عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-08-2023, 11:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,352
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تخريج حديث: إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها


سادسًا: حديث عائشة رضي الله عنها.
أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (314)، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (1371)، وأحمد (25970) و (25971)، والحاكم (531)، والخطيب في «تاريخه» (14/ 392)، وابن عساكر في «تاريخه» (25/ 126) و (49/ 70)، من طريق عمر بن أبي وهب النصري، قال: حدثني موسى بن ثروان العجلي، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء.

قال الهيثمي في «المجمع» (1/ 235): «رواه أحمد، ورجاله موثقون».
وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 150): «إسناده حسن».
قلت: بل هو إسناد مرسل معلول.

قال الدارقطني في «سؤالات البرقاني» (504): «موسى بن ثروان، ويقال: ابن سروان، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن عائشة رضي الله عنها، إسناد مجهول، حمله الناس».

وقال الذهبي في «الكاشف» (1/ 514): «طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي، أبو المطرف، عن أبي الدرداء، وعائشة، مرسل».

وقد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى.

فقد أخرجه ابن المظفر في «غرائب مالك» (25)، ومن طريقه أبو طاهر السلفي في «الطيوريات» (857)، من طريق محمد بن مرداس، عن أبي خلف عبد الله بن عيسى، عن يونس بن عبيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا اغتسل خلل لحيته ورأسه بالماء.
قلت: وهذا منكر.

محمد بن مرداس، الأنصاري، البصري.
قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 97): «مجهول».
وترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 248)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال ابن حبان في «الثقات» (9/ 107): «مستقيم الحديث».

وأبو خلف عبد الله بن عيسى.
قال أبو زرعة في «الجرح والتعديل» (5/ 127): «منكر الحديث».

وقال العقيلي في «الضعفاء» (3/ 295): «عبد الله بن عيسى الخزاز، أبو خلف، عن يونس بن عبيد، لا يتابع على أكثر حديثه».

وقال ابن عدي في «الكامل» (7/ 68- 73): «يروي عن يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند، بما لا يوافقه عليه الثقات»، ثم ذكر له عدة أحاديث، ثم قال: «وعبد الله بن عيسي له غير ما ذكرت من الحديث، وهو مضطرب الحديث، وأحاديثه أفرادات كلها، ويختلف عليه لاختلافه في رواياته، ألا ترى أنه قال مرة: عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، وقال مرة: عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، في الحديث الذي ذكر فيه «جعلني الله فداك»، وقد أمليت الروايتين جميعًا، وليس هو ممن يحتج بحديثه» اهـ.

سابعًا: حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (82) و (311)، عن مروان بن معاوية، عن أبي الورقاء العبدي، عن عبد الله بن أبي أوفى، أنه توضأ، فخلل لحيته في غسل وجهه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هكذا.

أبو الورقاء العبدي؛ هو فائد بن عبد الرحمن الكوفي.
قال أحمد في «مسائل ابن هانئ» (2243): «متروك الحديث».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 132): «منكر الحديث».
وقال ابن معين كما في «الجرح والتعديل» (7/ 83): «ليس بثقة، وليس بشيء».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 84): «سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: فائد أبو الورقاء، لا يُشتغل به، سمعت أبي يقول: فائد ذاهب الحديث، لا يكتب حديثه، وكان عند مسلم بن إبراهيم عنه، فكان لا يحدِّث عنه، وكنا لا نسأله عنه، وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل، لا تكاد ترى لها أصلًا؛ كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلًا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 203): «كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات، لا يجوز الاحتجاج به» اهـ.

وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك اتهموه».

ثامنًا: حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (317)، وابن أبي شيبة (112)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 160)، والطبراني في «الكبير» (8/ 278) (8070)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (1214)، عن زيد بن الحباب، عن عمر بن سليم الباهلي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته.

ولفظ ابن أبي شيبة، والبخاري: قال أبو غالب: قلت لأبي أمامة: أخبرنا عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوضأ ثلاثًا، وخلل لحيته، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.

عمر بن سليم الباهلي، فيه مقال.
قال العقيلي في «الضعفاء» (4/ 185): «يُحدِّث بمناكير».
وقال ابن حجر في «التقريب»: «صدوق له أوهام».

