأجهز عليه ليقتله، فطلب منه مهلةٍ ليصلي ركعتين، فقام فافتتح الصلاة، وتذكَّرَ قول اللهِ تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62]، فردَّدها ثلاثًا، فنزل ملكٌ من السماءِ بحربةٍ فَقَتَلَ المجرم، وقال: أنا رسولُ منْ يجيبُ المضطرَّ إذا دعاهُ، ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء: 103].


يقول ابن القيم - رحمه الله -: فالصلاةُ من أكبر العَوْن على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة، وهي منهاةٌ عن الإثم، ودافعةٌ لأدواء القلوب، ومَطْرَدَةٌ للداءِ عن الجسد، ومُنوِّرةٌ للقلب، ومُبيِّضَةٌ للوجه، ومُنشِّطةٌ للجوارح والنفس، وجالِبةٌ للرزق، ودافعةٌ للظلم، وناصِرةٌ للمظلوم، وقامِعةٌ لأخلاط الشهوات، وحافِظةٌ للنعمة، ودافِعةٌ للنِّقمة، ومُنزِلةٌ للرحمة، وكاشِفة للغُمَّة"[4].

سادسًا: التزام شرع الله والعمل الصالح:
يقول الله تعالى:﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾[إبراهيم: 27].

قال قتادة: "أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر".


وكذا روي عن غير واحد من السلف.


وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا[النساء: 66]؛ أي: على الحق.


وهذا بيِّن، وإلا فهل نتوقع ثباتًا من الكسالى القاعدين عن الأعمال الصالحة إذا أطلت الفتنة برأسها وادْلَهَمَّ الخطب؟!


ولكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم صراطًا مستقيمًا، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يثابر على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل[5].


سابعًا: تدبر قصص القرآن الكريم ودراستها للتأسي والعمل:
والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[هود: 120]، فما نزلت الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم للتلهي والتفكُّه، وإنما لغرض عظيم وهو تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفئدة المؤمنين، فالله سبحانه وتعالى لَما ذكر الأنبياء في سورة الأنعام، أوضح للنبي صلى الله عليه وسلم الهدف من ذلك بقوله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].

ويقول العلامة ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120].

وكل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين، وخذل أعداءه الكافرين، كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد؛ أي: قلبك، ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة.

وقوله: ﴿ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ ﴾؛ أي: [في] هذه السورة، قاله ابن عباس، ومجاهد، وجماعة من السلف[6].

ثامنًا: الدعاء:
ومن صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8]، ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ﴾ [البقرة: 250].

ولما كانت "قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ كَيْفَ يَشَاءُ" [7].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دينك"[8].

فالدعاء هو سلاح المؤمن الذي يدافع به عن نفسه وبه تثبت الأقدام والقلوب.

رأى أصحاب نور الدين محمود زنكي إنفاقه على الفقراء والمساكين، ولا سيما طلبة العلم وشدة طلبه الدعاء منهم، فعوتِب في ذلك فقال: "والله إني لأرجو النصر إلا بأولئك، كيف أقطع صلات قوم يقالون عني وأنا نائم على الفراش بسهام لا تخطئ (يريد الدعاء)، وأصرفها إلى قوم لا يقاتل عني إلا إذا رآني بسهام قد تُصيب وقد تخطئ"[9].

وما هو صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى ربه بالدعاء يوم بدر، ويوم الأحزاب، وغيرها من مواقف ومعارك.

تاسعًا: الالتفاف حول العناصر المثبتة:
تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبر به صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"[10].

البحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين والالتفاف حولهم مُعين كبير على الثبات، وقد حدث في التاريخ الإسلامي فتن ثبت الله فيها المؤمنين برجال؛ قال علي رضي الله عنه: "إنا كنا إذا حمى البأس - ويروى: إذا اشتد البأس - واحمرَّت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا"[11].

ومن ذلك ما قاله علي بن المديني رحمه الله: "أعز الله الدين بالصِّديق يوم الرِّدة، وبأحمد يوم المحنة".

وتأمل ما قاله ابن القيم رحمه الله عن دور شيخ الإسلام في التثبيت: "وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض، أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوةً ويقينًا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرَغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها"[12].

هنا تبرُز الأخوَّة الإسلامية مصدرًا أساسًا للتثبيت، فإخوانك الصالحون والقدوات والمربون هم العون لك في الطريق، والركن الشديد الذي تأوي إليه، فيثبتوك بما معهم من آيات الله والحكمة، الزمهم وعِش في أكنافهم، وإياك والوحدة، فتتخطَّفك الشياطين؛ فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية[13].

والتمسُّك، بل العض بالنواجذ على الصاحب الصالح والمصاحبة، ولو تأملنا هذه الآية الكريمة في كتاب الله تعالى، لكفتنا في الصحبة والمصاحبة؛ يقول الحق جل وعلا: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

تأملوا في زمن الفتن والشهوات الوصية:
ولا تصحب الأردى فتَردَى مع الرَّدي
فكلُّ قرينٍ بالمقارن يقتدي




وكم من شاب يحب الخير، ويتمنى الصلاح، لكن شياطين الإنس له بالمرصاد، وكم من فتاة فيها الخير وعلى الفطرة، وتحب الصلاح، ولكن شياطين الإنس من الفتيات ممن جلسنَ لها بالمرصاد، يصدونها عن ذكر الله وعن الخير، ونعوذ بالله من شر الناس، فإياك وصحبة البطال وعليك بالأبطال"[14].

