وقفات مع سورة البقرة (7)
ميسون عبدالرحمن النحلاوي
2 - وقفات مع قلب السورة
تابع المعلم الأول بني إسرائيل
بعد الوقفة التي وقفناها مع المواثيق التي أخذها الله عز وجل على بني إسرائيل، يستأنف السياق القرآني مع الصفات الْمُخِلَّة التي أورثت بني إسرائيل الضلالَ، ومن ثَمَّ الذلة والمسكنة إلى يوم الدين.
الأولى: سلوكيات الكبر، المرض الذي استحكم في القوم بعد موسى إلا من رحم ربي، والكِبْرُ هو المرض الذي أخرج إبليس من الجنة، وكان سببًا في استحقاقه لعنةَ الله إلى يوم الدين، والكِبر في تعريفه النبوي: ((الكبر بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس، أي: رفض الحق والبعد عنه ترفعًا وتجبرًا، وغمط الناس؛ أي: احتقارهم وازدراؤهم، وقد كان من شأن القوم:
الاستكبار على الرسالة والرسل:
1- من خلال تحكيمهم الهوى في قبولهم كرُسُلٍ، ومن لا يوافق هواهم، إما أن يكذبوه أو يقتلوه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87].
2- من خلال إغلاق قلوبهم دون ما جاؤوا به من رسالة، مدَّعِين امتلاءَ قلوبهم بالعلم الكامل، فلا حاجة لهم بعلم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 88]؛ قال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ [البقرة: 88]، قال: "قالوا: قلوبنا مملوءة علمًا لا تحتاج إلى علم محمد، ولا غيره، فكان العقاب: ﴿ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 88].
كتمان كلام الله الحق مع علمهم الدقيق بأنه الحق، وأنهم على باطل، لكن انتصارًا للرأي والهوى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]، ثم نستوضح عقاب هذا الكتمان في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]، فقد كتم اليهود الكثيرَ من الحق، وأبرزُ ما كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بأيديهم، مما تشهد له بالرسالة والنبوة، فكتموا ذلك لئلا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتُّحف على تعظيمهم إياهم، فخشوا لعنهم الله إن أظهروا ذلك أن يتبعه الناس ويتركوهم، فكتموا ذلك إبقاءً على ما كان يحصل لهم من ذلك، وهو نزر يسير، فباعوا أنفسهم بذلك، واعتاضوا عن الهدى واتباع الحق، وتصديق الرسول، والإيمان بما جاء عن الله، بذلك النَّزْرِ اليسير، فخابوا وخسِروا في الدنيا والآخرة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ وذلك لأنه غضبان عليهم، لأنهم كتموا وقد علِموا، فاستحقوا الغضب، فلا ينظر إليهم ولا يزكيهم؛ أي: لا يثني عليهم ويمدحهم، بل يعذبهم عذابًا أليمًا.
إنكارهم لتحول القبلة بالرغم من علمهم بأنه أمر حق، والاستكبار عن اتباع الحق، واتباع الهوى على علمٍ، صفة مستمرة في القوم منذ نبيهم موسى، وحتى خروج محمد صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وإلى يومنا هذا؛ ففي قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144]؛ يقول القرطبي: "﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ [البقرة: 144] يريد: اليهود والنصارى، ﴿ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 144]؛ يعني تحويل القبلة من بيت المقدس، فإن قيل: كيف يعلمون ذلك وليس من دينهم ولا في كتابهم؟ قيل عنه جوابان: أحدهما: أنهم لما علموا من كتابهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيٌّ، علِموا أنه لا يقول إلا الحق، ولا يأمر إلا به، الثاني: أنهم علموا من دينهم جواز النسخ، وإن جحده بعضهم، فصاروا عالِمِين بجواز القبلة"؛ [انتهى من القرطبي].
