عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2023, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي شهر رمضان وهدفنا الثاني

شهر رمضان وهدفنا الثاني






كتبه/ زين العابدين كامل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد ذكرنا في المقال السابق أنه يتحتم علينا جميعًا أن نضع خطة لدخول سباق شهر رمضان المبارك، وأن نحدد أهدافنا التي نريد أن نحققها ونصل إليها، وحددنا هدفنا الأول، وهو الوصول إلى أعلى مراتب ومقامات التقوى، ونذكر اليوم هدفنا الثاني.
وهو: "الفوز بالمغفرة": قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وقال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وقال أيضًا: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وهكذا تعددت أسباب المغفرة في شهر رمضان؛ فقد ينالها العبد بالصيام، أو قيام الشهر أو قيام ليلة القدر مع إخلاص النية، وحسن الظن بالله -تعالى-.
قيل لذي النون: "متى يعلم العبد أنه مِن المخلصين؟! قال: إذا بذل المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة عند الناس".
فعلينا أن نجتهد في القيام؛ لا سيما في العشر الأواخر، فنتحرى ليلة القدر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه النسائي، وصححه الألباني)، وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن مَن حرم الفضل في رمضان لا يناله في غيره، ومَن لم يغفر له في رمضان باعده الله في النار، وذلك لما "صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ، قَالَ: (أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ) (رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني).
ومِن عجبٍ... أن جبريل -عليه السلام- وهو ملك الوحي والرحمة يقول عن مسلمٍ أدرك شهر رمضان ولم يغفر له باعده الله في النار، ومَن لم يكن أهلًا للمغفرة في هذا الشهر ففي أي وقت سيكون أهلاً لها، كمَن حضر موسم ربح فخفق ولم يربح فمتى يحصل على الربح؟! ومَن خاض البحر ولم يطهر، فما الذي سيطهره؟!
وهكذا فمَن لم ينل المغفرة في رمضان بالتوبة والإقلاع، والعودة إلى الله والالتجاء إليه وعمل الطاعات والدعاء فمتى ينالها؟! لا سيما وأن وسائل المغفرة والرحمة مِن الطاعة والقربة متوفرة، ودواعيها ميسرة، والأعوان عليها كثيرون، وفي الوقت نفسه عوامل الشر محدودة، ومردة الشياطين مصفدة، ورحمة الله -تعالى- منزلة، وقد روي: "أن منْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ, قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، قَالَ: يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا" (رواه البيهقي والترمذي والخطيب والأصبهاني وابن خزيمة، وفيه ضعف)، وفي الحديث: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]