عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 26-02-2023, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين





سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

عبد العزيز الداخل

1: سيرة أبي بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي
رضي الله عنه.


مناقبه وفضائله
أبو بكر هو الصديق الأكبر، والخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل الأمة بعد نبيّها، وأطول الصحابة صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأقربهم منه منزلة، وأسبقهم إلى الأعمال الصالحة، وقد اجتمع له من المناقب والفضائل ما لم يجتمع لأحد من هذه الأمة بعد نبيّها صلى الله عليه وسلم، ومناقبه رضي الله عنه على أنواع:
النوع الأول: التنويه به في القرآن الكريم في غير ما موضع.
النوع الثاني: ورود أحاديث كثيرة في فضله، تدلّ على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم إياه على سائر الصحابة، بل تفضيله على الأمة كلها، وشهادته له بالصديقية، وسبقه بالأعمال الصالحة، وتبشيره بالجنة، وأنه يُدعى من أبواب الجنة كلها، وأنه هو وعمر سيدا كهول أهل الجنة، وحثه الناس على الاقتداء بهما، وكثرة التنويه بهما.
النوع الثالث: أعماله الجليلة التي سبق إليها الأمة كلها؛ فمن ذلك سبقه إلى الإسلام، ومؤازرته للنبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة إنفاقه في سبيل الله، وإعتاقه جماعة ممن كان يُعذّب على الإسلام، ومواقفه الجليلة في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى الله، ومجاهدة المشركين، وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهوده المشاهد كلّها معه صلى الله عليه وسلم، وكان من أقرب الصحابة إليه فيها، وكثرة ما يخصّه النبي صلى الله عليه وسلم مع عمر في مجالسه الخاصة للنظر في شؤون المسلمين والدعوة إلى الله، والتصرّف في مصالح المسلمين، ورعاية شؤونهم.
ثمّ خلافته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحربه المرتدين، وجمع القرآن في مصحف واحد، وبعث المعلمين إلى الأمصار لتفقيه الناس في الدين وتعليمهم القرآن، وغير ذلك من الأعمال الجليلة.
النوع الرابع: الإجماع على أنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
النوع الخامس: ثناء علماء الصحابة وفقهائهم عليه، وعرفانهم بفضله وإمامته في الدين.
النوع السادس: ثناء الأمة المستفيض عليه.
النوع السابع: مشاركته لما ورد في الخلفاء الراشدين، وفي الصحابة عموماً من الفضل.
فالنصوص العامة في فضل الخلفاء الراشدين، وأهل بدر، والشجرة، وعموم الصحابة فله منها أفضل النصيب وأطيبه.

التنويه به في القرآن الكريم في غير ما موضع
نزل في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه آيات من القرآن منها:
1.
قول الله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}
وهذه الآية فيها تنويه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيه، وبمعيّة الله له معيّة خاصة.
- قال ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين خطب قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟!
قال رجل: أنا، قال: اقرأ، فلما بلغ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} بكى أبو بكر، وقال: (أنا والله صاحبه). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

2.
قول الله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى . وما لأحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . ولسوف يرضى}
- قال مصعب بن ثابت الزبيري، عن عمّه عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه في قول الله عز وجل: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} قال: «نزلت في أبي بكر رضي الله عنه». رواه ابن جرير في تفسيره، وأبو بكر الآجري في الشريعة، والطبراني في المعجم الكبير.
- وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: كان أبو بكر الصديق يعتق على الإسلام بمكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال له أبوه: أي بني! أراك تعتق أناسا ضعفاء، فلو أنك أعتقت رجالاً جُلُداً يقومون معك، ويمنعونك، ويدفعون عنك، فقال: أي أبت! إنما أريد - أظنه قال: - ما عند الله.
قال: (فحدثني بعض أهل بيتي، أن هذه الآية أنزلت فيه: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}). رواه ابن جرير.

3.
قول الله تعالى: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}
- قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: - فذكر حديث الإفك بطوله إلى أن قالت: فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحاً بنافعة أبدا، فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} - يعني أبا بكر - {أن يؤتوا أولي القربى والمساكين}: يعني مسطحاً إلى قوله: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} حتى قال أبو بكر: (بلى والله يا ربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا، وعاد له بما كان يصنع). رواه البخاري
وفي رواية في صحيح البخاري أيضاً من طريق ابن شهاب الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت: قال أبو بكر: (بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبداً).