عاشرًا الرضا:
وللرضا ثمرات إيمانية كثيرة وافرة تنتج عنه، ويرتفع بها الراضي إلى أعلى المنازل، فيصبح راسخًا في يقينه ثابتًا في اعتقاده، وصادقًا في أقواله وأعماله وأحواله، فالرِّضا يُوجِبُ الطُّمأنينة، وبردَ القلبِ، وسكونَه وقراره، وثباته عند اضطرابِ الشُّبهِ والتباسِ والقضايا، وكثْرةِ الواردِ، فيثقُ هذا القلبُ بموعودِ اللهِ وموعودِ رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقولُ لسانُ الحالِ: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب: 22].


والسخطُ يوجبُ اضطراب قلبِه، وريبتهُ وانزعاجهُ، وعَدَمَ قرارِهِ، ومرضهُ وتمزُّقهُ، فيبقى قلِقًا ناقِمًا ساخِطًا متمرِّدًا، فلسانُ حالِه يقولُ: ﴿ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب: 12]، فأصحابُ هذه القلوبِ إن يكُن لهمُ الحقُّ، يأتوا إليه مُذعِنِين، وإن طُولِبوا بالحقِّ إذا همْ يصْدفِون، وإنْ أصابهم خيرٌ اطمأنُّوا به، وإنْ أصابتهم فتنةٌ انقلبُوا على وجوههِم، خسرُوا الدنيا والآخرة ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج: 11].


كما أنّ الرضا يُنزلُ عليه السكينة التي لا أَنْفَعَ له منها، ومتى نزلتْ عليه السكينةُ، استقام وصلحتْ أحوالُه، وصلح بالُه، والسُّخط يُبعِدُه منها بحسبِ قلَّتِه وكثرتِه، وإذا ترحَّلتْ عنهُ السكينةُ، ترحَّل عنه السرورُ والأمْنُ والراحةُ وطِيبُ العيشِ. فمنْ أعْظَمِ نعمِ اللهِ على عبدِه: تنزُّلُ السكينةِ عليهِ. ومنْ أعظمِ أسبابِها: الرضا عنه في جميعِ الحالاتِ.
رضينا بك اللهم ربًّا وخالقًا
وبالمصطفى المختار نورًا وهاديَا
فإما حياة نظم الوحي سيرَها
وإلا فموت لا يَسُرُّ الأعادي


الحادي عشر: ذكر الله تعالى:
تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأنفال: 45]، فجعله من أعظم ما يُعين على الثبات في الجهاد.

"وتأمل أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها - ما بين القوسين مقتبس من كلام ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء - بالرغم من قلة عدد وعدة الذاكرين الله كثيرًا.

- وبماذا استعان يوسف عليه السلام في الثبات أمام فتنة المرأة ذات المنصب والجمال لَما دعته إلى نفسها؟ ألم يدخل في حصن "معاذ الله"، فتكسَّرت أمواج جنود الشهوات على أسوار حصنه؟

وكذا تكون فاعلية الأذكار في تثبيت المؤمنين[15]، وذكر الله - عز وجل - هو الحصن الذي يتحصن به المسلم من أعدائه؛ كما في الحديث الذي أخرجه الإمام احمد والترمذي من حديث الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ"[16].

فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقًا بالعبد ألا يَفتُرَ لسانه من ذكر الله تعالى، وألا يزال لهجًا بذكره، فإنه لا يَحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده فإذا غفل وثَب عليه وافترسه.

وإذا ذكر الله تعالى انخنَس عدو الله تعالى، وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سُمي الوسواس الخناس؛ أي يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس؛ أي: كف وانقبض؛ قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس"[17].

[1] أخرجه أحمد (5 /388) وأبو داود (1319) انظر صحيح الجامع: 4703
[2] ((جامع الأصول)) (6 /263)، ((المسند)) (5/364)، ((المعجم الكبير)) (6/339)، ((مشكاة المصابيح)) (1 /393)، ((تخريج إحياء علوم الدين)) (1 /369 - للحداد)، ((إحياء علوم الدين)) (1 /165 - تخريج العراقي).
[3] أخرجه الضياء في " المختارة " (1532) المعجم الكبير: 20 /420.
[4] زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 209)
[5] وسائل الثبات على دين الله (ص: 11-12).
[6] تفسير ابن كثير-(2/ 465)
[7] أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب القدر -باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء -4/ 2045، رقم 17).
[8] حسن، لشواهده: أخرجه أحمد (6/294) انظر صحيح الجامع: 4801، الصحيحة: 2091
[9] وقفات مع الأبرار ص (105).
[10] أخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" (968) وابن ماجه (237) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج" (24)
[11] مسند أحمد، تحقيق الشيخ شاكر 2/ 64 رقم 654، وقال الشيخ شاكر: إسناده صحيح، ومجمع الزوائد 9/ 12.
[12] الوابل الصيب (ص: 67)
[13] وسائل الثبات (ص: 26)
[14] الثبات في زمن المتغيرات ص (24-26).
[15] وسائل الثبات (ص: 28)
[16] رواه الترمذي (2867). صحيح الجامع: 1724 ، صحيح الترغيب والترهيب: 552
[17] الوابل الصيب (ص: 56)




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.10%)]