عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 28-12-2022, 11:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,891
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
صَاحِبِ الْفَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
المجلد السادس
الحلقة (432)
سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ
صـ 155 إلى صـ 162

[ ص: 155 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ

قَوْلُهُ تَعَالَى : الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . قَدْ قَدَّمْنَا الْكَلَامَ عَلَى الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ مُسْتَوْفًى فِي أَوَّلِ سُورَةِ " هُودٍ " ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ : أَحَسِبَ النَّاسُ [ 29 \ 2 ] ، لِلْإِنْكَارِ .

وَالْمَعْنَى : أَنَّ النَّاسَ لَا يُتْرَكُونَ دُونَ فِتْنَةٍ ، أَيِ : ابْتِلَاءٍ وَاخْتِبَارٍ ، لِأَجْلِ قَوْلِهِمْ : آمَنَّا ، بَلْ إِذَا قَالُوا : آمَنَّا فُتِنُوا ، أَيِ : امْتُحِنُوا وَاخْتُبِرُوا بِأَنْوَاعِ الِابْتِلَاءِ ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ بِذَلِكَ الِابْتِلَاءُ الصَّادِقُ فِي قَوْلِهِ : آمَنَّا مِنْ غَيْرِ الصَّادِقِ .

وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ ، جَاءَ مُبَيَّنًا فِي آيَاتٍ أُخَرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [ 2 \ 214 ] ، وَقَوْلِهِ : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [ 3 \ 142 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [ 47 \ 31 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ الْآيَةَ [ 3 \ 179 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [ 3 \ 154 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [ 9 \ 16 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ ، وَقَدْ أَشَارَ تَعَالَى إِلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ هُنَا : وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا الْآيَةَ [ 29 \ 3 ] .

وَقَدْ بَيَّنَتِ السُّنَّةُ الثَّابِتَةُ أَنَّ هَذَا الِابْتِلَاءَ الْمَذْكُورَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يُبْتَلَى بِهِ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى [ ص: 156 ] قَدْرِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ ; كَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ " .
قوله تعالى : أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون . قد قدمنا الآيات الموضحة له .
قوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه حسنا . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا [ 17 \ 23 ] .
قوله تعالى : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله يعني أن من الناس من يقول : آمنا بالله بلسانه ، فإذا أوذي في الله ، أي : آذاه الكفار إيذاءهم للمسلمين جعل فتنة الناس صارفة له عن الدين إلى الردة ، والعياذ بالله ; كعذاب الله فإنه صارف رادع عن الكفر والمعاصي . ومعنى فتنة الناس ، الأذى الذي يصيبه من الكفار ، وإيذاء الكفار للمؤمنين من أنواع الابتلاء الذي هو الفتنة ، وهذا قال به غير واحد .

وعليه فمعنى الآية الكريمة ; كقوله تعالى : ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين [ 22 \ 11 ] .

قوله تعالى : ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المنافقين الذين يقولون : آمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم ، إذا حصل للمسلمين من الكفار أذى ، وهم معهم جعلوا فتنة للناس ، أي : أذاهم كعذاب الله ، وأنه إن جاء نصر من الله لعباده المؤمنين فنصرهم على الكفار ، وهزموهم وغنموا منهم الغنائم ، قال أولئك المنافقون : ألم نكن معكم ، يعنون : أنهم مع المؤمنين ومن جملتهم ، يريدون أخذ نصيبهم من الغنائم .

وهذا المعنى جاء في آيات أخر من كتاب الله ; كقوله تعالى : [ ص: 157 ] الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين [ 4 \ 141 ] ، وقوله تعالى : وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما [ 4 \ 72 - 73 ] ، وقد قدمنا طرفا من هذا في سورة " النساء " .

وقد بين تعالى أنهم كاذبون في قولهم : إنا كنا معكم ، وبين أنه عالم بما تخفي صدورهم من الكفر والنفاق ، بقوله : أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين [ 29 \ 10 ] .
قوله تعالى وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ، إلى قوله : وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون . قد قدمنا الآيات الموضحة له زيادة إيضاحها من السنة الصحيحة في سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون [ 16 \ 25 ] .
قوله تعالى : فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين . تقدم إيضاحه في " هود " وغيرها .

