عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-04-2023, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة : Egypt
افتراضي ليلة رفع القرآن الليلة الحزينة

ليلة رفع القرآن الليلة الحزينة
فهد عبدالله محمد السعيدي

كما أننا نعيش هذه الليالي التي في إحداها نزل القرآنُ الكريم، وكانت تلك الليلة ليلةَ الفرح العظيم، فلنذكر أيضًا ليلةً حزينة ستأتي، وستكون أحزنَ ليلة، وأحزنَ صباح تُصبح فيه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ذاك اليوم حينما يُصبحون وقد رفع الله القرآن الكريم من الصدور ومن الصحف، بل لن يبقى منه أثرٌ، حتى الآيات المنقوشة في الجدران وفي الخشب وفي السقوف، وغير ذلك، بل لن تبقى أيَّةُ بقايا وحيٍ في الأرض، ففي أثرٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه: "يُسرَى على كتاب الله في ليلة واحدة، فيُرفع إلى السماء، فلا تبقى منه آية ولا من التوراة والإنجيل والزبور..."، قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

تأمل حينما يصبح المسلمون وقد نَسُوا حتى سورة الفاتحة وسورة الناس والفلق، وقل هو الله أحد!

والله إنه يوم حزين جدًّا...

وقد لفت انتباهي قراءةُ بعض الأحاديث والآثار التي توضِّح أسباب رفع القرآن الكريم من الأرض، ومن تلك الأسباب:
1- قلة الاعتناء بالقرآن الكريم، ودراسة غيره من الكتب التي كتَبها الناس بأيديهم، فيغضَب الله لكتابه، فيُسرَى عليه ليلًا لا يترك منه في الأرض شيئًا.
قال الليث بن سعد: إنما يُرفع القرآن حين يُقبل الناس على الكتب، ويكبُّون عليها ويتركون القرآن.

2- وقوع الناس في الشعر، فقد جاء في الأثر أن الناس بعد رفْع القرآن الكريم يقعون في الشعر، وهذا يدل أنهم كانوا قبلَ رفع القرآن الكريم معتنين بالشعر، وهذا للأسف تجده الآن عند بعض خواص أهل العلم.

3 - تلاوة القرآن وعدم العمل به، فقد جاء أن القرآن سيقول حين يرفع: (أُتْلَى ولا يُعْملُ بي)!
وقد صدق الحسن البصري حين قال: (أُمِروا أن يعملوا بالقرآن، فجعلوا تلاوتهم له هي العمل).

للمزيد حول هذا الموضوع راجع تفسير الدر المنثور السيوطي عند قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 86].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]