
05-03-2023, 01:27 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,562
الدولة :
|
|
رد: تواليف مالكية مهمة
تواليف مالكية مهمة
شهاب الدين الإدريسي

تواليف مالكية مهمة 15: الذخيرة في الفقه المالكي
يعد كتاب: « الذخيرة» لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي المصري: (ت 684هـ)، من أهم المصنفات التي ألفت خلال القرن السابع الهجري في الفقه المالكي، أبان فيه عن طول باعه، ورسوخ قدمه في العلم.
افتتحه بمقدمة أفصح فيها ، عن سبب التأليف، الذي يعود لما رآه من حاجة مؤلفات كتب المذهب إلى ضرورة جمعها وتهذيبها وتنقيحها وترتيبها في مؤلف، تقبل عليه النفوس ويحرك الهمم.
والكتاب تضمن مقدمتين الأولى: في بيان فضيلة العلم وآدابه، والثانية: فيما يتعين معرفته من أصول الفقه، وقواعد الشرع واصطلاحات العلماء، ثم أردف ذلك بذكر كتب الفقه مع الشرح والتفصيل، بدءا من الطهارة وانتهاء بالجامع.
وسلك فيه منهجا رصينا كشف فيه عن قوة ابتكاره وسلامة إبداعه، وسلاسة أسلوبه، ودقة تعبيره، وإحكام تنظيمه، وطريقة إيراده للأقوال وأدلتها، وربط الفرع بالأصل – أي المدونة - وتقديم المشهور من الأقوال متى أمكن ذلك، مع التنبيه على مذاهب المخالفين من الأئمة الثلاثة، واستعماله لبعض الاصطلاحات تفاديا للتطويل الممل، مثل استعماله لحرف «الشين» علامة للشافعي، و«الحاء» لأبي حنيفة، و«الأئمة» علامة على الشافعي وأبي حنيفة وابن حنبل، و«الصحاح» لمسلم والبخاري والموطأ. كما استعمل داخل الأبواب والفصول والمباحث والفروع المعتادة عناوين فرعية، مثل: تمهيد – تحقيق – تفريع – تنقيح – تحرير – تذييل- قاعدة- فائدة – نظائر ...
وتكررت في الذخيرة بعض العبارات وهي: « ليكون الفقيه على بصيره... ليستدل الفقيه... تحفيزا للهمم على إعمال الفكر، وإمعان النظر، واستنكافا عن التقليد والجمود، وأخذ المسائل أحكاما مسلمة».
جمع شهاب الدين كتابه من نحو أربعين مصنفا من تصانيف المذهب، اعتمد خمسة منها مصادر أساسية، حيث يقول: «وقد آثرت أن أجمع بين الكتب الخمسة التي عكف عليها المالكيون شرقا وغربا، وهي المدونة والجواهر والتلقين والجلاب والرسالة».
وقد لقي هذا الكتاب إلى جانب كتبه الأخرى استحسان العلماء وقبولهم لها، عبّر عن ذلك ابن فرحون بأسلوب أدبي رائع حيث قال في الديباج: «سارت مؤلفاته مسير الشمس! ورزق فيها الحظ السامي عن اللّمس! مباحثه كالرياض المونقة! والحدائق المورقة ! تتنزه فيها الأسماع دون الابصار! ويجني الفكر ما بها من أزهار وأثمار! كم حرر مناط الأشكال! وفاق أضرابه النظراء والأشكال! وألف كتبا مفيدة انعقد على كمالها لسان الإجماع! وتشنفت بسماعها الأسماع! منها: كتاب الذخيرة من أجل كتب المالكية».
وقال أيضا عن القرافي: "الإمام الحافظ، والبحر اللافظ، المفوه المنطيق والآخذ بأنواع الترصيع والتطبيق، دلت مصنفاته على غزارة فوائده، وأعربت عن حسن مقاصده، جمع فأوعى، وفاق أضرابه جنسا ونوعا".
