عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 31-10-2023, 05:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,766
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي

فوائد مختصرة من تفسير العلامة السعدي (8)

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فهذا الجزء الثامن من الفوائد المختصرة من تفسير العلامة السعدي رحمه الله، عن: فوائد متفرقة.


الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية، زاد شرهم وطغيانهم، فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه.


ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله، وقتله شر قتله.


﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ [آل عمران: 137] بأبدانكم وقلوبكم، ﴿ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [آل عمران: 137] فإنكم سترون من ذلك العجائب، فلا تجد مكذبًا إلا كان عاقبته الهلاك.


الذي انفرد بإعطائكم ما تحبون، وصرف عنكم ما تكرهون، هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده، ولكن كثيرًا من الناس يظلمون أنفسهم، ويحمدون نعمة الله عليهم إذا نجَّاهم من الشدة، فإذا صاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة.


ليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة؛ كالصلاة والصيام والذكر ونحوها؛ بل لا يكون العبد زاهدًا زهدًا صحيحًا حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة، ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل.


الكاذب يكذب، ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه، فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب ردَّه بمجرد تصوره.


كل من كذب بالحق، فإنه في أمر مختلط، لا يدري له وجه ولا قرار، فترى أموره متناقضة مؤتفكة، كما أن من اتَّبَع الحق وصدَّق به قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدَّق فِعْلُه قِيلَه.


تثبَّت في كل ما تقوله وتفعله...فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عمَّا قاله وفعله، وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يُعِدَّ للسؤال جوابًا، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له، وكفِّها عمَّا يكرهه الله تعالى.


من تولَّى تربية الإنسان في دينه ودنياه، تربية صالحة غير الأبوين، فإن له على من ربَّاه حق التربية.


﴿ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 102]؛ أي: يهديهم إلى حقائق الأشياء، ويبين لهم الحق من الباطل، والهدى من الضلال.


القول الحسن داعٍ لكل خلقٍ جميلٍ، وعملٍ صالحٍ، فإن من ملك لسانه، ملك جميع أمره.


من هداه الله فإنه عند النِّعَم يخضع لربه، ويشكر نعمته، وعند الضرَّاء يتضرَّع ويرجو من الله عافيته، وإزالة ما يقع فيه، وبذلك يخف عليه البلاء.


لم يزل الله يُري عباده من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم، ما يتبين به الحق من الباطل، والهُدى من الضلال.


من رحمته بمن طلب الحقيقة في الأمور المطلوب علمها، وسعى لذلك ما أمكنه، فإن الله يوضح له ذلك.


المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب، أو التي لا فائدة فيها، إما أن يكون الخصم معاندًا، أو تكون المسألة لا أهمية فيها، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها...فإن في كثرة المناقشات فيها...تضييعًا للزمان، وتأثيرًا في مودة القلب بغير فائدة.


فضل الله لا تحيط به الأوهام والعقول، ولا ينكره إلا ظالم جهول.


العبد ينبغي له إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى موليها ومسديها، وأن يقول: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" ليكون شاكرًا، متسببًا لبقاء نعمته عليه؛ لقوله: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف: 39].


أي ظلم أعظم من ظلم من اتخذ عدوَّه الحقيقي وليًّا، وترك الولي الحميد؟!


استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعًا.


تعليق الأمور المستقبلة التي من أفعال العباد بالمشيئة، وألَّا يقول الإنسان للشيء: "إني فاعل ذلك في المستقبل"، إلا أن يقول: "إن شاء الله".


العبد الصالح يحفظه الله في نفسه، وفي ذريته.


المبغض لا يستطيع أن يلقي سمعه إلى كلام مَنْ أبغضه.


﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا [مريم: 2، 3] ناداه نداء خفيًّا ليكون أكمل وأفضل، وأتم إخلاصًا.


الشيب دليل الضعف والكبر، ورسول الموت، ورائده ونذيره.


﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [مريم: 4] توسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه، وهذا من أحب الوسائل إلى الله؛ لأنه يدل على التبرِّي من الحول والقوة، وتعلُّق القلب بحول الله وقوته.


من رحمة الله بعبده أن يرزقه ولدًا صالحًا، جامعًا لمكارم الأخلاق، ومحامد الشيم.


الأسباب جميعها لا تستقل بالتأثير، وإنما تأثيرها بتقدير الله، فيرى عباده خرق العوائد في بعض الأسباب العادية؛ لئلا يقفوا مع الأسباب، ويقطعوا النظر عن مقدرها ومسببها.


﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ [مريم: 31]؛ أي: في أي مكان، وأي زمان، فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه أو اجتمع به نالته بركته، وسعد به مصاحبه.


من بركة الشام أن كثيرًا من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها مهاجرًا لخليله، وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة، وهو بيت المقدس.


من كان في الضلالة بأن رضيها لنفسه وسعى فيها، فإن الله يمده منها ويزيده فيها حبًّا عقوبة له على اختيارها على الهدى، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف: 5] ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 110].


له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى، من حسنها: أنه أمر العباد أن يدعوه بها؛ لأنها وسيلة مقربة إليه، يحبها ويحب من يحفظها، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبَّد له بها؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180].


الصلاح هو السبب لدخول العبد برحمة الله، كما أن الفساد سبب لحرمانه الخير.


من فوائد الجليس الصالح والقرين الصالح أنه مبارك على قرينه.


صحبة الأخيار ومجاهدة النفس على مصاحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء، فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يُحْصى.


من سلطه...على العباد من الملوك وقام بأمر الله، كانت له العاقبة الحميدة والحالة الرشيدة، ومن تسلَّط عليهم بالجبروت، وأقام فيهم هوى نفسه، فإنه وإن حصل له ملك مؤقت، فإن عاقبته غير حميدة، فولايته مشئومة وعاقبته مذمومة.


الجهاد في الله حق جهاده، هو القيام التام بأمر الله، ودعوة الخلق إلى سبيله بكل طريق موصل إلى ذلك، من نصيحة وتعليم وقتال وأدب وزجر ووعظ، وغير ذلك.


سمى الاستئذان استئناسًا؛ لأن به يحصل الاستئناس، وبعدمه تحصل الوحشة.


البصير ينظر إلى هذه المخلوقات نظر اعتبار وتفكُّر وتدبر لما أريد بها ومنها، والمعرض الجاهل نظره إليها نظر غفلة، بمنزلة نظر البهائم.


الفلاح: الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، ولا يفلح إلا من حكَّم الله ورسوله، وأطاع الله ورسوله.


نور الإيمان والقرآن أكثر وقوع أسبابه في المساجد.


السيد وولي الصغير مخاطبان بتعليم عبيدهم، ومن تحت ولايتهم من الأولاد العلوم والآداب الشرعية؛ لأن الله وجَّه الخطاب إليهم، بقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ [النور: 58] الآية، فلا يمكن ذلك إلا بالتعليم والتأديب.


الزينة على الأنثى ولو مع تستُّرها، ولو كانت لا تُشتهى، يُفتنُ فيها، ويوقع الناظر إليها في حرج ﴿ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور: 60].


معرفة أحكامه الشرعية على وجهها يزيد في العقل، وينمو به اللب، لكون معانيها أجل المعاني، وآدابها أجل الآداب، ولأن الجزاء من جنس العمل، فكما استعمل عقله للعقل عن ربه، وللتفكُّر في آياته التي دعاه إليها، زاده من ذلك.


حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الأدب الكامل، والتعجب في موضعه، وألَّا يبلغ بهم الضحك إلا التبسُّم، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جُلُّ ضحكه التبسُّم، فإن القهقهة تدل على خفة العقل، وسوء الأدب.


عدم التبسُّم والعجب مما يتعجب منه يدل على شراسة الخلق والجبروت، والرُّسُل منزَّهون عن ذلك.


﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ [النمل: 20] دلَّ هذا على كمال عزمه وحزمه، وحسن تنظيمه لجنوده، وتدبيره بنفسه للأمور الصغار والكبار، حتى إنه لم يهمل هذا الأمر، وهو: تفقُّد الطير، والنظر هل هي موجودة كلها، أم مفقود منها شيء؟ وهذا هو معنى الآية.


﴿ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ [النمل: 42] وهذا من ذكائها وفطنتها لم تقل: هو؛ لوجود التغير فيه والتنكير، ولم تنف أنه هو؛ لأنها عرفته، فأتت بلفظ محتمل للأمرين، صادق على الحالين.


من أعظم آثار الجبار في الأرض، قتل النفس بغير حق.


الله تعالى إذا أراد أمرًا هَيَّأ أسبابه، وأتى بها شيئًا فشيئًا بالتدرُّج، لا دفعة واحدة.


العبد إذا عمل العمل لله تعالى، ثم حصل له مكافأة عليه، من غير قصد بالقصد الأول، فإنه لا يُلام على ذلك.


الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد؛ لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير، وشيطانه ينهاه عنه، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه كما ينبغي، وكل هذه معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد.


لو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة لما اختص بذلك الحمار الذي علمت خسته وبلادته.


الأنعام...سخَّرها الله لمنافعكم...تستدلون بها على كمال قدرة الله...حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم فأخرج من بين ذلك لبنًا خالصًا من الكدر سائغًا للشاربين للذَّته، يسقي ويغذي، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية.


ترى العبد الضعيف الذي يُفوِّض أمره لسيده [أي: الله عز وجل] قد قام بأمور لا تقوم بها أمة من الناس، وقد سَهَّل الله عليه ما كان يصعب على فحول الرجال، وبالله المستعان.


الأسباب تنفع، إذا لم يعارضها القضاء والقدر، فإذا جاء القضاء والقدر، تلاشى كل سبب، وبطلت كل وسيلة ظَنَّها الإنسان تُنْجيه.


الأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم...وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويُوفَّق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف الله، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم.


فسرت الحكمة بالعلم النافع، والعمل الصالح.


ينبغي للعبد إذا رأى من نفسه...أنه يهش لفعل المحرم فليعرف أن ذلك مرض فليجتهد في إضعاف هذا المرض، وحسم الخواطر الردية، ومجاهدة نفسه على سلامتها من هذا المرض الخطر، وسؤال الله العصمة والتوفيق.


كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه.


شكر الله تعالى حافظ للنعمة، دافع للنقمة.


من أسباب قصر العمر، الزنا، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، ونحو ذلك، مما ذكر أنها من أسباب قصر العمر.


﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص: 17]؛ أي: رجَّاع إلى الله في جميع الأمور، بالإنابة إليه، بالحب والتألُّه، والخوف، والرجاء، وكثرة التضرُّع، والدعاء، رجَّاع إليه، عندما يقع منه بعض الخلل بالإقلاع، والتوبة النصوح.


الله تعالى يمدح ويحبُّ القوة في طاعته، قوة القلب والبدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها، ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها وعدم الركون إلى الكسل، والبطالة المخلة بالقوة، المضعفة للنفس.


لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق لسوء أدب الخصم، وفعله ما لا ينبغي.


الحكم بين الناس مرتبة دينية، تولَّاها رُسُلُ الله، وخواصُّ خلقه.


الحكم بين الناس وظيفة القائم بها الحكم بالحق، ومجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد أمرين: لا يصلح للحكم، ولا يحلُّ له الإقدام عليه.


كل ما شغل العبد عن الله فإنه مشئوم مذموم فليُفارقه وليُقبل على ما هو أنفع له.


﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ [البقرة: 243] بسبب جهلهم وظلمهم ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ: 13] الذين يُقِرُّون بنعمة ربهم، ويخضعون لله ويحبونه، ويصرفونها في طاعة مولاهم.