وقوله تعالى هنا : وجعلناها آية للعالمين ، يعني سفينة نوح ; كقوله تعالى : وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون [ 36 \ 41 - 42 ] ، ونحو ذلك من الآيات .
قوله تعالى : إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون [ 16 \ 73 ] ، وفي " سورة الفرقان " .
قوله تعالى : وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا [ ص: 158 ] إلى قوله وما لكم من ناصرين .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الأعراف " ، في الكلام على قوله تعالى : حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا الآية [ 7 \ 38 ] ، وفي سورة " الفرقان " وغير ذلك .
قوله تعالى : وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب . الضمير في قوله : ذريته راجع إلى إبراهيم .

والمعنى : أن الأنبياء والمرسلين الذين أنزلت عليهم الكتب بعد إبراهيم كلهم من ذرية إبراهيم ، وما ذكره هنا عن إبراهيم ذكر في سورة " الحديد " : أن نوحا مشترك معه فيه ، وذلك واضح لأن إبراهيم من ذرية نوح ، مع أن بعض الأنبياء من ذرية نوح دون إبراهيم ; وذلك في قوله تعالى : ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب الآية [ 57 \ 26 ] .

قوله تعالى : وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه آتى إبراهيم أجره ، أي : جزاء عمله في الدنيا ، وإنه في الآخرة أيضا من الصالحين .

وقال بعض أهل العلم : المراد بأجره في الدنيا : الثناء الحسن عليه في دار الدنيا من جميع أهل الملل على اختلافهم إلى كفار ومؤمنين ، والثناء الحسن المذكور هو لسان الصدق ، في قوله : واجعل لي لسان صدق في الآخرين [ 26 \ 84 ] ، وقوله تعالى : وجعلنا لهم لسان صدق عليا [ 19 \ 50 ] ، وقوله : وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، لا يخفى أن الصلاح في الدنيا يظهر بالأعمال الحسنة ، وسائر الطاعات ، وأنه في الآخرة يظهر بالجزاء الحسن ، وقد أثنى الله في هذه الآية الكريمة على نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وقد أثنى على إبراهيم أيضا في آيات أخر ; كقوله تعالى : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما [ 2 \ 124 ] ، وقوله تعالى : وإبراهيم الذي وفى [ 53 \ 37 ] ، وقوله تعالى : إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين [ 16 \ 120 - 122 ] .
قوله تعالى [ ص: 159 ] ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية الآية . قد قدمنا إيضاحه في سورة " هود " ، في الكلام على قوله تعالى : وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط [ 11 \ 74 ] .
قوله تعالى ولما أن جاءت رسلنا لوطا ، إلى قوله : لقوم يعقلون . قد قدمنا الآيات الموضحة له مع بعض الشواهد ، في سورة " هود " ، في الكلام على قصة لوط ، وفي سورة " الحجر " .
قوله تعالى : وإلى مدين أخاهم شعيبا ، إلى قوله : في دارهم جاثمين . تقدم إيضاحه في سورة " الأعراف " ، في الكلام على قصته مع قومه ، وفي " الشعراء " أيضا .
قوله تعالى : وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا . الظاهر أن قوله : وعادا مفعول به ل أهلكنا مقدرة ، ويدل على ذلك قوله قبله : فأخذتهم الرجفة [ 29 \ 37 ] ، أي : أهلكنا مدين بالرجفة ، وأهلكنا عادا ، ويدل للإهلاك المذكور قوله بعده : وقد تبين لكم من مساكنهم ، أي : هي خالية منهم لإهلاكهم ، وقوله بعده أيضا : فكلا أخذنا بذنبه .

وقد أشار جل وعلا في هذه الآيات الكريمة إلى إهلاك عاد ، وثمود ، وقارون ، وفرعون ، وهامان ، ثم صرح بأنه أخذ كلا منهم بذنبه ، ثم فصل على سبيل ما يسمى في البديع باللف والنشر المرتب أسباب إهلاكهم ، فقال : فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ، [ ص: 160 ] وهي : الريح ، يعني : عادا ، بدليل قوله : وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية [ 69 \ 6 ] ، وقوله : وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم [ 51 \ 41 ] ، ونحو ذلك من الآيات . وقوله تعالى : ومنهم من أخذته الصيحة ، يعني : ثمود ، بدليل قوله تعالى فيهم : وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود [ 11 \ 67 - 68 ] . وقوله : ومنهم من خسفنا به الأرض ، يعني : قارون ، بدليل قوله تعالى فيه : فخسفنا به وبداره الأرض الآية [ 28 \ 81 ] . وقوله تعالى : ومنهم من أغرقنا ، يعني : فرعون وهامان ، بدليل قوله تعالى : ثم أغرقنا الآخرين [ 37 \ 82 ] ، ونحو ذلك من الآيات .