ويقول الشوكاني في هذا: "وعِلْمُ أهل الكتاب بذلك إما لكونه قد بلغهم عن أنبيائهم، أو وجدوا في كتب الله المنزلة عليهم أن هذا النبي يستقبل الكعبة، أو لكونهم قد علموا من أنبيائهم، أو كتبهم أن النسخ سيكون في هذه الشريعة، فيكون ذلك موجِبًا عليهم الدخول في الإسلام، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم"؛ [انتهى، الشوكاني].
الثانية: قتلهم الأنبياء: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 91]، وكان نهج بني إسرائيل في تكذيب وقتل أنبيائهم نهجًا ليس له سابقة ولا لاحقة في أقوام البشرية، فـ﴿ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70]، وكلما: أداة ظرفية تفيد التكرار، فما أكثر ما قتلوا! وما أكثر ما كذبوا!
فائدة:
يفيدنا الدكتور فاضل السامرائي في مسألة قتل بني إسرائيل لأنبيائهم، موضحًا الفرق بين قتلهم الأنبياء، وقتلهم النبيين، والفرق بين بغير حق، وبغير الحق في سورتي البقرة وآل عمران:
قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61].
وقوله تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112].
وردت في البقرة: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [البقرة: 61]، وفي آل عمران: ﴿ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [آل عمران: 112]، يعني: هناك "نبيين" و"أنبياء"، وتنكير الحق وتعريفه، وفي آية أخرى في آل عمران: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [آل عمران: 21].
يقول الدكتور فاضل السامرائي في تفصيل المسألة:
الحق المعرَّف: المعرفة تدل على أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، ما يدعو إلى القتل معلوم، إذًا هم يقتلونهم بغير الحق الذي يستوجب القتل، إذًا إذا كان أي واحد يقتل واحدًا بغير الحق الذي يستوجب القتل، كان ظالمًا، هذا: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [البقرة: 61]؛ يعني بغير الأسباب الداعية إلى القتل.
بغير حق: أصلًا ليس هنالك ما يدعو إلى هذه الفعلة، لا سبب يدعو إلى القتل، ولا غيره من الأسباب، أحيانًا واحد يقسو على واحد بالكلام يقول له: أنت سفيه، فيقتله هذا بغير حق الذي يدعو للقتل، قد يكون أثاره، حتى أحيانًا تحصل عندنا مشادات، إذًا هذا بغير الحق الذي يستوجب القتل، هذه: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [البقرة: 61]، أما بغير حق؛ يعني: أنه ليس هنالك سبب يدعو إلى القتل؛ اعتداء هكذا، فأي الأسوأ؟ بغير حق أسوأ، هذا أمر، والأمر الآخر:
• النبيين جمع مذكر سالم جمع قلة، والأنبياء جمع كثرة، إذًا هم يقتلون كثرة من الأنبياء بغير حق؛ أي الأسوأ؟ "يقتلون الأنبياء بغير حق" أسوأ من ناحيتين؛ من ناحية الكثرة "الأنبياء"، ومن ناحية "بغير حق"، يقتلون كثيرًا من الأنبياء بدون داعي.
• وهناك أمر آخر هو عندما يفصِّل في عقاب بني إسرائيل يذكر الأنبياء؛ نقرأ سياق الآيتين: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61].
• في آل عمران: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]، هذه عامة، كرَّر فيها وفصَلَ وأكَّد: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ﴾ [آل عمران: 112]، بينما في البقرة جمع الذلة والمسكنة في كلام واحد: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ [البقرة: 61]، فأما التكرار والتعميم والتأكيد في آية آل عمران، فلأنهم فعلوا الأسوأ، فاستحقوا هذا الكلام، التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة، هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ لا يمكن.
• في آل عمران قال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21].
