الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 26-01-2024, 06:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,333
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1205

الفرقان



القرآن وصيانة حرمات الإنسان
جاء القرآن الكريم بالتشريعات الضابطة لسلوك المسلم في حياته، والحاكمة لعلاقاته بغيره؛ وذلك صونًا لحرمات كل من الأفراد، والأسر، والمجتمعات المسلمة؛ حيث صان القرآن الكريم حرمات الإنسان وحافظ على أسراره، وحذر من التجسس عليه وكشف خصوصياته وأسراره، كما جاء القرآن بآداب وأخلاقيات راقية تنظم دخول بيوت الآخرين حماية لخصوصياتهم وحرماتهم .
الإسلام وحماية خصوصيات البيوت
من أبرز النصوص القرآنية التي جاءت لحماية حق الإنسان في الاحتفاظ بخصوصياته قوله -سبحانه في سورة النور-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (النور: 28). وفي قوله -تعالى-: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} أي: حتى تستأذنوا من أهلها، وتسلموا عليهم، و(الاستئناس) هو طلب الأنس بالآخر، ويشمل اطمئنان القلب، وسكون النفس، وزوال الوحشة، فينبغي على الزائر تقديم السلام على الاستئذان في الدخول إلى بيوت الآخرين، فإن كان القادم يرى أحدًا من أهل البيت سلم أولاً، ثم استأذن في الدخول، وإن لم يتمكن من رؤية أحد قدم الاستئذان على السلام، ويؤكد هذا ما روي عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه قال: قلت يا رسول الله، أرأيت قول الله -تعالى-: حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها؟ هذا التسليم قد عرفناه، فما الاستئناس؟ قال - صلى الله عليه وسلم-: يتكلم الرجل بتسبيحة، وتكبيرة، وتحميدة، ويتنحنح فيؤذِن له أهل البيت، وفي زماننا الراهن يعد إبلاغ صاحب البيت بالزيارة عن طريق الهاتف نوعاً من الاستئذان، أو عند الوصول يكون بطرق الباب أو قرع الجرس، ثم يسلم، وقوله -تعالى-: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، يعني أن الاستئذان والتسليم قبل دخولكم إلى بيوت غير بيوتكم فيه الخير الكثير لكم، ومن ذلك أن يعفيكم من الوقوع في شيء من الحرج، ويجنبكم إيذاء الآخرين بالاطلاع على عوراتهم أو على ما لا يحبون أن يراه غريب منهم، فلعلكم إذا علمتم هذا الأدب في السلوك أن تعملوا به، وأنتم مدركون الحكمة من تشريعه، فالاستئذان عند دخول بيوت الناس واجب على كل طارق، سواء كان رجلاً أم امرأة، مبصراً أم أعمى، إلا في حالات الضرورة القصوى كالاشتعال المفاجئ للحرائق، أو الهجوم المباغت للصوص، أو طلب الاستغاثة، وأحكام الاستئذان، ولا سيما بالبالغين من الرجال والنساء، أما الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم فإنهم غير مكلفين بالاستئذان إلا في أوقات كل من الفجر والظهيرة، والعشاء .
من خصائص البيت المسلم
من خصوصيات البيت المسلم قيامه على الإيمان والعمل الصالح، فهو بيت قائم على الدين والتقى، فالرابط بين أفراده رابطة الإيمان: {والَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(الطور:21)، وهو متميز في إسلامه، يوالي ويحب في الله، ويتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويتمسك بسنته ويبتعد عن البدع.
بيوتنا سكن ورحمة
من نِعَم الله -تعالى- الجليلة على عباده أنْ هيَّأ لهم بيوتا يأوون إليها ويسكنون فيها، وقد امتن عليهم بهذه النعمة في سورة النحل المعروفة بسورة النعم، فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}(النحل:80)، فالبيت سكن ورحمةً، ولباس وموَّدة، يحتمي الإنسان فيه من الحر، ويستدفئُ به من البرد، ويسترُه عن الأنظار، ويحصنُه من الأعداء، قال الحافظُ ابنُ كثير في التفسير: «يذكر -تبارك وتعالى- تمامَ نِعَمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت، التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع».
الَلبِنة القوية في بناء المجتمع
إن البيت المسلم هو الَلبِنة القوية في بناء المجتمع الملتزمِ بمنهج الله في هذه الحياة، والأسرة في الإسلام نظام إلهي، ومنهجٌ رباني، وهَدْي نبوي، وسلوك إنساني، والحياة في بيوت المسلمين عبادة شاملة، وتربية مستمرة؛ فالحياة الأُسرية هي آية من آيات الله -سبحانه وتعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21)، أي أن الله جعلها سكنًا يأوي إليها أهلُها، وتطمئنُّ فيها النفوسُ، وتسترُ فيها الأعراض، ويتربَّى في كنفها الأجيال.
من الآ داب الشرعية في الاستئذان
د. من الآداب الشرعية في الاستئذان ألا يستقبل الزائر الباب بوجهه، بل يجعله عن يمينه أو عن شماله، وهذا الأدب يجب أن يلتزم به كل مسلم في عصرنا؛ لأن الباب ولو كان مغلقًا إلا أن استقبال الطارق للباب عند فتحه بوجهه قد يجعله يرى ما لا يجوز أن يراه.
وسائل التواصل وتقطيع أواصر الأسرة
من المتفق عليه أنَّ ما نشهده من تطور هائل في وسائل التواصل الاجتماعي فتح أبوابا للخير لا تحصى، كما انفتح بها من أبواب الشر والفساد والبلاء ما هو أكبر وأكثر، فدخول تلك الشبكة كان بمثابة غزو للبيوت والأسر، فقد أصبح لكل واحد من أفراد الأسرة فضاؤه الخاص، وحياته الخفية التي لا يكاد يعرف عنها أحد شيئا، لقد تقطعت الأواصر بعد اتصالها، وبعدت المسافات على قربها، وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها، وتحت رعايتها، وفي كنفها، إنها صرخة لكل عاقل من أب وأم، وزوج وزوجة: انتهبوا قبل أن تدمنوا، وأفيقوا قبل أن تندموا، واحذروا قبل فوات الأوان، وخذوا من وقائع الآخرين عبرة، قبل أن تكونوا أنتم عبرة لغيركم.
من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية
للألعاب الحديثة آثار سلبية على العقيدة الإسلامية؛ حيث تُكسب لا عبيها كثيرا من المخالفات الشرعية، قد تصل إلى صلب العقيدة، وأنها قد تعودهم على بعض الطقوس والعبادات لغير المسلمين من الطقوس الشركية وغير ذلك مما يوجد في بعض هذه الألعاب، ومن مخاطرها أنها تنمي فيهم حب العدوان وتدمير الممتلكات والأموال الخاصة والعامة، ومن مخاطرها تضييع الصلوات؛ فهذه الألعاب كالمغناطيس في جذب الأطفال والمراهقين، بل والكبار أيضًا، وهي سبب تقصيرهم في الصلاة وغيرها من العبادات.
حماية أبنائنا وبناتنا
إن حماية أبنائنا وبناتنا -الذين هم أساس المجتمع وقادة المستقبل- مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات والمؤسسات، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6)، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -[- قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]