فهذه من الآيات التي نصّ عليه فيها، وأما التي تؤوّلت عليه فكثيرة يتعسّر حصرها، والنصوص التي فيها الثناء على المؤمنين والمجاهدين في سبيل الله والمهاجرين فله منها النصيب الوافر؛ فهو أفضل الأمة في هذه الأعمال، وأسبقهم إليها، وأجمعهم لها.
- قالل عمار بن رزيق، عن هاشم بن البريد، عن زيد بن علي، قال: (أبو بكر الصديق إمام الشاكرين)., ثم قرأ: ({وسيجزي الله الشاكرين}). رواه أبو القاسم اللالكائي.

تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم إيّاه على سائر أصحابه
- قال وهيب بن خالد: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لو كنتُ متخذا من أمتي خليلا، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي». رواه البخاري.
- وقال زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث النجراني، قال: حدثني جندب، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس، وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك». رواه مسلم.
- قال الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أبرأ إلى كل خليل من خلة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت ابن أبي قحافة خليلاً، وإن صاحبكم لخليل الله». رواه أحمد والحميدي، وابن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى.
ورواه الترمذي من طريق أبي سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص به وقال: (هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وابن الزبير، وابن عباس).
- وقال خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟
قال: «عائشة».
فقلت: من الرجال؟
فقال: «أبوها».
قلت: ثم من؟
قال: «ثم عمر بن الخطاب» فعدّ رجالاً). رواه أحمد والبخاري ومسلم.
وروى نحوَه ابنُ أبي شيبة والنسائي من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص.
- وقال المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟
قال: «عائشة»
قيل: من الرجال؟
قال: «أبوها». رواه ابن ماجه.
- وقال جعفر بن عون: أخبرنا أبو عميس، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسُئلتْ: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفاً لو استخلفه؟
قالت: أبو بكر.
فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟
قالت: عمر.
ثم قيل لها: من بعد عمر؟
قالت: "أبو عبيدة بن الجراح " ثم انتهت إلى هذا). رواه مسلم.
- وقال سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبَّ إلى رسول الله؟
قالت: أبو بكر.
قلت: ثم من؟
قالت: عمر.
قلت: ثم من؟
قالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح.
قلت: ثم من؟
قال: (فسكتت). رواه الترمذي والنسائي في الكبرى.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أم المؤمنين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: «مروا أبا بكر يصلي بالناس»، قالت عائشة: قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس»، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل للناس»، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا). رواه مالك والبخاري والترمذي، وله طرق أخر، وروي من حديث ابن مسعود، وأبي موسى، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك.
- وقال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحبّ الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً، وإلا أني كنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به؛ فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر». رواه مسلم.
- وقال خالد الحذاء، عن أبي قلابة الجرمي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، وأشدّها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)). رواه أحمد، وأبو داوود الطيالسي، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي، وغيرهم.
- وقال القاسم بن أحمد الخطابي: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء، قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي أمام أبي بكر الصديق، فقال: ((يا أبا الدرداء تمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة؟! ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر)). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن بشران في أماليه، والخطيب البغدادي في تاريخه.
ورواه أبو بكر القطيعي في فضائل الصحابة للإمام أحمد، وأبو بكر الآجري في الشريعة، وابن بطة العكبري في الإبانة، وقوام السنة الأصبهاني في الحجة، وأبو القاسم اللالكائي في شرح أصول السنة من طريق وهب بن بقية الواسطي قال : حدثنا عبد الله بن سفيان الواسطي، عن ابن جريج به، لكن عبد الله بن سفيان قال فيه العقيلي: لا يتابع على حديثه.

شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالصديقية
- قال يحيى بن سعيد القطان: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أنَّ أنس بن مالك رضي الله عنه حدَّثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً، وأبو بكر وعمر وعثمان؛ فرجف بهم؛ فقال: «اثبت أحد فإنما عليك نبيّ، وصدّيق، وشهيدان» رواه أحمد، والبخاري، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]