عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-08-2023, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي رمزية معركة البقرة الوحشية وفناء الوعل في القصيدة القديمة

رمزية معركة البقرة الوحشية وفناء الوعل في القصيدة القديمة
المصطفى المرابط



إن من الموضوعات الشعرية التي أثارتها القصيدة العربية القديمة في المرحلة الجاهلية، واحتفت بها احتفاءً كبيرًا، وشكلت مصدرًا للإلهام الشعري؛ حيث كان الشعراء من خلالها يعمدون بشكل رمزي إلى تصوير واقعهم المتغير، وإلى نقل مشاهد وفصول دقيقة من حياتهم اليومية، وما تعرفه من أحداث وما يطرأ فيها من مستجدات، ويلجؤون إليها للتعبير عن حياة التنقل وعدم الاستقرار المحفوفة بالمخاطر التي وسمت واقعهم المعيش وتحكمت فيه، موضوع أو ظاهرة معركة البقرة الوحشية؛ حيث شكلت قصة هذا الحيوان العظيم الفريد، ذي المشاعر الفياضة بالأمومة والعطف والحنان، بما حملته من حوادث ووقائع، وبما ترتبت عليها من نتائج مأساوية وانكسارات وأحزان وجراحات نفسية عميقة، وسيلة ثمينة بين يدي الشاعر العربي القديم مكَّنته من بعث رسائله وترجمة معاناته وآلامه، وما يجري معه في علاقاته الإنسانية التي تربطه بمحيطه الاجتماعي.

والنموذج الشعري الذي يحضرنا من ديوان الشعر العربي الجاهلي في هذا الباب، هو للشاعر زهير بن أبي سلمى أحد فحول الشعراء المصنف في مقدمة الطبقات الشعرية.

يقول زهير بن أبي سلمى:
تبادر أغوال العشي وتتقي
علالة ملوي من القد محصد
كخنساء سفعاء الملاطم حرة
مسافرة مزؤودة أم فرقد
غدت بسلاح مثله يتقى به
ويؤمن جأش الخائف، المتوحد
وسامعتين تعرف العتق فيهما
إلى حذر مدلوك الكعوب، محدد
وناظرتين تطرحان قذاهما
كأنهما مكحولتان، بإثمد
طباها ضحاء، أو خلاء، فخالفت
إليه السباع، في كناس ومرقد
أضاعت فلم تغفر لها خلواتها
فلاقت بيانا عند آخر معهد
دما عند شلو، تحجل الطير حوله
وبضع لحام، في إهاب مقدد
وتنفض عنها غيب كل خميلة
وتخشى رماة الغوث من كل مرصد
فجالت على وحشيها وكأنها
مسربلة، في رازقي معضد
ولم تدر وشك البين حتى رأتهم
وقد قعدوا أنفاقها كل مقعد
وثاروا بها من جانبيها كليهما
وجالت وإن يجشمنها الشد تجهد

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]