وأبو غالب حزور.
قال ابن سعد في «الطبقات» (7/ 238): «كان ضعيفًا، منكر الحديث».
وفي «الجرح والتعديل» (3/ 316): «عن يحيى بن معين، أنه قال: أبو غالب صالح الحديث.
سمعت أبي يقول: أبو غالب الحزور ليس بالقوي».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (665): «أبو غالب يروي عن أبي أمامة ضعيف».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 329): «منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما يوافق الثقات، وهو صاحب حديث الخوارج».

وقال ابن عدي في «الكامل» (4/ 224): «وأبو غالب قد روى عن أبي أمامة حديث الخوارج بطوله، وروى عنه جماعة من الأئمة وغير الأئمة، وهو حديث معروف به، ولأبي غالب غير ما ذكرت من الحديث، ولم أر في أحاديثه حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به» اهـ.

وهذا الحديث على ضعف إسناده قد اختلف فيه عن أبي غالب.

فقد أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 160)، عن هارون، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن، قال: حدثنا آدم أبو عباد، عن أبي غالب، رأى أبا أمامة رضي الله عنه يخلل لحيته، وكانت رقيقة. هكذا موقوفًا.

تاسعًا: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2277)، من طريق شيبان بن فروخ، عن نافع أبي هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتطهر، وبين يديه إناء قدر المد، وإن زاد فقل ما يزيد، وإن نقص فقل ما ينقص، فغسل يديه، ومضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وخلل لحيته، وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه مرتين مرتين، وغسل رجليه حتى أنقاهما، فقلت: يا رسول الله، هكذا التطهر؟ قال: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ».

قال الطبراني: «لم يرو هذه اللفظة عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في: تخليل اللحية في الوضوء إلا نافع أبو هرمز، تفرد به شيبان» اهـ.

قلت: وهذا منكر؛ لأجل نافع أبي هرمز.
قال ابن معين في «رواية الدارمي» (826): «لا أعرفه».
وقال في «رواية الدوري» (4/ 180): «ليس بشيء».
وقال ابن معين أيضًا كما في «الكامل» (10/ 209): «ليس بثقة، كذاب».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 401): «كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له منه سماعًا، لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ.

عاشرًا: حديث أم سلمة رضي الله عنها.
أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (2/ 198)، والطبراني في «الكبير» (23/ 298) (664)، من طريق خالد بن إلياس، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ويخلل لحيته.

قلت: وهذا منكر؛ لأجل خالد بن إلياس.

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 321): «عن أبي طالب، قال: سألت أحمد بن حنبل عن خالد بن إلياس القرشي، فقال: متروك الحديث.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: خالد بن إلياس ليس بشيء.

سمعت أبي يقول: خالد بن إلياس، ضعيف الحديث، منكر الحديث، قلت: يُكتب حديثه؟ قال: زحفًا.

سئل أبو زرعة عن خالد بن إلياس، فقال: ليس بقوي ضعيف.

سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه، وسكت، وذكر بعدنا: لا يسوى حديثه فلسين» اهـ.

وقال البخاري في «الضعفاء الكبير» (2/ 197): «ليس بشيء، منكر الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 340): «يروي الموضوعات عن الثقات، حتى سبق إلى قلوب المستمعين إليها أنه الواضع لها، لا يجوز أن يكتب حديثه إلا على جهة التعجب» اهـ.

وقد توبع خالد بن إلياس على هذا الحديث.

فقد أخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 281)، قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سوار، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، عن خالد بن سلمة، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته.

قلت: هذه المتابعة لا تثبت؛ لأجل أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.

ذكر ابن عدي في «الكامل» (9/ 444)، عن إبراهيم الأصبهاني، قال: «أبو بكر الباغندي كذاب».

قال ابن عدي: «وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الأحاديث، وكان مدلسًا يدلس على ألوان، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب» اهـ.

وقال أبو بكر الإسماعيلي كما في «تاريخ بغداد» (4/ 343): «لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا، أو قال: كثير التصحيف» اهـ.

قلت: وقد يكون تصحف عليه اسم خالد بن إدريس، إلى خالد بن سلمة.

