الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 14-02-2024, 12:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,343
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1208

الفرقان



هذه هي مهمتك الأساسية
أيتها الأم الكريمة، لا تنشغلي بزخارف الحياة وبهرجتها عن العمل الذي أُنيط بكِ، فتكوني مضيعة لما كُلِّفت به؛ فإن هذه الذرية هم رعيتكِ، وستُسألين عنهم، والسؤال عظيم في وقت جسيم، لا تنفع فيه الحجج الواهية، ولا يمكن فيه الرجوع لتصحيح المسار، فتفقَّدي ما كُلِّفت به الآن؛ ليسهل عليك الجواب غدًا، وما قيل عن الأم في كثير من هذه الوقفات هو منطبق على الأب المبارك الكريم، فليعمل الجميع على نجاة نفسه بصلاحه وصلاح من تحت يده؛ فالأمر جِدُّ خطير.
تربية الرجال ليست بالأمر السهل
قال الله -تعالى-: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان:١٤)، فالله -تعالى- قد هيأ الأم لتتحمل المشقة والشدائد في سبيل تربية أبنائها؛ لذلك كانت الوظيفة الأساسية للأم بعد عبادة الله -سبحانه وتعالى- وطاعته هي رعاية الأطفال وتربيتهم. ومعلوم أن تربية الرجال ليست بالأمر السهل، بل هي مهمة صعبة وشاقة، تستدعي مزيدًا من الصفات التي يجب أن تتوفر لدى الأم، ومن ذلك: أن تكون صالحة في نفسها، مصلحة لغيرها، طائعة لربها ولزوجها، قائمة بما أوجب الله عليها، مبتعدة عما نهى الله عنه، قدوة حسنة لأبنائها. ومن الوسائل المعينة للأم للقيام بهذه المهمة ما يلي:
  • أولًا: الإخلاص لله -تعالى-؛ فهي تربي أولادها من أجل الله ولله؛ فهم أمانة أعطاها الله إياها.
  • ثانيًا: أن تكون الأم قدوة حسنة للأبناء في عباداتها وتعاملاتها وأخلاقها، ومأكلها ومشربها.
  • ثالثًا: أن تحرص على أن تكون عادلة بين أولادها في العطايا والهبات، حتى في المدح والثناء.
  • رابعًا: أن تكون حكيمة في تعاملاتها مع أبنائها، ومن أساليب الحكمة التربية بالموقف.
  • خامسًا: أن تكون صبورة على أولادها، ولا سيما عند الخطأ العابر، فتقوم بالتوجيه والنصح والتقويم.
  • سادسًا: أن تتصف بالرحمة والحب والرفق، قال رسول الله -[-: «إن اللَّه رفِيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».
  • سابعًا: الدعاء، فعلى الأم أن تكثر من الدعاء لأولادها بالهداية والرشاد والاستقامة، ولا تيأس إذا رأت غير ذلك في أحد أبنائها قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان: 74).
الدعاء للأولاد وأثره في صلاحهم
دعوة الوالدين لها دور كبير في صلاح الأبناء وتوفيقهم واستقامتهم على الطاعة، فعلينا أن نقرع أبواب السماء دائمًا بالدعاء لأبنائنا والتضرع بلا ملل أو كلل؛ فإن من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له، ولنعلم أن الدعاء للأبناء يصلح أحوالهم، ويجبر كسرهم، ويعالج أخطاءهم، ويحميهم من شرور الدنيا والآخرة، فهيا بنا نرفع أيدينا إلى الله -تعالى- ونسأله أن يهديهم سواء السبيل، وأن يجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة.
تنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح
تعليم العقيدة سنام العلوم، وتنشئة الأطفال على الاعتقاد الصحيح حماية للأمة من الزيغ والضلال، وحماية لهم من الفتن والانحرافات في المستقبل، والأهم أن الاهتمام بتعليم العقيدة للأطفال هو منهج الأنبياء -عليهم السلام- والمصلحين قال -تعالى عن إبراهيم-:{ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة: 132)، وفي وصية لقمان لابنه قال -تعالى-:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان:13)، وفي وصية نبينا - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس -رضي الله عنهما- قال:» يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف».
أم سفيان الثوري.. الأم الفقيهة
أم سفيان الثوري -رحمه الله-، كان لها عظيم الأثر في تنشئته تنشئة صالحة، وتربيته تربية حسنة؛ فقد ربَّته على حب العلم وطلبه، والاشتغال به، فعن وكيع، قال: «قالت أم سفيان لسفيان: «اذهب فاطلب العلم، حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث، فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتبعه وإلا فلا تتعن»؛ أي: فلا تتعب نفسك، ولا تهتم بذلك كثيرًا، بل إنها كانت أمًّا فقيهة، فلم تقتصر على حثه على كتابة الحديث وحفظه فحسب، بل أرشدته على العلم الذي يقرب إلى لله، وهو العمل بالعلم، وخشية الله في الغيب والشهادة، فقالت له: «فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة، فاتبعه وإلا فلا تتعن»، لسان حالها: تأمل في نفسك هل إذا حفظت حديثًا من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزداد خشية لله وخوفًا منه؟
مواقف نبوية في تربية الأولاد
عن عبد الله بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه، ثم كبَّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، أو أنه يُوحى إليك، قال: «كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني -ركب على ظهري-، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته».
التحذير من الدعاء على الأبناء
حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدعاء على الأبناء فقال: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».
التربية عملية مستمرة
عمليه تعليم الأطفال لا تكون في الصغر فقط، إنما هي عملية مستمرة حتى الكبر؛ فهم بحاجة دائمة للإرشاد والتوجيه، وإن اختلفت الوسائل والطرائق، فهم بحاجة أكبر للتوجيه العقدي بعد سن التكليف؛ حيث يواجهون الكثير من الشبهات والعقائد الفاسدة والمدسوسة، وحينئذ يستخرجون مخزونهم العقدي منذ الصغر، ويضاف لها المعلومات المكتسبة في الكبر لدعم عقيدتهم وثباتها والمحافظة عليها من شرور العقائد الدخيلة، وقد استنبط علماء التربية ذلك من قصة نبي الله يعقوب -عليه السلام-؛ حيث ذكَّر أبناءه بما يعبدون من بعده، وهم ليسوا أطفالا، فقال -تعالى- على لسانه: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة:133)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]