عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2023, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي ابنتي المراهقة تميل للدخان والخمر

ابنتي المراهقة تميل للدخان والخمر
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:

الملخص:
أم تقول إنها ربَّت ابنتها على الدين والخُلُق، ووجدت منها ميلًا نحو الدخان والخمر، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:
ابنتي الكبرى في السادسة عشرة من عمرها، وقد ربيتُها على طاعة الله، وعلَّمتها الحلال والحرام، لكني فوجئتُ بأن لديها مَيلًا لممارسة عادة التدخين، وأشياء أخرى كالخمر، سؤالي: كيف أتعامل معها؟





الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا بدَّ أولًا لكي تتوصَّلي للحل الصحيح لمشكلتها - أن تبحثي السبب الرئيس لوقوع ابنتكِ في المعاصي في الآتي:
أ‌- هل هو نقص في التربية والتوجيه السديد؟

ب‌- هل هو تعرُّفٌ على جليسات سوء في المدرسة أو القريبات؟

ت‌- هل هو تأثر بمواقع الإنترنت؟

ث‌- هل قصرتِ في القرب منها، ومنحِها الحنانَ والعاطفة؟

ج‌- هل لها علاقات عاطفية بشباب أو حتى شابات؟

ح‌- هل عندما لحظتِ بعض التغيرات عليها بدأتِ في البحث عن الأسباب، وفي التوجيه، أو تساهلتِ مجاملةً لها حتى تفاقم الأمر؟

خ‌- هل أنتِ ووالدها تُلبِّيان لها احتياجاتها الأساسية أو تبخلان عليها؟

د‌- هل اكتفيتِ في تربيتكِ لها بمجرد الأوامر والنواهي، أو اجتهدتِ في زرع محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ودين الإسلام، وتعظيم شرائعه وحُرُماتِهِ في قلبها؟

ومن خلال إجابتكِ عن هذه الأسئلة، يتبين لكِ بإذن الله العلاج الصحيح، وبشكل عامٍّ أقول لكِ: الحلُّ الذي أراه الآن هو - بتوفيق الله - في الآتي:
أولًا:أعظم شيء هو الفَزَعُ إلى الله سبحانه بالدعاء؛ بأن يهديَها، وأن يصرفها عن هذه المعاصي وعن غيرها، وعن أسبابها.

ثانيًا:أن تُكثروا من الاستغفار، ومن الاسترجاع؛ لأن هذه مصيبةٌ يُشرعان لها.

ثالثًا:أن تبذلي جهدكِ في صرفها عن جليسات السوء، وعن مواقع الإنترنت السيئة.

رابعًا:أن تجتهدي في تعريفها على الصالحات اللاتي في عمرها أو القريبات منه.

خامسًا:أن تجتهدي في غرس محبة الله سبحانه، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلبها؛ وبمعنًى آخرَ: تقوية التوحيد في قلبها.

سادسًا: أن تُطلعيها على مواقع الإنترنت الطيبة، وعلى الرسائل والمقاطع التي تبيِّن وتعظِّم حُرُمات الله، وتؤكد تحريم الدخان والخمر وسائر المعاصي.

سابعًا: تذكيرها بالموت والجنة والنار، وإرسال المقاطع والرسائل الوعظية لها.

ثامنًا: لي رسالة هنا في الألوكة بعنوان: (حوار بين داعية ومدخن...) يمكن أن تتطلعي عليها وتلخِّصيها لها، أو تطلعيها عليها.

تاسعًا: من المهم جدًّا تذكيركِ بأمرين مهمين:
الأول: ألَّا تيأسي أبدًا من استصلاحها؛ فهي في سن مراهقة، لا تُقدِّر عواقب الأمور، وهي الآن مثل الإسفنجة تقبل كلَّ ما تتلقاه من خير أو شرٍّ.

الثاني: أن تتذكري أن هداية الدلالة والإرشاد بيدكِ بعد توفيق الله سبحانه، أما هداية التوفيق، فهي من الله سبحانه؛ ولذا أكثري من الدعاء لها، خاصة في ثُلُثِ الليل الأخير، وفي السجود، وآخر الصلاة.

عاشرًا: انتبهي لا تكُنْ ابنتُكِ متساهلةً بالصلاة، أو تاركة لها، ولم تهتمي لذلك؛ فترك الصلاة أعظم جُرمًا من شُرب الدُّخَان والخمر، وتركها كفْرٌ عند جَمْعٍ من العلماء، والصلاة هي التي تَنْهَى عن الفواحش والمنكرات؛ قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
حفِظ الله ابنتكِ، وهداها للصواب، وحبَّب إليها الإيمان، وكرَّه لها الكفر والعصيان.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]