هذه الآية عامة، هذه ليست في بني إسرائيل، أما قوله تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]، فهذه في بني إسرائيل تحديدًا، وهي تحكي عن عقوبتهم في الدنيا فقط، بينما الآية 21، فيها حكم عام يشمل كل من ارتكب هذه المعصية من الناس، ويفصل عقابه في الدنيا والآخرة، فيقول في الآية التي تليها: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 22]، هذا فيمن قتل النبيين، فما بالك بمن قتل الأنبياء؟! فالذي قتل القلة هذا أمره، فما بالك بمن قتل أكثر، هو قتل قلة بدون داعي، فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها، الألف واللام في اللغة ربما تحول الدلالة: بغير حق وبغير الحق، وجمع الكثرة وجمع القلة، جمع المذكر السالم وجمع التكسير، جمع التكسير فيه جمع قلة، وجمع كثرة، جمع التكسير: أفعُل أفْعَال أفْعِلَةَ فِعْلَة، جموع قلة، وما عداها جمع كثرة، 23 وزنًا جموع كثرة؛ [انتهى، فاضل السامرائي].
الثالثة: عبادة العجل من دون الله وموسى بين ظهرانيهم، بل في لقاء مع ربه: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 92، 93].
يقول الشوكاني في (فتح القدير): "﴿ وَأُشْرِبُوا ﴾ تشبيه بليغ؛ أي: جُعِلت قلوبهم لتمكُّن حب العجل منها كأنها تشربه، ثم قال: وإنما عبر عن حب العجل بالشرب دون الأكل؛ لأن شرب الماء يتغلغل في الأعضاء حتى يصل إلى باطنها، والطعام يجاورها ولا يتغلغل فيها، والباء في قوله: ﴿ بِكُفْرِهِمْ ﴾سببية؛ أي: كان ذلك بسبب كفرهم عقوبةً لهم وخذلانًا"؛ [انتهى].
وقد بدا أن الميل الشركيَّ متجذر في قلوب القوم، فقد كان ذلك منهم بعد أن جاوز سيدنا موسى بهم البحر؛ كما جاء: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138].
ما أسرع نسيانهم للنعمة ونكرانهم فضل الْمُنْعِم!
الرابعة: تحدي الله ربهم، والفجور في العصيان بقولهم: سمعنا وعصينا: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 93].
الخامسة: الغرور: ادعاؤهم بأنهم أصحاب الجنة في الآخرة: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 94 - 96].
يقول الشوكاني في تفسير هذه الآيات: "﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ ﴾ [البقرة: 94] هو رد عليهم لما ادَّعَوا أنهم يدخلون الجنة، ولا يشاركهم في دخولها غيرهم، وإلزام لهم بما يتبين به أنهم كاذبون في تلك الدعوى، وأنها صادرة منهم لا عن برهان، ﴿ خَالِصَةً ﴾ [البقرة: 94]، ومعنى الخلوص: أنه لا يشاركهم فيها غيرهم، إذا كانت اللام في قوله: ﴿ مِنْ دُونِ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 94] للجنس، أو لا يشاركهم فيها المسلمون، إن كانت اللام للعهد، وهذا أرجح لقولهم في الآية الأخرى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ﴾ [البقرة: 111]، وإنما أمرهم بتمنِّي الموت؛ لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة، كان الموت أحب إليه من الحياة، ولما كان ذلك منهم مجرد دعوى أحجموا؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا ﴾ [البقرة: 95] و(ما) في قوله: ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [البقرة: 95] موصولة، والعائد محذوف؛ أي: بما قدمته من الذنوب التي يكون فاعلها غير آمن من العذاب، بل غير طامع في دخول الجنة، فضلًا عن كونه قاطعًا بها، فضلًا عن كونها خالصةً له مختصةً به"؛ [انتهى، الشوكاني].
