الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 30-09-2023, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,659
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1177


الفرقان




أصل عظيم من أصول الحياة الزوجية {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}
قال الله -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: من الآية19)، هذا الأصل من أعظم أصول الحياة الزوجية، ويدخل تحته أنواع كثيرة لا تحصى من التعامل بين الزوجين، ولو راعاه الأزواج، لاختفت أكثر المشكلات الزوجية التي تضج منها البيوت.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال، وقال ابن كثير -رحمه الله-: أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال -تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، ولأجل المعاني العظيمة التي اشتمل عليها هذا الأصل وهذه القاعدة القرآنية: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أكّدها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أعظم مجمع عرفته الدنيا في ذلك الوقت، حين خطب الناس في يوم عرفة فقال: «فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
أحاديث موضوعة وضعيفة عن المرأة
بعض ما اشتهر عن المرأة من أحاديث ضعيفة ومكذوبة: «شاوروهن وخالفوهن»، يعني: النِّساء، قال السيوطي: «باطل لا أصل له»، بل يُروى في المرفوع من حديث أنس: «لا يفعلنَّ أحدكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشير، فليستشر امرأة، ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة»؛ وهذا أيضًا يخالف ما جاء في قوله -تعالى-: {عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ}، وتُخالف أيضًا ما ثَبَتَ عنه - صلى الله عليه وسلم - من مشورة بعضِ أزواجه في بعض الأمور وعمله بمشورتهن، كما شاور زوجته «أم سلمة» في صلح الحديبية وعمل بمشورتها، عندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه أن يحلقوا ويُقَصِّروا شعورهم، ويتحلَّلوا من إحرام العمرة، فشق عليهم ذلك.
بركة بقاء المرأة في مصلاها في الصباح

روى مسلم في صحيحه عَنْ جُوَيْرِيَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْـحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: «سُبْحَانَ اللَّـهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، وهذا خير عظيم يفوت كثيرا من النساء، ومن الخير لها أن تتأسى بنساء الصحابة بأن تبدأ يومها بالصلاة والجلوس في المصلى تذكر الله، وتطمئن في مصلاها ولا تكون عَجِلة، وإذا كان وراءها أعمالٌ تضطَّرها للقيام فلتأخذ نصيبها وحظها من هذا الجلوس طلبًا لبركة الإبكار وأذكار الصباح وطمأنينة القلب، ثم بعد ذلك تنهض لأعمالها ومصالحها وأولادها مستصحبةً معها هذه البركة التي حصَّلتها في البكور.
من الوصايا النبوية للنساء
حذارِ من التشبُّه بالرجال
عن ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: «لعَنَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - المُتَشَبِّهِينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساء، والمتشبِّهاتِ مِن النساء بالرِّجال»؛ أخرجه البخاري في اللباس (5885)، والترمذي في الأدب، قال الطبريُّ -رحمه الله-: المعنى: لا يَجوز للرِّجال التشبهُ بالنِّساء في اللباس والزِّينة التي تختصُّ بالنِّساء ولا العَكْس، وقال ابن القيم: والمرأة المتشبِّهة بالرِّجال تكتسب مِن أخلاقهم حتى يصيرَ فيها مِن التبرُّج والبروز ومشابهة الرِّجال ما قد يُفضي ببعضهنَّ إلى أن تُظهرَ بدنها كما يُظهِره الرجلُ، وتطلب أن تعلوَ على الرِّجال كما يعلو الرِّجال على النِّساء، وتَفعَل مِن الأفعال ما يُنافي الحياءَ والخفر المشروع للنِّساء، وهذا القَدْرُ قد يحصل بمجرد المشابهة. اهـ.
من فتاوى النساء:
حكم الجمعة والجماعة للمرأة
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حكم صلاة الجمعة والجماعة للمرأة، فقال: الجمعة ليست واجبة على المرأة، بل هي على الرجال، وهكذا الجماعة ليست واجبة على المرأة بل هي على الرجال، والسنة للمرأة أن تصلي في بيتها الجمعة وغير الجمعة، لكن إن صلت مع الناس تخرج دون طيب ومتحجبةً متسترة، كما كان بعض النساء في عهد النبي [ يصلين.
حياء المرأة المسلمة

إن من أخلاق الإسلام خلق عظيم، هو خير كله، ولا يأتي إلا بخير، من اتصف به فقد اتصف بصفة من صفات الأنبياء، إنه خلق الحياء، والحياء من الإيمان، فإذا ذهب الحياء ضعف الدين؛ لذا فإن صلاح المرأة صلاح للمجتمع؛ فكوني أيتها المسلمة حيية تقية.

طاعة المرأة لزوجها
من أبرز صفات الزوجة الصالحة، ومن محاسن أخلاقها: خلق الطاعة، ولا سيما الطاعة في المعروف التي ينجم عنها استقرار الحياة الزوجية السعيدة، وينتج عنها رضا الله -سبحانه وتعالى- عن المرأة المطيعة، ويكون ثوابها الجنة كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت».
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 23-05-2024 الساعة 12:20 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.75 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]