طبع الكتاب مرة واحدة بتحقيق مجموعة من المحققين، ونشر عن دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1994.
مصادر ترجمته : ------------
الديباج المذهب: ( 1/205-208)،
شجرة النور الزكية: (188- 189).
لتحميل الكتاب
رابط التحميل 1 (PDF)
(6.64 ميجا بايت)
رابط التحميل 2 (PDF)
(8.66 ميجا بايت)
رابط التحميل 3 (PDF)
(8.13 ميجا بايت)
رابط التحميل 4 (PDF)
(7.63 ميجا بايت)
رابط التحميل 5 (PDF)
(9.06 ميجا بايت)
رابط التحميل 6 (PDF)
(6 ميجا بايت)
رابط التحميل 7 (PDF)
(6.75 ميجا بايت)
رابط التحميل 8 (PDF)
(5.84 ميجا بايت)
رابط التحميل 9 (PDF)
(5.39 ميجا بايت)
رابط التحميل 10 (PDF)
(7.02 ميجا بايت)
رابط التحميل 11 (PDF)
(6.39 ميجا بايت)
رابط التحميل 12 (PDF)
(7.05 ميجا بايت)
رابط التحميل 13 (PDF)
(5.77 ميجا بايت)
رابط التحميل 14 (PDF)
(3.67 ميجا بايت)
رابط التحميل 15 (PDF)
(139.42 كيلو بايت)
وصف الكتاب
كتاب الذخيرة مبتكر في الفقه المالكي فروعه وأصوله بدع من مؤلفات عصره التي هي في الأعم اختصارات أو شروح وتعليقات وربما كانت الذخيرة أهم المصنفات في الفقه المالكي خلال القرن السابع الهجري وآخر الأمهات في هذا المذهب إذ لا نجد لكبار فقهاء المالكية المغاربة والشارقة الذين عاصروا القرافي أو جاؤوا بعده سوى مختصرات لم تعد على ما أدركت من شهرة وانتشار أن كرست عن غير قصد تعقيد الفقه وإفراغه من محتواه النظري الخصب وأدلته الاجتهادية الحية ليصبح في النهاية مجرد حك ألفاظ ونقاش عقيم يدور في حلقة مفرغة لا تنتج ولا تفيد وإذا كان المذهب المالكي تركز أكثر في الجناح الغربي من العالم الإسلامي فإنه قطع أشواطا متميزة قبل أن يصل إلى تعقيدات عصر القرافي فقد كانت القيروان بالنسبة لهذا الجناح الغربي منطلق إشراق الفقه المالكي وأفوله معا ففيها نشر أسد بن الفرات (ت. 213) المدونة الأولى التي حوت سماعاته من مالك وغيره المعروفة بالأسدية فأخذها سحنون عبد السلام بن سعيد (ت. 240)
وصححها على ابن القاسم وسمع من أشهب وابن وهب وغيرهم من تلاميذ مالك ورجع إلى القيروان بالمدونة الكبرى التي نسخت الأسدية وجمعت ستة وثلاثين ألف مسألة فانتشرت في أقطار المغارب والأندلس وظلت ركيزة المذهب المالكي ومرجع فقهائه طوال القرون الأولى وفي القيروان لاحظ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت. 386) كسل الهمم عن إدراك مدونة سحنون فاختصرها اختصارا غير مخل حل محلها وعفى على الاختصارين الأندلسيين السابقين لفضل بن سلمة الجهني (ت. 319) ومحمد بن عيشون الطليطلي (ت. 341) ولسوء الحظ قام في القيروان أيضا خلف بن أبي القاسم البراذعي المتوفى أوائل القرن الخامس باختصار مختصر شيخه ابن أبي زيد القيرواني للمدونة سماه التهذيب فتقبله الناس بقبول حسن وقد ازدادوا حاجة إلى الاختصار حتى إذا جاء أبو عمرو بن الحاجب الدمشقي (ت. 646)