السادسة: افتراء الكذب على الله بادعائهم معرفة الحساب، وكم سيكون لُبثهم في النار:﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 80]، العجيب في هذه الآية أنهم يعترفون أنهم يستحقون النار، وفي قرارة أنفسهم يدركون أن عاقبة أفعالهم الخلود في النار، وإلا لما خرج عنهم هذا القول: ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، لكنه الخوف لبعث الطمأنينة في داخلهم افتراء وتزييفًا، ومنا للأسف مَن يستهزئ بالحساب، ويستسهل المعاصي من هذا المنطلق، يقولون لك عند النصح: بضعة أيام في النار ثم نخرج: ﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 80]، ثم يجيبهم الله عز وجل بقرار جازم وبحكم مطلق كيف يكون الحساب: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 81، 82]، وإحاطة الخطيئة بابن آدم يعني استملاكها قلبه وجوارحه وعقله، وفي التفاسير أنها الشرك، أو الكبيرة الْمُوجِبة لا يتوب منها، وفي مقابل أصحاب النار هؤلاء، يقف المؤمنون أصحاب الجنة، وكلاهما كُتب عليهم الخلود.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
السابعة: تفريقهم بين الملائكة، وادعاؤهم عداوةَ جبريل عليه السلام، ومحبة ميكائيل: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 97، 98]؛ عن ابن عباس، قال: ((أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهنَّ، عرَفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال: ﴿ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 66]، قال: هاتوا، قالوا: أخبرنا عن علامة النبي، قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: أخبرنا كيف تؤنِّث المرأة وكيف تُذكِر؟ قال: يلتقي الماءان، فإذا علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة أذْكَرَت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنَثَتْ، قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه، قال: كان يشتكي عِرْقَ النَّساء، فلم يجد شيئًا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا، قال أحمد: قال بعضهم: يعني الإبل، فحرَّم لحومها، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: مَلَكٌ من ملائكة الله عز وجل مُوكَّل بالسحاب بيديه أو في يده مِخْرَاق من نار يزجُر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله عز وجل، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمعه؟ قال: صوته، قالوا: صدقت، إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا، إنه ليس من نبي إلا وله مَلَكٌ يأتيه بالخبر، فأخبِرْنا: من صاحبك؟ قال: جبريل عليه السلام، قالوا: جبريل، ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقَطْر لكان؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 97، 98]))؛ يقول ابن كثير: "﴿ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾ [البقرة: 98]، وهذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم عموم الرسل، ثم خُصِّصا بالذِّكر، لأن السياق في الانتصار لجبريل وهو السفير بين الله وأنبيائه، وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم وميكائيل وليُّهم، فأعلمهم أنه من عادى واحدًا منهما، فقد عادى الآخر وعادى الله أيضًا؛ لأنه أيضًا ينزل على الأنبياء بعض الأحيان، كما قرن برسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر، ولكن جبريل أكثر، وهي وظيفته، وميكائيل موكَّل بالقَطر والنبات، ذاك بالهدى وهذا بالرزق، كما أن إسرافيل موكَّل بالصُّور للنفخ للبعث يوم القيامة؛ ولهذا جاء في الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول: ((اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لِما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))"؛ [انتهى، ابن كثير].
الثامنة: نقض العهد في كل مرة: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]، و"كلما" تفيد تكرار وقوع الجواب بتكرار وقوع الشرط؛ أي: كلما وقع الشرط، تكرر وقوع الجواب.
التاسعة: النُّكوص عن اتباع الحق المذكور في كتابهم من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 101]، وكذلك إنكارهم للكتاب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يعلمون به وينتظرونه، لكنهم أنكروه بغيًا وحسدًا، فقط لأنه ليس منهم: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [البقرة: 89، 90]، فكان العقاب: ﴿ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 90].
العاشرة: افتراؤهم على سيدنا سليمان واشتغالهم بالسحر: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].
يقول ابن كثير في تفسيره: "عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان آصِفُ كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيِّه، فلما مات سليمان أخرجه الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكفرًا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها، قال: فأكْفَره جُهَّال الناس وسبُّوه، ووقف علماؤهم، فلم يَزَلْ جُهَّالهم يسبُّونه، حتى أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 102].
الحادية عشرة: التورية بالألفاظ؛ بقصد إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والسخرية منه ومن المؤمنين.
في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 104].
يتبع