وجاء في «سؤالات السهمي للدارقطني» (343): «سألته عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي؟ فقال: هو مخلط، مدلس، يكتب الحديث عن بعض من حضره من أصحابه، ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كثير الخطأ، حدثنا عنه عند بعضهم: «حدثنا فلان»، وعند آخر: «ذكر فلان»، وعند آخر: بينه وبين شيخه رجل».

وجاء في «سؤالات حمزة للدارقطني» (36): «سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية، قال حمزة بن يوسف: ثم دخلت مصر، وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا، وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني، فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئًا، وكان للوزير الماضي حجرتان، إحداهما للباغندي يجيئه يومًا، ويقرأ له، والأخرى لليزيدي، قال أبو الفضل: سمعت أبي يقول: كنت يومًا مع الباغندي في الحجرة يقرأ لي كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب مربع، الباقي محكوك، فرجع الباغندي، ورأى الجزء في يدي، فتغير وجهه، وسألته، فقال: أيش هذا، مربع؟ فغيَّر ذلك، ولم أفطن له؛ لأني أول ما كنت دخلت في مكتبة الحديث، ثم سألت عنه، فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع، سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم، وبقي مربع، فبرد على قلبي، ولم أخرج عنه شيئًا.

وسألت أبا بكر بن عبدان، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، هل يدخل في الصحيح؟ قال: لو خرجت الصحيح صحيحًا لم أدخله فيه، قيل له: لِمَ، قال: لأنه كان يُخلِّط ويدلِّس، قال: وليس ممن كتبت عنه آثر عندي، ولا أكثر حديثًا منه، إلا أنه شره، قال: والباغندي أحفظ من ابن أبي داود.

وسألت الدارقطني، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: كان كثير التدليس، يحدث بما لم يسمع، وربما سرق بعض الأحاديث، وقال: أشد ما سمعت فيه من الوزير بن حنزابة، سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: سمعت أبا عمرو الراسبي يقول، دخلت على الباغندي أنا وابن مظاهر، فأخرج إلينا أصوله، فكتبنا منه ما كتبنا، ثم أخرج إلينا تخريجه، ثم قال له ابن مظاهر: يا أبا بكر، اقبل نصيحتي: ادفع إليَّ تخريجك هذا أعرفه، وأخرج لك ما تصير به أبا بكر بن أبي شيبة.

قال ابن الراسبي: قال لي ابن مظاهر: هذا الرجل لا يكذب، ولكن يحمله الشره على أن يقول: «حدثنا»، ووجدت في كتبه في مواضع: «ذَكَرَه فلان»، و«في كتابي عن فلان»، ثم رأيته يقول: أخبرنا» اهـ.

وأما الخطيب فكان يقوي حاله؛ حيث قال في «تاريخه» (4/ 343): «كان كثير الحديث، رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة، كان فهمًا، حافظًا، عارفًا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه، ولم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه، ويخرجونه في الصحيح» اهـ.

قلت: والمعروف أن المتأخرين كانوا يتساهلون في التصحيح.

وقال ابن شاهين في «أسماء الثقات» (1465): «أخبرنا عمران بن الحسن بن علي بن مالك، قال سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن أبي خيثمة يقول، وذكر أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي، فقال: ثقة، كثير الحديث، لو كان بالموصل لخرجتم إليه، ولكنه يتطرح عليكم ولا تريدونه» اهـ.

وقال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (4/ 257): «وقال ابن عدي: حدثنا موسى بن القاسم بن موسى بن الأشيب، حدثني أبي، سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: أبو بكر الباغندي كذاب.

قلت: بل هو صدوق، من بحور الحديث».

قلت: والظاهر أن «صدوق» هنا راجعة على العدالة؛ ردًّا على من اتهمه بالكذب.

ولو فرضنا أنها راجعة على الضبط أيضًا، ككلام الخطيب؛ فالحقيقة أنه لا اعتبار لكلام من قوى حاله في مقابل الجرح المفسر الذي تقدم.

حادي عشر: حديث تميم بن زيد المازني رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في «الكبير» (2/ 60) (1286)، قال: حدثنا هارون بن مَلُّول المصري، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود، عن عباد بن تميم، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، توضأ، ومسح بالماء على لحيته، ورجليه.

أبو الأسود؛ هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة.