واختصر التهذيب فزاده تعقيدا وطم السيل مع خليل بن إسحاق المصري (ت. 749) الذي اختصر مختصر ابن الحاجب في بضعة كراريس فأصبح مختصر خليل المختصر الرابع في مسلسل مختصرات المدونة عبارة عن رموز لا تفهم يحفظ عن ظهر قلب ويقرأ أحزابا في جامع القرويين وغيره ولا تفك رموزه إلا بالرجوع إلى عشرات المجلدات من الشروح والحواشي والتعليقات دون إدراك روح التشريع طبعا وغدا بعض المدرسين (المحققين) لا يختم مختصر خليل إلا بعد أربعين سنة وبذلك تقرر جمود الفقه وتحجره واستمر إلى أيامنا هذه اعتمد القرافي في الذخيرة على نحو أربعين من تصانيف المذهب المالكي وخص خمسة منها كمصادر أساسية يرجع إليها دائما ويقارن بينها ويناقش وكلها كتب مستقلة مبتكرة أصيلة (1) مدونة سحنون القيرواني (2) والتفريغ لعبيد الله بن الجلاب البصري (ت. 368) (3) ورسالة ابن أبي زيد القيرواني (4) والتلقين للقاضي عبد الوهاب البغدادي (ت. 422) (5) والجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة لعبد الله بن شاس المصري (ت. 610)
وتميزت الذخيرة - إلى ذلك - بدقة التعبير وسعة الأفق وسلالة الأسلوب وجودة التقسيم والتبويب الأمر الذي يضفي عليها من جهة أخرى طابع الجدة والحداثة حتى لكأنها كتبت في عصرنا الحاضر بقلم أحد أعلام الفقه والقانون تظهر عبقرية مؤلف الذخيرة وموسوعيته التي سنتحدث عنها بعد قليل في مزجه بين الفقه وأصوله واللغة وقواعدها والمنطق والفلسفة والحساب والجبر والمقابلة في المواطن التي تقتضيها وفي وضعه مصطلحات دقيقة ورموزا واضحة تختصر أسماء الأشخاص والكتب التي يكثر تداولها في الذخيرة تقليلا للحجم فكلمة الأئمة تعني عنده الشافعي وأبا حنيفة وابن حنبل وش ترمز للشافعي وح لأبي حنيفة والصحاح تعني الموطأ وصحيحي البخاري ومسلم
ونجد في الذخيرة داخل الأبواب والفصول والمباحث والفروع المعتادة عناوين فرعية تضبط المعلومات الإضافية وتحددها وتبرزها أمثال تمهيد تحقيق تفريع تنقيح تحرير تذييل قاعدة فائدة نظائر فروع مرتبة ويمكن أن يعد من مميزات الذخيرة كذلك عناية المؤلف بإبراز أصول الفقه المالكي دحضا للشبهات التي علقت بالأذهان منذ قديم قاصرة أصول الفقه بالنسبة للمذاهب الأربعة على الإمام الشافعي واعتباره هذا الفن برسالته التي حددت منهاجه في استنباط الأحكام من القرآن وكتب أخرى له في القياس وإبطال الاستحسان واختلاف الأحاديث وإذا كان القرافي مسبوقا في هذا المضمار بما كتبه القاضي أبو بكر بن العربي المعافري المتوفى بفاس عام 543 في شرحيه على الموطأ القبس وترتيب المسالك مما يدل على سبق مالك في بناء مذهبه الفقهي على قواعد أصولية محكمة لا شك أن تلميذه الشافعي أخذها عنه ووسعها وألف فيها الرسالة والكتب المذكورة فانتشرت حتى أصبحت الأصول علما مستقلا بذاته إذا كان ذلك فإن مزية مؤلف الذخيرة أن جعل من شرطه فيها تتبع الأصول في مختلف الأبواب قائلا في المقدمة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|