والأظهر في قوله في هذه الآية : وكانوا مستبصرين ، أن استبصارهم المذكور هنا بالنسبة إلى الحياة الدنيا خاصة ; كما دل عليه قوله تعالى : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون [ 30 \ 7 ] ، وقوله تعالى : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير [ 67 \ 10 ] ، ونحو ذلك من الآيات . وقوله : وما كانوا سابقين ، كقوله تعالى : أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون [ 29 \ 4 ] .
قوله تعالى : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الأعراف " ، في الكلام على قوله تعالى : فمثله كمثل الكلب الآية [ 7 \ 176 ] ، وفي مواضع أخر .
قوله تعالى : اتل ما أوحي إليك من الكتاب .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الكهف " ، في الكلام على قوله تعالى : واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته الآية [ 18 \ 27 ] .

قوله تعالى : وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .

[ ص: 161 ] قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " البقرة " ، في الكلام على قوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة الآية [ 2 \ 45 ] .
قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم .

قد قدمنا إيضاحه ، وتفسير إلا الذين ظلموا منهم في آخر سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : وجادلهم بالتي هي أحسن [ 16 \ 125 ] .
قوله تعالى : أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة " الكهف " ، وفي آخر سورة " طه " ، في الكلام على قوله تعالى : أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى [ 20 \ 133 ] ، وغير ذلك .
قوله تعالى : ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الأنعام " ، في الكلام على قوله تعالى : ما عندي ما تستعجلون به [ 6 \ 57 ] ، وفي سورة " يونس " ، في الكلام على قوله تعالى : أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون [ 10 \ 51 ] ، وفي سورة " الرعد " في الكلام على قوله تعالى : ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة الآية [ 13 \ 6 ] .
قوله تعالى : يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون . نادى الله جل وعلا عباده المؤمنين ، وأكد لهم أن أرضه واسعة ، وأمرهم أن يعبدوه وحده دون غيره ، كما دل عليه تقديم المعمول الذي هو إياي ; كما بيناه في الكلام على قوله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين [ 1 \ 5 ] .

والمعنى : أنهم إن كانوا في أرض لا يقدرون فيها على إقامة دينهم ، أو يصيبهم فيها أذى الكفار ، فإن أرض ربهم واسعة فليهاجروا إلى موضع منها يقدرون فيه على إقامة دينهم ، ويسلمون فيه من أذى الكفار ، كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون .

[ ص: 162 ] وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء في آيات أخر ; كقوله تعالى : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها [ 4 \ 97 ] ، وقوله تعالى : وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [ 39 \ 10 ] .

قوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت [ 29 \ 57 ] . جاء معناه موضحا في آيات أخر ; كقوله تعالى في سورة " آل عمران " : كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة [ 3 \ 185 ] ، وقوله : كل من عليها فان [ 55 \ 26 ] ، وقوله تعالى : كل شيء هالك إلا وجهه [ 28 \ 88 ] .
قوله تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا .

قد قدمنا معنى وعملوا الصالحات ، موضحا في أول سورة " الكهف " ، وقدمنا معنى لنبوئنهم في سورة " الحج " ، في الكلام على قوله تعالى : وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ، وذكرنا الآيات التي ذكرت فيها الغرف في آخر " الفرقان " ، في الكلام على قوله تعالى : أولئك يجزون الغرفة الآية [ 25 \ 75 ] .
قوله تعالى : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها .

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن كثيرا من الدواب التي لا تحمل رزقها لضعفها ، أنه هو جل وعلا يرزقها ، وأوضح هذا المعنى في قوله تعالى : وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين [ 11 \ 6 ] .
قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ، إلى قوله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له غاية الإيضاح في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم [ 17 \ 9 ] .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]