قلت: هذا الإسناد جميع رجاله ثقات، سوى هارون بن ملول، فلم أجد من ترجمه سوى ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (8/ 266)، قال: «هارون بن ملول المصري، شيخ للطبراني، واسم ملول: عيسى بن يحيى».

ثم وجدت ابن الجوزي ذكر في «المنتظم» (12/ 397)، قال: «هارون بن عيسى بن يحيى، أبو محمد الصيرفي، روى عن أبي عبد الرحمن المقري، وعبد الله بن عبد الحكم، وكان من عقلاء الناس، ثقة في الحديث» اهـ.
فالغالب أنه هو، والله أعلم.

قلت: ولكن هذا معل بأمور:
الأمر الأول: أن هارون بن مَلُّول خولف، فروى غيره هذا الحديث بدون هذه اللفظة.

فقد أخرجه أحمد (16454)، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد؛ يعني: ابن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود، عن عباد بن تميم المازني، عن أبيه، أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح بالماء على رجليه.

فهذا الإمام أحمد يروي الحديث عن أبي عبد الرحمن المقرئ، دون ذكر هذه اللفظة.

وقد تابع الإمام أحمد على عدم ذكر هذه اللفظة ثلاثة أنفس: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو بشر بكر بن خلف، وأبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري.

فقد أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2192)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو بشر بكر بن خلف، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد... بنفس لفظ الإمام أحمد.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (242)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (1/ 115)، عن أبي بكر بن أبي شيبة وحده.

وأخرجه ابن خزيمة (201)، قال: أخبرنا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري، قال: أخبرنا المقرئ، به.

الأمر الثاني: أنه قد ورد الحديث عن هارون بن ملول نفسه بدون هذه اللفظة.

فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9332)، قال: حدثنا هارون بن ملول، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، عن عباد بن تميم المازني، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ويمسح بالماء على رجليه.

قلت: وعليه؛ فذكر اللحية في حديث هارون بن مَلُّول، إما أن يكون شذوذًا؛ لمخالفته أربعة نفر لم يذكروها، وإما أن يكون خطأ وتحريفًا في «معجم الطبراني»؛ لورود الحديث عن هارون بن ملول نفسه بدونها.

الأمر الثالث: أننا لو فرضنا ثبوت هذه اللفظة، فإنها لا تُعدُّ شاهدًا لتخليل اللحية؛ لأن المسح شيء، والتخليل شيء آخر.

ثاني عشر: حديث جابر رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 313)، والخطيب في «تاريخه» (7/ 493)، من طريق أصرم بن غياث الخراساني، عن مقاتل بن حيان، عن الحسن، عن جابر رضي الله عنه، قال: وضأت النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاثًا، ولا أربعًا، فرأيته يخلل لحيته بأصابعه، كأنها أنياب مشط.

قال عبد الله بن أحمد في «العلل» (1612): «سمعت أبي يقول:
شيخ من أهل نيسابور، قدم علينا، فسمعته يحدث عن مقاتل بن حيان، عن الحسن، عن جابر: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فخلل لحيته بأصابعه كأنها أنياب مشط. ثم قال أبي: ما أرى هذا الشيخ كان بشيء، ضعَّفه جدًّا. قال عبد الله: حدثناه بعض المشايخ، قال حدثنا أصرم النيسابوري، ذكر هذا الحديث» اهـ.

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 56): «أصرم بن غياث، النيسابوري، أبو غياث، عن مقاتل بن حيان الخراساني، منكر الحديث» اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 336): «سمعت أبا زرعة يقول: أصرم بن غياث، ليس بقوي.

سمعت أبي يقول: أصرم بن غياث، منكر الحديث».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (65): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 207): «كان مرجئًا، منكر الحديث، أخرج حديثه عن أهل الرأي، لا يتابع على ما روى» اهـ.

وقال ابن عدي عقب الحديث: «وأصرم بن غياث هذا له أحاديث عن مقاتل مناكير، كما قاله البخاري والنسائي، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، وليس له كبير حديث» اهـ.

قلت: ثم إن في الحديث علة أخرى؛ وهي الانقطاع بين الحسن، وجابر رضي الله عنه، فإن الأئمة ذكروا أن الحسن لم يسمع من جابر رضي الله عنه.

قال الحافظ في «التلخيص» (1/ 151): «وأصرم متروك الحديث، قاله النسائي، وفي الإسناد انقطاع أيضًا».

