[ابوالوليد المسلم]

باب الإعتكاف"
س" مالمقصود بالاعتكاف؟
مأخوذ من عكف على الشيء ؛ أي :لزمه وداوم عليه .

وفي الشرع "رفه المؤلف بقوله:" لزوم مسجد لطاعة الله تعالى

"س" أيهما أعم التعريفات اللغوية أم الشرعية؟

التعريفات الشرعية أخص من التعريفات اللغوية أي : أن اللغوية غالباً تكون أعم وأوسع من التعريفات الشرعية . [ص499]ج6

س" مالمقصود بقوله (و لزوم مسجد لطاعة الله )؟

خرج به لزوم الدار ، وخرج به لزوم المصلى .

وقوله ((لطاعة الله)) اللام هنا للتعليل ؛ أي : أنه لزمه لطاعة الله لا للانعزال عن الناس، وبهذا نعرف أن أولئك الذين يعتكفون في المساجد ، ثم يأتي إليهم أصحابهم ويتحدثون بأحاديث لا فائدة منها ، فهؤلاء لم يأتوا بروح الاعتكاف ؛ لأن روح الاعتكاف أن تمكث في المسجد لطاعة الله – عز وجل – صحيح أنه يجوز للإنسان أن يتحدث عنده بعض أهله لأجل ليس بكثير كما كان الرسول r يفعل ذلك .

س" وهل ينافي روح الاعتكاف أن يشتغل المعتكف في طلب العلم ؟

لاشك أن طلب العلم من طاعة الله ، لكن الاعتكاف يكون للطاعات الخاصة كالصلاة ، والذكر ، وقراءة القرآن وما أشبه ذلك ، ولا بأس أن يحضر المعتكف درساً أو درسين في يوم أو ليلة ؛ لأن هذا لا يؤثر على الاعتكاف لكن مجالس العلم إن دامت وصار يطالع دروسه ويحضر الجلسات الكثيرة التي تشغله عن العبادة الخاصة ؛ فهذا لاشك أن في اعتكافه نقصاً ولا أقول أن هذا ينافي الاعتكاف .[ص499-500-501] ج6

س:عرفي المسنون اصطلاحاً؟

المسنون اصطلاحاُ : ما أثيب فاعله امتثالاً ولم يعاقب تاركه .

وقوله(( مسنون)) لم يقيده المؤلف بزمن دون زمن ، ولا بمسجد دون مسجد.

وقوله((مسنون)) قد دل على هذا الكتاب ، والسنة ، والإجماع وهو مسنون في كل وقت هكذا قال المؤلف وغيره ، فالذي يظهر لي أن الإنسان لو اعتكف في رمضان ، فإنه لا ينكر عليه بدليل أن الرسول r أذن لعمر بن الخطاب أن يوفي بنذره ولو كان هذا النذر مكروهاً أو حراماً لم يأذن له بوفاء نذره ، لكننا لا نطلب من كل واحد أن يعتكف في أي وقت شاء ، بل نقول خير الهدي هدي محمد r ولو كان الرسولr يعلم أن في الاعتكاف في غير رمضان ، وفي غير العشر الأواخر منه سنة وأجراً ليبينه للأمة حتى تعمل به.

س" هل يصح الاعتكاف بلا صوم؟

يصح الاعتكاف بلا صوم وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء .

والصحيح : أنه لا يشترط له صوم .

س" هل يلزمان بالنذر؟
الصوم والاعتكاف يلزمان بالنذر .

مسألة: لو قال قائل : هـل يؤخذ من قضاء النبيr للاعتكاف في شـوال أن الاعتكاف واجـب عليه ؟

أن ذلك لا يؤخذ منه لأن من هدي النبيr أنه إذا عمل عملاً أثبته

.[ص506-507]ج6

س" هل يشترط أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الجماعة؟
لا يصح إلا في مسجد تقام فيه الجماعة ولا يشترط أن تقام فيه الجمعة ... [ص 509]ج6
س" هل يصح اعتكاف المرأة في أي مسجد؟
يصح اعتكافها ويسن في كل مسجد، فالمرأة تعتكف ما لم يكن في اعتكافها فتنة ، فإن كان في اعتكافها فتنة فإنها لا تمكن من هذا .
س" هل يصح اعتكافها في مسجد بيتها؟
: لا يصح اعتكافها فيه ، ومسجد بيتها هو المكان الذي اتخذته مصلى.
س: هل يصح اعتكافها في مسجد لا تقام فيه الجماعة ولما؟
لو اعتكفت في مسجد لا تقام فيه الجماعة فلا حرج عليها، لأنه لا يجب عليها أن تصلي مع الجماعة .
مسـألة : من لا تجب عليه الجماعة هل هو كالمرأة ؟
الجـواب : نعم . [ ص 509-510-511]ج6
س: من نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد غير المساجد الثلاثة هل يلزمه؟
((من نذر))الهاء تعود على الاعتكاف , أي:من نذر الاعتكاف , أو الصلاة في المسجد غير الثلاثة لم يلزمه , ولهذا قال المؤلف : ((غير الثلاثة)).
ومراده بالثلاثة المسجد الحرام , والمسجد النبوي , والمسجد الأقصى. [ص512]ج6
قوله: ( لم يلزمه فيه )
الجملة هنا جواب ((من)) أي:من نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد غير المساجد الثلاثة لم يلزمه , أي:في المسجد الذي عينه.
فالصحيح في هذه المسألة أن غير المساجد الثلاثة إذا عينه لا يتعين إلا لمزية شرعيه,
فإنه يتعين؛لأن النذر يجب الوفاء به,ولا يجوز العدول إلى ما دونه
.[ص518-519]ج6

س"أذكر أفضلية المساجد الثلاثة بالترتيب؟
أفضل المساجد الثلاثة المسجد الحرام,ويليه مسجد المدينة, ويليه المسجد الأقصى.
فهذه المساجد الثلاثة هي التي إذا نذر الصلاة فيها تعينت.[512-513]ج6
س" إذا عين المسجد الأفضل هل يجوز فيما هو دونه؟
إن عين الأفضل من هذه المساجد لم يجزه فيما دونه, فإذا عين المسجد الحرام لم يجز في المدينة, ولا في بيت المقدس , وإن عين المدينة جاز فيها وفي مسجد مكة ((المسجد الحرام)), وإن عين الأقصى جاز فيه وفي المدينة , وفي المسجد الحرام؛
ولهذا قال (عكسه بعكسه)) أي: من نذر الأدنى جاز في الأعلى.[ص519]ج6