الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 27-09-2023, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,026
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1171


الفرقان



القرآن تحيا به القلوب والأرواح
قال الله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: {وَكَذَلِكَ} حين أوحينا إلى الرسل قبلك {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا؛ لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم.
وقال الشيخ صالح الفوزان: قال -سبحانه- {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو روح القلب، وروح القلب أخص من روح الأبدان، وقد سماه الله روحًا، لأنه تحيا به القلوب، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب، فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه، ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه؛ لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام.
وقال سماحة الشيخ ابن باز ر-حمه الله-: فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله - صلى الله عليه وسلم-، وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب، فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال -تعالى-: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} أ.هـ
فلنعد إلى كتاب الله ما دمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحًا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته.
احتساب الأجر والنية
المرأة تصرف وقتًا كبيرًا في شهر رمضان في تلبية متطلبات أسرتها؛ ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، فللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات، والأجر عند الله -سبحانه وتعالى- وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك؛ حيث قال: «أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات».

من مخالفات النساء في شهر رمضان
من مخالفات الصيام أن بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي أو لا تصلي إلا في رمضان، والله -جل وعلا- قال عن الصلاة قال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينَ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، فبعض النساء تنام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أو تنام عن الظهر حتى يدخل وقت العصر أو تنام عن بعض الصلوات حتى يخرج وقتها، فهي تحافظ على الصيام وهي مشكورة على هذا لكنها تضييع ما هو أهم من الصيام وهي الصلاة والله -جل وعلا- يقول: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}.
نساء السلف في رمضان
لقد كان حال أمهات المؤمنين ونساء السلف في رمضان من حال النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقد تعلمن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رمضان شهر عبادة وطاعة وقربى من الله -تعالى-، فكن يكثرن من الطاعات، ولا يهتممن كثيرا بشؤون البيت ولا بكثرة طعام ولا شراب ونحو ذلك مما يشغل كثيرا من الأسر في عصرنا الحالي، ومن أهم الأعمال التي كانت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعلنها في رمضان: العناية بصلاة التراويح وقيام الليل، فقد كانت نساء النبي يتحركن وسط النساء بالدعوة والوعظ والعمل الصالح، ويعلمن النساء الصلاة في رمضان تطوعا، فضلا عن محافظتهن - رضي الله عنهن- على الصلاة المفروضة في أول أوقاتها، حتى يكن قدوة للمؤمنات، بل كن يصلين بالنساء أحيانا في صلاة التطوع ليلا، ففي الآثار لأبي يوسف عن عائشة -رضي الله عنها- «أنها كانت تؤم النساء في رمضان تطوعا، وتقوم في وسط الصف»، وكن أحيانا يجعلن عبيدهن يؤمهن بالصلاة، كما كانت تفعل عائشة - رضي الله عنها- فقد أخرج البخاري أن عائشة - رضي الله عنها- كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف؛ وذلك لأنه لم يكن يحفظ القرآن، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجمع نساءه وبناته فيصلي بهن صلاة الليل.
من واجبات الفتيات المسلمات
على الفتيات المسلمات أن يشاركن والدتهنَّ في إعداد الطعام وطهيه يوميا، وعلى الأم أن تُقسم الأيام على الفتيات في المنزل، وأن تكون قريبة منهنَّ في أثناء إعدادهنَّ للأطعمة والأشربة، ويفضل من الأم أيضًا التنويع في الأطباق والأكلات على مدار الأسبوع؛ ليتسنى لهنَّ تعلم أكبر قدر من تجهيز الأطعمة، وعلى الأم أيضًا أن تشعرهنَّ بأهميتهنَّ في بيوتهنَّ، وأن يحتسبن الأجر في كل عمل يقمن به لوالدهن وإخوانهنَّ وأزواجهنَّ في المستقبل.


من فتاوى النساء في شهر رمضان
- سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم فقال:
من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا -عز وجل-؛ فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم؛ حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه.

رمضان شهر
غذاء الأرواح
يكفيك من إعداد الطعام القليل؛ فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة، شهر غذاء الأرواح وليس شهر غذاء البطون؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من البطن، فإنْ كان لابد فثُلُثٌ للطعام، وثُلُثٌ للشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس»؛ رواه الترمذي، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يكفي ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلبَه، ولا يُلام على كفاف»؛ (أخرجه مسلم).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-05-2024 الساعة 12:24 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.78 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]