ثالث عشر: حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 554)، والبيهقي في «الخلافيات» (840)، من طريق تمام بن نجيح، عن الحسن، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فخلل لحيته مرتين، وقال: «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ».

قال ابن عدي عقبه: «وهذا الحديث إنما يعرف بتمام عن الحسن، على أنه قد رواه غيره، ولتمام بن نجيح غير ما ذكرت من الروايات شيء يسير، وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 157): «تمام بن نجيح، الأسدي، سمع عون بن عبد الله، روى عنه مبشر بن إسماعيل، فيه نظر» اهـ.

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 466): «يحدث بمناكير، وقد روى غير حديث منكر لا أصل له».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 445): «سمعت أبي يقول: تمام بن نجيح، منكر الحديث ذاهب.

سمعت أبا زرعة يقول: تمام بن نجيح، ليس بقوي، ضعيف.

حدثنا حرب بن إسماعيل، فيما كتب إليَّ، قال: سألت أحمد عن تمام بن نجيح، أظنه قال: ما أعرفه. يعني: ما أعرف حقيقة أمره» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 234): «منكر الحديث جدًّا، يروي أشياء موضوعة عن الثقات، كأنه المتعمد لها» اهـ.

قلت: وفي الإسناد علة أخرى؛ وهي الانقطاع بين الحسن وأبي الدرداء.

قال ابن أبي حاتم في «المراسيل» (148): «قال أبو زرعة: الحسن عن أبي الدرداء، مرسل».

رابع عشر: حديث كعب بن عمرو رضي الله عنه.
أخرجه الطبراني في «الكبير» (19/ 181) (412)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (5832)، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي، عن أبيه مصرف بن عمرو بن السري بن مصرف بن كعب بن عمرو، عن أبيه، عن جده، يبلغ به كعب بن عمرو، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح باطن لحيته، وقفاه.

قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (1/ 166): «هذا الإسناد لا أعرفه، وكتبته تذكرة، حتى أسأل عنه إن شاء الله تعالى».

وقال ابن حجر في «لسان الميزان» (8/ 73): «قال ابن القطان: هو إسناد مجهول، مثبج، ومصرف بن عمرو بن السري وأبوه وجده السري، لا يعرفون».

قال في «العين» (6/ 100): «التثبيج: التخليط من كل شيء».

خامس عشر: حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
أخرجه البزار في «مسنده» (3687)، قال: حدثنا محمد بن صالح بن العوام، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز، قال: حدثني أبي بكار بن عبد العزيز، قال سمعت أبي عبد العزيز بن أبي بكرة، يحدث عن أبيه رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فغسل يديه ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ومسح برأسه، يُقْبِل بيديه من مقدمه إلى مؤخره، ومن مؤخره إلى مقدمه، ثم غسل رجليه ثلاثًا، وخلل بين أصابع رجله، وخلل لحيته.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وبكار بن عبد العزيز ليس به بأس، وعبد الرحمن صالح الحديث، قد تقدم ذكرنا له» اهـ.

قلت: شيخ البزار مجهول.

قال الهيثمي في «المجمع» (1/ 233): «شيخ البزار محمد بن صالح بن العوام، لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله رجال الصحيح».
وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة.

قال الدوري في «روايته» (3269): «سألت يحيى عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، فقال: ليس حديثه بشيء».

وقال يحيى، كما في «الجرح والتعديل» (2/ 408): «صالح».

وقال البخاري، كما في «العلل الكبير» (ص393): «مقارب الحديث».

وقال الآجري في «سؤالاته» (1099): «سألت أبا داود عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، فقال: ليس بذلك».

وقال يعقوب الفسوي في «تاريخه» (2/ 120): «ضعيف».
وقال البزار في «مسنده» (9/ 133): «ليس به بأس».
وقال مرة: «ضعيف».

وقال ابن عدي في «الكامل» (2/ 471): «أرجو أنه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يُكتب حديثهم».
وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم».

سادس عشر: حديث عبد الله بن عكبرة.
قال أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (3/ 1744): عبد الله بن عكبرة، قوله: التخليل من السنة، مجهول، ذكره بعض المتأخرين، قوله هذا من حديث أبي أحمد الزبيري، عن حنظلة بن عبد الحميد، عن عبد الكريم البصري، عن مجاهد، عن عبد الله بن عكبرة، ولم يزد عليه.

