عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-03-2024, 09:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,255
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة

المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة

3 – أهمية دور المرأة في الدعوة إلى الله


  • تنوعت وظيفة المرأة الدعوية في الإسلام وتعددت مجالاتها من ذلك مساندة الزوج على تبليغ الدعوة ومن أعظم الأمثلة في ذلك مساندة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم
  • كانت المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مقدرة لدورها الدعوي وأثره على كل من حولها ولم تتوان عن مهمتها دون كلل أو تعب
  • من مجالات مشاركة المرأة في الدعوة تربية الأولاد تربية صحيحة وعدم إهمال دورها في تكوين الأسرة المسلمة لتقدم للمجتمع بذورا صالحة لمجتمعها ودينها
لا يخفى على كل مسلم ومسلمة، أهمية الدعوة إلى الله فى إيصال الرسالة السماوية التى جاء بها الشرع الحنيف ونشر قيمها وترسيخها فى نفوس الناس، وهذا ما أمرنا الله بها كل بحسب إمكاناته وقدراته، وقد كانت الخيرية لهذه الأمة؛ لأنها أمة الدعوة إلي الله -تعالى-: قال -سبحانه-: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، (آل عمران: 110)، وقال -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (النحل: 125)، والأمر في الآية عام موجه للجنسين معا الرجال والنساء؛ لأن الله -تعالى- قد أبطل الدعاوى البشرية الجاهلية التى كانت تميز الرجال عن النساء فى التكاليف الشرعية، وتهدر آدميتها وشخصيتها.
فدعوة المرأة -فضلا عن كونها من الناحية العلمية تأصيلية مقررة بالكتاب والسنة- كذلك هى من الناحية العملية واقع مشرف شهد به المخالفون قبل الموافقين، والحق ما شهدت به الأعداء، يقول (توماس أرنولد): «ومما يثير اهتمامنا ما نلاحظه من أن نشر الإسلام لم يكن عمل الرجال وحده بل لقد قام النساء المسلمات أيضا بنصيبهن في هذه المهمة الدينية»
النساء شقائق الرجال
نعم فالنساء شقائق الرجال، فإذا كان للرجال دور بارز فى حياة الأمة والمجتمع فللمرأة دور بارز أيضا في إصلاح المجتمع مع مراعاة فطرتها ووظيفتها التي خلقت من أجلها ولا يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور غيرها، فقد خصها الله -تعالى- بخطاب التكليف الدعوى: {يا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (الأحزاب: 32)، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: «وقلن قولا معروفا: الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وقال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}.
أهمية دور المرأة في الدعوة
ويكمن أهمية دور المرأة في الدعوة إلى الله -تعالى- في الأسباب الآتية:
  • أن المرأة أقدر من الرجل على الدعوة في المجتمع النسائي.
  • المرأة تتأثر بالمرأة في القول والعمل والسلوك أكثر من تأثرها بالرجل.
  • المرأة أكثر إدراكا لخصوصيات المجتمع النسائي ومشكلاته.
  • المرأة أكثر قدرة وحرية فى الاتصال بالنساء، سواء بصفة فردية أم من خلال التجمعات والزيارات والعمل والتدريس.
  • وظيفة المرأة التربوية أوسع من وظيفة الرجل لقيامها بالحمل والولادة والرضاع والحضانة مما يجعل الأبناء أكثر تأثرا بها من الأب ولا سيما قبل البلوغ والزواج.
تنوع دور المرأة الدعوي
وقد تنوعت وظيفة المرأة الدعوية في الإسلام وتعددت مجالاتها ومن ذلك ما يلي: (1) مساندة الزوج على تبليغ الدعوة وكان من أهمها مساندة الزوج على تبليغ الدعوة، ومن أعظم الأمثلة في ذلك ما فعلته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ومساندتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند بدء الوحي، قالَتْ عائِشَةُ -رضي الله عنها-: (فَرَجَعَ إلى خَدِيجَةَ، يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ)، فضربت لنا النموذج الأمثل لما يجب أن تقوم به الزوجة تجاه زوجها الداعية من التشجيع والمساندة للثبات على مواصلة السير فى طريق تبليغ الدعوة. (2) تربية الأولاد تربية صحيحة كذلك من مجالات الدعوة الخاصة للمرأة في الاسلام تربية الأولاد تربية صحيحة وعدم إهمال دور الأم فى تكوين الأسرة المسلمة، التي هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع المسلم الصالح؛ لتقدم للمجتمع بذورا صالحة لمجتمعها ودينها، ومثلت أسرة بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - الأسرة الأولى في المجتمع المسلم، فخديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت وصدقت النبي - صلى الله عليه وسلم - وآزرته، وكان لها أعظم الأثر في إسلام بناتها الأربع، وكن بمثابة ركائز ثابتة في دعم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك أيضًا ما روي عن أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك -رضي الله عنهما- حينما مات أبوه وخطبها أبو طلحة فقالت: لا أتزوج حتى يبلغ أنس، ويجلس فى المجالس فيقول جزى الله أمي عنى خيرًا لقد أحسنت ولايتي.
مساهمات متعددة
وتعددت مشاركة المرأة في الدعوة إلى الله -تعالى- بحسب احتياج الأمة وما تمر به من أزمات، فنجدها تارةً تجاهد بمالها كحال خديجة -رضي الله عنها-، وتارةً نجدها تخاطر بنفسها وتتحمل المشاق وتحفظ سر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتساعده في الهجرة إلى المدينة، كحال أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، كما أننا وجدناها تسارع في تقديم البيعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كنسيبة بنت كعب، وأسماء بنت عمرو بن عدى، ثم تأتي مرحلة الجهاد وبذل الأرواح فى سبيل الله، فنجد المرأة المسلمة خير معين ومساند للرجال فى الجهاد والحث عليه وتقديم كل غال في سبيله، ثم الصبر والتجلد على من استشهد لهن فى المعارك واحتسابهن فى سبيل الله من زوج أو أب أو أخ أو ابن، ومن ذلك أنَّ أمَّ الرَّبيعِ بنتَ البراءِ وَهيَ أمُّ حارثةَ بنِ سُراقةَ أتتِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبيَّ اللَّهِ ألا تحدِّثني عن حارثةَ بنِ سراقةَ وَكانَ قُتلَ يومَ بدرٍ أصابَه سَهمٌ غرْبٌ فإن كانَ في الجنَّةِ صبرتُ وإن كانَ غيرَ ذلِك اجتَهدتُ عليهِ الثُكلَ قال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أمَّ حارثةَ إنَّها جنانٌ وإنَّ ابنَك أصابَ الفردوسَ الأعلى».
تراجم الخلفاء والعلماء
وكم في تراجم الخلفاء والعلماء وغيرهم من ذكرٍ لنساء خيِّرات بارَّاتٍ، كن نعم العون لأزواجهن وأولادهن ومن أخذ الحديث عنهن في حفظ السنن، والتربية على خير منهاج، والإعانة على البر، كما كانت زوجة عمر بن عبدالعزيز وزبيدة زوجة الرشيد وأمثالهن، وهكذا أمهات الأئمة: ربيعة الرأي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأمثالهن كثير، وحسبنا ما ذاع بين أئمة الحديث أن (كريمة المروزية) -رحمها الله- أثبت من روى عن البخاري -رحمه الله- صحيحه، وأن نسختها من أصح النسخ إن لم تكن أصحها على الإطلاق.
دور المرأة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم
لقد كانت المرأة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مقدرة لدورها الدعوي وأثره على كل من حولها، ولا تتوانى عن مهمتها دون كلل أو تعب، فحُقنت دماء المسلمين في صلح الحديبة برأي أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-، وأسلم عكرمة ابن أبى جهل - رضي الله عنه - وحقن دمه بحسن تأثير زوجته أم حكيم بنت الحارث -رضي الله عنها- فكانت سببا في رجوعه وإسلامه بين يدي النبى - صلى الله عليه وسلم .
أروع الأمثلة في الدعوة الى الله -تعالى
ولا تزال المرأة المسلمة تضرب أروع الأمثلة فى الدعوة إلى الله -تعالى- بكل ما أوتيت من إمكانات وقدرات، واضعةً -نصب عينها- بيتها وزوجها وأبناءها؛ فهم ساحتها الأولى في الدعوة إلى الله بحسن الرعاية والتوجيه والتقويم الحكيم والقدوة الحسنة والوعظ الجميل، غير تاركة قضايا أمتها ومشكلاتها أو منعزلة عن واقعها، بل تضرب بسهم فى كل نواحي التغيير والإصلاح، متمسكة بحجابها ووقارها، متأدبة بآداب الشرع الحنيف في خروجها ومخالطتها لبني جنسها، صانعة أكبر الأثر فى إعلاء راية الدين وجعل نوره يسرى بين الأحياء ويغمر سائر الأرجاء.

اعداد: أميرة عبدالقادر
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-05-2024 الساعة 05:33 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.79 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]