إن ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ [الزخرف: 67] يوم القيامة المتخالِّين على الكفر والتكذيب ومعصية الله ﴿ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [الزخرف: 67]؛ لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير الله، فانقلبت يوم القيامة عداوة ﴿ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف: 67] للشرك والمعاصي، فإن محبتهم تدوم وتتَّصِل بدوام من كانت المحبة لأجله.


قصَّ الله على عباده نبأ الأخيار والفُجَّار ليعتبروا بهم، وأين وصلت بهم الأحوال.


الضيف يكرم بأنواع الإكرام بالقول والفعل....وإبراهيم هو الذي خدم أضيافه، وهو خليل الرحمن، وسيد من ضيَّف الضيفان.


من خاف من أحد لسبب من الأسباب، فإن عليه أن يزيل عنهُ الخوف، ويذكر له ما يؤمن روعه، ويسكن جأشه، كما قالت الملائكة لإبراهيم لما خافهم: ﴿ لَا تَخَفْ [هود: 70].


كان النصارى ألين من غيرهم قلوبًا، حين كانوا على شريعة عيسى عليه السلام.


من وثق بغير الله فهو مخذول، ومن ركن إلى غير الله كان وبالًا عليه.


﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7]، وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعيَّن على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى.


متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب اتِّباعها، وتقديمها على غيرها، كائنًا من كان.


الفقه كل الفقه أن يكون خوف الخالق ورجاؤه ومحبته مقدمةً على غيرها، وغيرها تبعًا لها.


المتخذ للكافر وليًّا عادم المروءة...فكيف يُوالي أعدى أعدائه الذي لا يريد له إلا الشر، ويخالف ربه ووليَّه الذي يريد به الخير، ويأمره به ويحثه عليه؟!


موالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه...من أعظم الجهاد في سبيله، ومن أعظم ما يتقرَّب به المتقربون إلى الله، ويبتغون به رضاه.


﴿ وَاللَّهُ قَدِيرٌ [الممتحنة: 7] على كل شيء، ومن ذلك: هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال.


ينبغي للعبد المُقبِل على عبادة الله وقت دواعي النفس لحضور اللهو، والتجارات والشهوات، أن يذكرها بما عند الله من الخيرات، وما لمؤثر رِضاه على هواه.


قال: ﴿ مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة: 254] ليدل ذلك على أنه تعالى لم يُكلِّف العباد من النفقة ما يعنتهم ويشق عليهم؛ بل أمرهم بإخراج جزء مما رزقهم ويسَّره ويسَّر أسبابه، فليشكروا الذي أعطاهم بمواساة إخوانهم المحتاجين.


﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [هود: 7]؛ أي: أخلصه وأصوبه.


﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف: 182] فنمدهم بالأموال والأولاد، ونمدهم في الأرزاق والأعمال، ليغتروا ويستمروا على ما يضُرُّهم، وهذا من كيد الله لهم، وكيد الله لأعدائه متين قوي، يبلغ من ضررهم وعقوبتهم كل مبلغ.


الانقطاع إلى الله، والإنابة إليه، هو الانفصال بالقلب عن الخلائق، والاتصاف بمحبة الله، وما يقرب إليه، ويوفي من رضاه.


كلما وُجِد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جُحْر ضَبٍّ لدخل عليه اليسر فأخرجه كما قال تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق: 7] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا)).


الإيثار عكس الأثرة، فالإيثار محمود، والأثرة مذمومة؛ لأنها من خصال البخل والشُّح.


أكثر الخلق منحرفون عن شكر المُنْعِم، مشتغلون باللهو واللعب، قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمر...فردَّهم الله في أسفل سافلين؛ أي: أسفل النار...إلَّا مَنْ مَنَّ الله عليه بالإيمان، والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية.


الإنسان...كثير الحب للمال، وحُبُّه لذلك هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على رضا ربِّه، وكلُّ هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة.


"سورة الفلق" هذه السورة تضمَّنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا، ودلت على أن السحر له حقيقة، يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه، ومن أهله.


الوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس؛ ولهذا قال: ﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس: 6].


من عاش على شيء مات عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.48%)]