حدثناه أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا ابن رستة، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا علي بن عبد الله العامري، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عكبرة، قال: «التخلل من السنة».

قلت: وقد قال أبو نعيم بأنه مجهول، وكذا السند المؤدي إليه فيه مجاهيل، وعبد الكريم بن أبي المخارق تقدم الكلام فيه.

قال الهيثمي في «المجمع» (1/ 540): «عن عبد الله بن عكبرة، وكانت له صحبة، قال: التخليل سنة. رواه الطبراني في «الأوسط» و«الصغير»، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف».

سابع عشر: حديث جرير رضي الله عنه.
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (2/ 191): «وأما حديث جرير، فرواه ابن عدي في «كامله»، من طريق ياسين الزيات، عن ربعي بن حراش، عنه، مرفوعًا، ثم قال: ياسين متروك».

وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (1/ 151): «أما حديث جرير، فرواه ابن عدي، وفيه ياسين الزيات، وهو متروك».

قلت: حديث ياسين الزيات أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3004)، وابن عدي في «الكامل» (10/ 497)، من طريق ياسين بن معاذ الزيات، عن حماد بن أبي سليمان، عن ربعي بن حراش، قال: سمعت جريرًا يقول: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما نزلت المائدة، فمسح على خفيه.

وليس فيه ذكر التخليل، ومع ذلك فياسين الزيات قد أجمع الأئمة على أنه منكر الحديث، متروك.

ثامن عشر: حديث وائل بن حجر رضي الله عنه.
أخرجه البزار (4488)، والطبراني في «الكبير» (22/ 49) (118)، من طريق محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي، قال: حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتي بإناء فيه ماء، فأكفأ على يمينه ثلاثًا، ثم غمس يمينه في الإناء، فأفاض بها على اليسرى ثلاثًا، ثم غمس اليمنى في الماء، فحفن حفنة من ماء، فتمضمض بها، واستنشق، واستنثر ثلاثًا، ثم أدخل كفيه في الإناء، فحمل بهما ماء، فغسل وجهه ثلاثًا، وخلل لحيته، ومسح باطن أذنيه، ثم أدخل خنصره في داخل أذنه، ليبلغ الماء، ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه، وغسل ذراعه اليمنى ثلاثًا حتى ما وراء المرفق، وغسل اليسرى مثل ذلك باليمنى حتى جاوز المرفق، ثم مسح على رأسه ثلاثًا، ومسح ظاهر أذنيه، ومسح رقبته وباطن لحيته بفضل ماء الرأس، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثًا، وخلل أصابعها، وجاوز بالماء الكعب، ورفع في الساق الماء، ثم فعل في اليسرى مثل ذلك، ثم أخذ حفنة من ماء بيده اليمنى فوضعه على رأسه حتى تحدر من جوانب رأسه، وقال: «هَذَا تَمَامُ الْوُضُوءِ»، فدخل محرابه... ثم ساق حديثًا طويلًا في صفة الصلاة.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حجر بهذا الإسناد».
قلت: هذا حديث منكر المتن والإسناد.

قال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 284): «محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي؛ يروي عن عمه سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه وائل بن حجر بنسخة منكرة، فيها أشياء لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس من حديث وائل بن حجر، ومنها أشياء من حديث وائل بن حجر مختصرة جاء بها على التقصي، وأفرط فيه، ومنها أشياء موضوعة ليس يشبه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز الاحتجاج به» اهـ.

وسعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 495): «فيه نظر».

تاسع عشر: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه الخطيب في «المتفق والمفترق» (588)، من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: حدثني زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كنت أوضئ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلم يكن يدع نضح غابته ثلاثًا تحت ذقنه. قال حسين: قلت لجعفر: ما الغابة؟ فأشار بيده إلى بطن لحيته.

قال ابن حجر في «التلخيص» (1/ 151): «وأما حديث علي، فرواه الطبراني فيما انتقاه عليه ابن مردويه، وإسناده ضعيف ومنقطع» اهـ.

قلت: وهو كما قال رحمه الله.
فأغلب الإسناد مجاهيل الحال.

