عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-08-2023, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,895
الدولة : Egypt
افتراضي أخشى البقاء مع زوجتي بعد أولادي

أخشى البقاء مع زوجتي بعد أولادي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
رجل كبرت به السن، زوجته لا تهتم لشؤونه بتاتًا، ويخشى أن يبقى وحده معها بعد زواج أبنائه الثلاثة، ويفكر في طلاقها أو الزواج بأخرى، ويسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:
تزوجت زواج صالونات منذ ما يناهز الثلاثين عامًا، لي من الأبناء ثلاثة، زوجتي صوَّامة قوَّامة حافظة للقرآن، لكنها تجهل الحياة الزوجية ومتطلباتها، وقد طُلِّقت أخواتها لنفس السبب، فبرغم مدة زواجي الطويلة، فأنا لا أشعر أنني متزوج إلا لمدة خمس أو ست سنوات، وباقي المدة خصام وشِجار، أقول: أنا لستُ من الرجال الذين يحبون النكد، وأحب بيتي وعملي، ولا أحب أن أجرح زوجتي ضربًا أو سبًّا، وقد طلبت منها في بداية زواجنا أن يكون ميعاد الانتهاء من عمل وجبة الغداء الساعة الثالثة ظهرًا؛ إذ أرجع من عملي وأرتاح قليلًا، ثم أعاود النزول لعملي مرة أخرى، ورغم ذلك، فإلى الآن ينتهي الطعام عند أذان المغرب، بحكم أنها دائمًا صائمة؛ وتلك مشكلة كبيرة لي؛ فكثيرًا ما أطلب منها ما أحله الله تعالى، فإذا بها تمتنع بحجة أنها ستصوم، أو أنها لا تحب الاستحمام؛ لأنها شكَّاكة، ويضيع وقت كثير منها في الاستحمام، وكثيرًا ما تحزن لأنه لا أحد منا يساعدها، وإذا ما قدمنا لها المساعدة، فلا يعجبها ما نفعل، وقد تتشاجر معي بسبب استخدامي الأجهزة الكهربائية المتاحة في المطبخ، فتغضب مني، وتضع وسادة بيننا في السرير، وإذا طلبت منها تحضير طعام الفطور، تقول لي بصوت عالٍ: "مش شغلتي"، ولا تجلس إلى طعام الغداء إلا بوجود الأولاد، وإذا كانوا غير موجودين، فإنها تأكل وحدها في غرفتها، آخر المشاكل بيننا كانت قبل رمضان بعشرة أيام، كنت هاجرها في الفراش، فقامت بتنظيف جميع سجاد البيت ولم تفرشه، فقلت في نفسي: ستفرش مع دخول رمضان، فلم تفعل، فقلت: لعله العيد، فلم تفعل، فأمرتها بأن تفعل، فأبت عليَّ، فلم أجد بدًّا من قيامي بالتنظيف؛ فاتسعت المشكلة بيننا؛ لأنها أفسدت ما قمت به، حتى إننا إذا لقي أحدنا الآخر، تنفر مني، ويكفهرُّ وجهها، وتتفوه بـ: حسبي الله ونعم الوكيل، ومنذ شهرين من الخصام كنت جالسًا على سريري في غرفة النوم، وقد دخلت الغرفة بفطورها، فلما رأتني، قالت: "ايه اللي مقعده هنا ده"، وقد حزنت جدًّا، وأخذت أغراضي لأنام في غرفة الاستقبال، ومنذ ذلك الحين وأنا أنام في غرفة الاستقبال، زوجتي لا تستطيع أن تفصل بين الواجبات الزوجية وبين غضبها، فإذا غضبت يومًا أو حزنت لأي سبب، فإنها لا تقوم بواجبات البيت، منذ يومين حدث أني استحممتُ، وكنت أبحث عن ملابسي الداخلية، وكانت تحادث أختها تليفونيًّا، وبرغم أنها تراني أبحث عن أغراضي، فإنها لم تتكلم، وعندما سألتها، أخبرتني عن المكان بالإشارة، فاستشطتُ غضبًا، وانفعلتُ عليها، فقالت لي: "أنا أتجنبك"، فأخبرتها بأنني لا أريدها في بيتي وأن تذهب لبيت أهلها، فقالت لي: سأجلس على السُّلَّم؛ فليس لديَّ مكان أذهب إليه، رغم أن والديها موجودان ولهما منزل، فكتمتُ غضبي بعد تدخل ابني، ويبقى الحال كما هو؛ عدم اهتمام بشؤوني؛ من غسيل وأكل ونظافة، وأنا الآن على المعاش، وأصبحت ملازمًا بيتي أكثر من ذي قبل، أفكر إذا ما تزوج أبنائي: كيف ستكون عيشتي؟ أفكر في طلاقها، لكنها طُلقت مرتين قبل ذلك، وإذا طُلقت، فلن ترتاح مع والديها، كما أن أولادي معترضون على زواجي من أخرى، وليس لأحدٍ من أولادها عندها قيمةٌ، فلا تسمع لهم نصيحة، ولا حَكَمَ من أهلها؛ فأبواها كبيران، وأخوها لا فائدة تُرتجى منه، ولا عمومة أو خؤولة لها، أرجو حل مشكلتي، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
1- فقد قرأت مشكلتك بتمعن عدة مرات وفهمتها جيدًا.

2- وحلها لا يحتاج لآراء كثيرة، خاصة أنه مضى هذا العمر الطويل، ولم تستجِبْ للنصح.

3- ولذا فأقول لك باختصار: يبدو لي أنك فعلًا بحاجة ماسَّة جدًّا لزوجة أخرى.

4- واعتراض أولادك لا قيمةَ له.

5- أما زوجتك، فيبدو أنه يسيطر عليها شيء كبير من الجهل بالحقوق الزوجية الشرعية.

6- ويبدو أنها غير مرتاحة معك بشكل صحيح.

7- ويبدو أن بها طباعًا عميقة؛ من شدة الغضب والحِدَّة... والتخلص منها صعب جدًّا، إلا أن يشاء الله شيئًا آخر.

8- وعمومًا: استخر ربك سبحانه كثيرًا بتجرد كامل؛ أي: بصدق وبتفويض كامل للأمر لله سبحانه، وذلك قبل الإقدام على أي خطوة، ولن يُضيِّعَك الله عز وجل، وسيدلك على ما فيه خير لكما.

9- وبالمناسبة، فقد ثبت بتجارب كثيرة أن الزوجة الأولى المتعالية على زوجها تتغير كثيرًا إيجابيًّا بعد وجود منافسة لها، والبعض الآخر تزيد في عنفها، وتقذف الزوج بحُمَمِ الاتهام بالظلم، ولو كان أعدل مَن بالأرض، حتى يكرهها زوجها كرهًا شديدًا، ثم يطلقها.

حفظك الله، ودلَّك على الصواب.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.59%)]