وقد ترجم المزي في «التهذيب» (20/ 352) لعلي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وقال: «روى عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، ولا يُدرى سمع منه أم لا»، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

عشرون: حديث جبير بن نفير.
قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (1/ 151، 152): «وفي الباب حديث مرسل، أخرجه سعيد بن منصور، عن الوليد، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ خلل أصابعه ولحيته، وكان أصحابه إذا توضئوا خللوا لحاهم».

قلت: هذا مرسل، كما قال الحافظ، وإسناده منكر؛ لأجل سعيد بن سنان؛ وهو أبو مهدي.
قال ابن معين في «سؤالات ابن الجنيد» (512): «ليس بشيء».
وقال مرة: «ليس بثقة».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 477): «سعيد بن سنان، أبو مهدي، الحمصي، الكندي، عن أبي الزاهرية، منكر الحديث» اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 28): «سألت أبي عن أبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي، فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، يروي عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من ثلاثين حديثًا أحاديث منكرة.

سألت أبا زرعة عن سعيد بن سنان أبي مهدي، فأومأ بيده أنه ضعيف» اهـ.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (268): «متروك الحديث».

وقال الجوزجاني، كما في «الكامل» (5/ 446): «أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة، لا تشبه أحاديث الناس، وكان أبو اليمان يثني عليه في فضله وعبادته، وقال: كنا نستمطر به، فنظرت في أحاديثه فإذا أحاديثه معضلة، فأخبرت أبا اليمان بذلك، فقال: أما إن يحيى بن معين لم يكتب منها شيئًا، فلما رجعنا إلى العراق ذكرت ليحيى بن معين أبا المهدي، وقلت: ما منعك أن تكتبها؟ قال: من يكتب تلك الأحاديث؟ لعلك كتبت منها يا أبا إسحاق؟ قال: قلت: كتبت منه شيئًا يسيرًا لأعتبر به، قال: تلك لا يعتبر بها، هي بواطل» اهـ.

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 404): «منكر الحديث، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد».

وقال ابن عدي في «الكامل» (5/ 452) بعدما ذكر له عدة أحاديث: «ولأبي مهدي سعيد بن سنان هذا غير ما ذكرت من الأحاديث، وعامة ما يرويه - وخاصة عن أبي الزاهرية - غير محفوظة، ولو قلت: إنه هو الذي يرويه عن أبي الزاهرية لا غيره، جاز ذلك لي، وكان من صالحي أهل الشام وأفاضلهم، إلا أن في بعض رواياته ما فيه» اهـ.

قلت: ولم أر فيما وقفت عليه من آثار عن الصحابة أثرًا يصح إلا عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة (100)، وابن المنذر في «الأوسط» (364)، عن عبد الله بن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يخلل لحيته.
قلت: هذا إسناد صحيح.

وأخرج ابن أبي شيبة (115)، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان إذا توضأ خلل لحيته.

قلت: هذا إسناد حسن، محمد بن فضيل صدوق.
وورد تخليل اللحية عن غير ابن عمر بأسانيد ضعيفة.

وقد ورد تضعيف أحاديث تخليل اللحية عن بعض الأئمة.

قال أبو داود في «مسائله» (40): «قلت لأحمد بن حنبل: تخليل اللحية؟ قال: يخللها؛ قد روي فيه أحاديث ليس يثبت فيه حديث؛ يعني: عن النبي صلى الله عليه وسلم».

وقال أبو حاتم في «العلل» (1/ 553): «لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية حديث».

وقال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (6/ 164): «والرواية في تخليل اللحية فيها مقال ولين».

وقال ابن حزم في «المحلى» (1/ 284) في أحاديث تخليل اللحية: «وهذا كله لا يصح منه شيء»، ثم ذكر كل ما ورد في هذا الباب، وبيَّن عللها، ثم قال: «فسقط كل ما في هذا الباب».

[1] قال الدارقطني في «السنن» (1/ 148): «وفي هذا الحديث موضع فيه عندنا وهم؛ لأن فيه الابتداء بغسل الوجه قبل المضمضة والاستنشاق، وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل بهذا الإسناد، فبدأ فيه بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه وتابعه أبو غسان مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل، فبدأ فيه بالمضمضة والاستنشاق قبل الوجه، وهو الصواب» اهـ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 45.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.39%)]